البث المباشر

فاطمة في ليلة المبيت والهجرة

الثلاثاء 23 إبريل 2019 - 14:32 بتوقيت طهران

( الحلقة 19 )

موضوع البرنامج:

فاطمة في ليلة المبيت والهجرة

السلام عليكم إخوة الإيمان.  
على بركة الله نلتقيكم في مشهد آخر من السيرة الفاطمية فنرجع بكم أيها الأعزاء الى السنة الثالثة عشر للبعثة المحمدية.      
ومع مولاتنا الصديقة الزهراء في العام الثامن من عمرها الشريف وهي تتحمل أشد الصعاب في إعانة ومواساة أبيها رسول الله وهو يواجه – صلى الله عليه وآله – أذى قريش.
وقد إشتد أذى طواغيت قريش ومشركيها على رسول الله وآله فقد حاميه أباطالب ووزيرته المؤازرة خديجة الطاهرة سلام الله عليها.     
وازداد تبعا لذلك أذى قريش لبضعته البتول – عليها السلام- وتضاعفت مسؤوليتها في إعانة رسول الله.         
حتى اضطرت الى مواجهة طواغيت قريش مباشرة في حادثة إلقاء أحشاء البعير على رسول الله في المسجد الحرام وهو يصلي والتي عرضناها في الحلقة السابقة.
ثم صدر الأمر الإلهي لرسول الله – صلى الله عليه وآله- بالهجرة بعد أن أعد طواغيت قريش خطة محكمة لقتله. 
ونزل جبرئيل الأمين عليه – صلى الله عليه وآله- بهذا الأمر:     
يا محمد، أخرج من مكة فلم يعد لك فيها ناصر.    
أم أيمن (باضطراب): حبيبتي فاطمة.. الحذر الحذر.. كأن قريش تريد برسول الله سوء.. لقد علمت أن طواغيتهم اجتمعوا في دار الندوة وقرروا أن يشترك من كل قبيلة رجل في الهجوم على رسول الله لقتله فيضيع دمه بين القبائل.      
فأجابتها – عليها السلام-: ألا بذكر الله تطمئن القلوب.    
أم أيمن (بسكينة): حسبي الله ونعم الوكيل.. الحمد لله.. فديتك ياحبيبتي كأني والله لم أسمع بهذه الآية من قبل، لقد بعثني في قلبي السكينة.. الله نعم المولى ونعم النصير.
أم أيمن (باستبشار): يا فاطمة.. لقد جاء علي الى رسول الله ودخل عليه كأنه يوصيه بوصاياه الحمد لله لا بأس على حبيبي رسول الله ومعه علي.
أخبر رسول الله وصيه المرتضى – صلى الله عليهما وآلهما- بما عزم عليه مشركو قريش من قتله بسيوف فرسان:فتطوع علي للمبيت في مكانه لكي يسلم ويخرج مهاجرا الى يثرب.
فقال – صلى الله عليه وآله – له: ياعلي إنهم لن يصلوا إليك من الآن بأمر تكرهه حتى تقدم علي فأد أمانات الناس عندي على أعين الناس ظاهرا.
ياعلي ثم إني مستخلفك على فاطمة إبنتي ومستخلف ربي عليكما ومستحفظه فيكما.
أم أيمن: أدع الله يا فاطمة بأن ينصر رسوله وعليا.. فقد شعرت ببعض مشركي قريش وهم يقتربون من دار رسول الله..        
خالد (بهمس): يا عتبة، يا عتبة، هلم إلي، تعال لنجمع الحجارة، هيا اجمع معي الحجارة.
عتبة (مستغربا): نجمع الحجارة! وماذا تفعل بالحجارة ياخالد، تجمع الحجارة وفي مثل هذا الوقت.   
خالد: اجمعها معي، ولنقذف بها دار محمد، كي، كي نرعب أهله قبل أن نهجم عليهم مع بقية الفرسان، صناديد قريش.        
عتبة: ويحك يا خالد ويحك، ظننتك فطنا، هه، تقذف بالحجارة بيت محمد، و من بقى في دار محمد غير إبنته فاطمة، كأنك تريد أن ترعب صبيه يا ابن الوليد!
خالد: تبا لك يا عتبة، أخبرني، متى قذف هبل في قلبك الرأفة، ها؟
عتبة: بماذا ستعلل فعلتك هذه يا خالد لو علم أحد من العرب بأمرك هذا، ها، أنها ستكون سبة وعارا علينا ياخالد، كف عن هذه الخزعبلات يا ابن الوليد، كف عنها، فما جدوى ارعاب صبية محمد!      
خالد: ويحك ياعتبة، ويحك، أو ليست فاطمة هذه هي التي شتمتنا ودعت علينا يوم جاءت مع أبيها الى الكعبة، وألقينا على أبيها أحشاء البعير، ماالضير أن نرد شتمها لنا ودعائها علينا بالحجارة، ها، هيا، هيا.         
خالد (حالة رمي حصى): خذ، خذ يابن أبي كبشة، وأنت خذي، خذي يا بنت محمد، خذي.
عتبة (بشماتة): رجما رجما يا ابن ابي كبشة، رجما رجما يامحمد.
خالد (يصرخ): هلموا إلي يا صناديد قريش، هلموا للثأر لآلهتكم، هيا انصروا آلهتكم، لنهجم على دار محمد أعلوا هبل، أعلوا هبل.
جماعة (ينادون): أعلوا هبل، أعلوا هبل.  
عتبة (يصرخ): هلموا يا فرسان قريش للهجوم على محمد، فهذا بريق الفجر قد طل علينا، أسرعوا قبل أن يفضحكم الصبح، هيا اضربوه ضربة قاضية.
خالد: وهذه أول ضربة أبدأها أنا، خذها يا ابن ابي كبشة من سيف هبل، خذها من يد خالد ابن الوليد، (حالة انخذال) ها... ما هذا؟
عتبة (بخوف): ما بك يا خالد، لا تنتكس هكذا يا خالد أمامه! ما بك قاومه يا رجل، إفعل شيئا، لا تتراجع          !
خالد (يستغيث): اتركني يا محمد، اتركني، دعني، (ينادي) ياعتبة ويحك لا تفر ساعدني ياعتبة، ساعدني، أغثني.
عتبة: ويحك يا خالد، لا ترغو رغاء البعير، قاومه، دافع عن نفسك.
خالد (يستغيث): أغثني يا عتبة، أنجدني من قبضة محمد، أنجدني، لقد وثب علي فجأة وأخذ سيفي من يدي، أنظر إنه يقبض علي بيده الأخرى، لقد حبسني بقبضته، لاأستطيع الحركة، لقد كتم علي نفسي، لاتتركني، تعال إلي وخلصني منه.
عتبة: ماذا علي أن أفعل لك، كيف تريد مني نجدتك يا خالد، ألا ترى أن محمدا شد علينا بسيفك، وجعلنا نجفل منه جفول الانعام، إنها ورب الكعبة لوثبة هاشمية، إنه سيقضي علينا، تنح عنه ياخالد، تنح عنه، فلسنا بكفئين له.      
خالد: ويحكم لماذا تفرون منه، مهلا أيها الفرسان، مهلا ياقوم، لماذا تهربون إنه رجل واحد، لاتتركوني وحدي بين يديه، لاتتركوني.
عتبة (من بعيد): ويحك يا ابن الوليد، إنه ليس كالرجال (بخوف) ها، هذا ليس بمحمد، نعم ليس محمد، إنه علي (بفزع) لا يا علي لا، نحن لم نطلب قتلك يا علي، إنما، إنما طلبنا ابن عمك محمد، سامحنا يا علي، اعذرنا يا علي، (توسل) مهلا علينا يا علي، مهلا.

خالد (بتعجب): ياااه، كيف خرج ولم نبصره نحن، كيف، كيف عبرنا ونحن نحيط بالدار!
عتبة: واللات والعزي مابصرناه، ماهذا، ها، إنه التراب ، من الذي ألقاه على رأسنا؟ من الذي...؟ ما هذا.. ويحك يا خالد هال التراب على رأسك أيضا يبدو.. يبدو أن رؤوسنا جميعا متربة.. متربا الذي ألقى على رؤوسننا.. ها.. أفضوا رؤوسكم جميعا من التراب.. لقد فضحنا محمد، لقد فضحنا محمد.       
خالد: لقد فضحنا محمد.      
وبعج أن خرج رسول الله (ص) سالما وذهب الى غار جبل النور أنشد علي (ع) يقول:

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

محمد لما خاف أن يمكــروا به

فوقاه ربي ذوالجلال من المكر

وبت أراعيهم متي ينشرونني

وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

وبات رسول الله في الغار آمنا

هناك وفي حفظ الإله وفي الصدر

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة