البث المباشر

الصفح الجميل في خلق سيد المرسلين(ص) صور من مساواة امير المؤمنين لقراباته مع سائر المسلمين في العطاء جوهر الخلق العظيم في كلام للامام الحسين(ع)

الأحد 28 إبريل 2019 - 11:14 بتوقيت طهران
الصفح الجميل في خلق سيد المرسلين(ص) صور من مساواة امير المؤمنين لقراباته مع سائر المسلمين في العطاء جوهر الخلق العظيم في كلام للامام الحسين(ع)

والصلاة‌ والسلام على اشرف الخلق محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم - ايها الافاضل- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً مفيداً.
حول اخلاق النبي (صلى الله عليه وآله) وآدابه ذكر المؤرخون بأحرف من نور انه كان من حرصه وشفقته على قومه الذين كذبوه وناجزوه الحرب وحاولوا قتله انه لم يدع عليهم، فهبط جبرئيل (عليه السلام) وقال له: ان الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد امر ملك الجبال تأمره بما شئت فيهم.
وهبط على الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) ملك الجبال وعرفه امتثالاً لأمره فقال (صلى الله عليه وآله): «ارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يعبد الله تعالى ولا يشرك به شيئاً».
ارأيتم هذه الرحمة التي لا حدود لها وقد اعلنها الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز قائلاً: «وما ارسلناك الا رحمة للعالمين».
وكان (صلى الله عليه وآله) شديد الشفقة والرحمة لأهله وعياله، يقول انس بن مالك خادمه: ما رأيت احداً كان أرحم بالعيال من رسول الله (صلى الله عليه وآله). 
لقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) مثالاً للرحمة والشفقة على جميع الناس من غير فرق بين اهله وغيرهم.

*******

واما امير المؤمنين علي (عليه السلام) فقد كان من معالي اخلاقه ايضاً مساواة‌ اهل بيته بسائر الناس فالمنهج الذي سلكه مع اهل بيته وقرابته لم يكن بعيداً عن منهجه مع نفسه الا من حيث الدرجة، فقد كان مبنياً على اساس مساواتهم بالأمة في الحقوق والواجبات بل ان الذي يتحملونه من مهام من اجل حماية الرسالة والمسيرة الاسلامية اكثر بكثير مما ينالون من حقوق.
فقد كان الامام علي (عليه السلام) حريصاً على معاملة ذويه في مسألة الحقوق كما لو كانوا من عامة الناس فلا يفضلهم بعطاء ولا يميزهم بحق وسلك معهم اسلوب التدريب والاعداد للعمل بمنهاجه معهم بل كان يبدو شديداً مع بعضهم من اجل أن ينتهج الخط الذي رسمه لمتعلقيه واهل قرابته.
روي ان الامام لما فرغ من اهل الجمل اتى الكوفة ودخل بيت المال ثم قال: يا مال غرّ غيري، ثم قسمه بيننا، ثم جاءت ابنة لأحد ابنائه فتناولت منه شيئاً، ففك يدها ونزعه منها فقال بعض اصحابه: يا امير المؤمنين ان لها فيه حقاً. 
فقال (عليه السلام): اذا اخذ ابوها حقه فليعطها ماشاء.
وروى هارون بن سعيد ان عبد الله بن جعفر بن ابي طالب قد قال للامام (عليه السلام): يا امير المؤمنين لو امرت لي بمعونة او نفقة، فوالله مالي نفقة الا ان ابيع دابتي. 
فقال الامام (عليه السلام): لا والله ما اجد لك شيئاً الا ان تأمر عمك ان يسرق فيعطيك.
وجاءه اخوه عقيل - وكان ضريراً- يوماً يطلب صاعاً من القمح من بيت مال المسلمين - زيادة عن حقه- وظل يكرر طلبه على علي (عليه السلام) فما كان من الامام الا وأحمى له حديدة على النار وادناها منه، ففزع منها عقيل ثم وعظه قائلاً: يا عقيل اتئن من حديدة احماها انسانها لمدعبة وتجرني الى نار سجرها جبارها من غضبه، اتئن من الاذى ولا ائن من لظى.
اجل هكذا كان منهاج علي (عليه السلام) مع اهل بيته وذوي قرابته لا يفرط من اجلهم بحق من حقوق المسلمين ابداً بل يعمل كل ما من شأنه من اجل رفع مستواهم باتجاه مبادئه في الزهد ونكران الذات في سبيل الله تعالى ولمصلحة مجموع الأمة.
ولقد كان منهجه (عليه السلام) واضحاً كل الوضوح لا لبس فيه ولا غموض ولا يخضع لعاطفة او مساومة ابداً وهو القائل: والله لئن ابيت على حسك السعدان مسهداً او اجر في الاغلال مصفداً، احب الي من ان القى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام وكيف اظلم احداً لنفس يسرع الى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها.
وهذا السبيل الذي اختاره امير المؤمنين (عليه السلام) انما يمثل احد مصاديق العدل الاجتماعي الشامل الذي حرص على تجسيده واقعاً حياً في دنيا الناس.

*******

عن الصادق (عليه السلام) عن ابيه عن جده (عليهم السلام) قال: كتب رجل الى الحسين بن علي (عليهما السلام): يا سيدي اخبرني بخير الدنيا والآخرة فكتب اليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، اما بعد فانه من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله امور الناس ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله الى الناس والسلام».
وهذه هي روح الأخلاق التي يدعو اليها الامام الحسين (عليه السلام) اذ برعايتها تنتظم الصفات الاخلاقية في سلوك الفرد، ومنه يبلغ الى خير الدنيا والآخرة.
وختاماً - ايها الكرام- شكراً لكم على حسن المتابعة. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى ونرجو لكم كل خير والسلام عليكم.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة