البث المباشر

المهدويون أهل النصيحة لله وخلقه/ لقاء المهدي في غيبته الكبرى/ ترغيب وتأديب وبركة

السبت 13 إبريل 2019 - 14:43 بتوقيت طهران

(الحلقة : 350)

موضوع البرنامج:
المهدويون أهل النصيحة لله وخلقه
لقاء المهدي في غيبته الكبرى
ترغيب وتأديب وبركة

يا ايها الوتر فينا النائبات غدت

شفعاً على عدة الأيام تقتسم

وضاق منا فسيح المشرقين وكم

منا غدى صارم الطغيان ينتقم

والأرض قد فسدت حقاً بما كسبت

أكف قوم على العصيان تعتزم

بلى مددنا لك الأيدي فمدّ يداً

فمن سواك لنا منجاً ومعتصم

وفرج الهم يا فراج كربتها

بهمة تستقى من نبعها الهمم

ولتملأ الارض عدلاً بعدما ملئت

ظلماً وجوراً، وشتت شمل من ظلموا


بسم الله وله الحمد الذي هدانا للتمسك بموالاة حصنه الحصين وملجأه الأمين وسفن نجاته للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
سلامً من الله عليكم اخوتنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج اخترنا لمطلعها ابياتاً من قصيدة مهدوية لأديب ولائي من الكويت وهو الأخ محمد عبد الرضا الحرزي حفظه الله: المهدويون أهل النصيحة لله وخلقه
هذا هو أحباءنا عنوان فقرة وصايا امام العصر –عجل الله فرجه- للمؤمنين في هذا اللقاء، تليها خلاصة لإجوبة العلماء يقدمها زميلنا الاخ عباس الباقري عن سؤال الاخ الكريم حبيب زهير الأوسي بشأن: لقاء المهدي في غيبته الكبرى.
أما الفقرة فهي تشتمل على حكاية موثقة اخرى للفائزين بالألطاف المهدوية تحت عنوان: ترغيب وتأديب وبركة
أنفع الأوقات وأطيبها نتمناها لنا ولكم مع فقرات لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) كونوا معنا والفقرة الخاصة بالوصايا المهدوية، وعنوانها هو:

المهدويون أهل النصيحة لله وخلقه


قال حبيبنا امام زماننا المهدي –أرواحنا فداه- في دعائه الجامع المعروف بدعاء (توفيق الطاعة):
"اللهم وتفضل على علمائنا بالزهد والنصيحة، وعلى المتعلمين بالجهد والرغبة وعلى المستمعين بالإتباع والموعظة"
لنا مستمعينا الافاضل وقفة جديدة عند فقرات الدعاء المهدوي المتقدم نستلهم منها فيها وصية أخرى من وصايا امام العصر –عليه السلام- لشيعته، وهي وصيته بأن تكون من أهل النصيحة، فما هو المقصود بذلك؟
للإجابة ينبغي أن نعرف أولاً ما هو معنى النصيحة؟
جاء في كتاب (معجم لغة الفقهاء) في تعريف النصيحة أنها (إخلاص الرأي في الدعوة الى الخير).
ولكن المستفاد من النصوص الشريفة أن معنى النصحية اوسع من هذا التعريف، ولذلك قال العلامة الطريحي –رضوان الله عليه- في كتابه القيم (مجمع البحرين):
(النصيحة لفظ حامل لمعان شتى، فالنصيحة لله الإعتقاد في وحدانيته واخلاص النية في عبادته ونصرة الحق فيه عزوجل، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه والذب عنه دون تأويل الجاهلين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين.
والنصيحة لرسول الله –صلى الله عليه وآله- التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما امر به ونهى عنه).
واضاف العلامة الطريحي مصداقاً آخر استفاده أيضاً من الاحاديث الشريفة ، حيث قال –رحمه الله-:
(وفي الحديث الشريف: ثلاث لا يغلّ عليها قلب امرئ مسلم، وعدّ منها: النصيحة لأئمة المسلمين، قيل: هي شدة المحبة لهم وعدم الشك فيهم وشدة متابعتهم في قبول قولهم وفعلهم).
أيها الاكارم، وورد في كتاب (النهاية) ان معنى النصيحة للمسلمين عامة هو ارشادهم الى مصالحهم.
وقد هدتنا الأحاديث الشريفة الى عظيم بركات العمل بهذه الوصية المهدوية والتحلي بالنصيحة الصادقة بكافة معانيها المتقدم ذكرها؛ فالأخذ بهذه الوصية وسيلة ترسخ حقائق الايمان في قلب الانسان وتجعله من أهل الجنة؛ فقد روي في كتاب (مسائل علي بن جعفر الصادق –عليه السلام) وغيره من الأصول المعبرة عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"من اسبغ وضوءه واحسن صلاته وأدى زكاة ماله وكف غضبه وسجن لسانه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لاهل بيت رسول الله –صلى الله عليه وآله- فقد استكمل حقائق الايمان وأبواب الجنة مفتحة له"
كما أن العمل بفضيلة النصيحة خاصة لأئمة الهدى –عليهم السلام- وسيلة مرافقتهم في أعلى مراتب الجنة والقرب من الله عزوجل، فقد روي في الكافي مسنداً عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال: "ما نظر الله عزوجل الى ولي له يجهد نفسه بالطاعة لامامه والنصيحة الا كان معنا في الرفيق الأعلى".
وقال –صلى الله عليه وآله- أيضاً "ان اعظم الناس منزلة عندالله يوم القيامة أمشاهم في ارضه بالنصيحة لخلقه"
وفيه أيضاً عن امامنا جعفر الصادق –عليه السلام- قال: "عليكم بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه"
وفي المقابل تحذره النصوص الشريفة العلماء خاصة من ترك العمل بهذه الوصية فتعتبر ذلك من مصاديق الخيانة، فقد روي في روضة الكافي عن مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- انه قال ضمن حديث:
"والعلماء في أنفسهم خانة [جمع خائن] ان كتموا النصيحة، إن رأوا تائهاً ضالاً لا يهدونه، أو ميتاً لا يحيونه- يعني احياءه بالهداية-، فبئس ما يصنعون لان الله تبارك وتعالى أخذ عليهم الميثاق في الكتاب ان يأمروا بالمعروف وبما أمروا به".
مستمعينا الأفاضل، ومن الفقرة الخاصة بوصايا امام زماننا، ارواحنا فداه- ننقلكم الى الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم لبرنامجكم شمس خلف السحاب، معكم ومع زميلنا الاخ عباس الباقري، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة زهراء الموسوي بعثت عبر البريد الألكتروني سؤالاً للبرنامج تقول فيه: نقرأ بين الحين والآخر أخباراً عن محاكمة أشخاص في بعض البلدان الاسلامية لإدعاءهم أن كلاً منهم هو المهدي المنتظر وغالباً ما تقرن هذه الأخبار بالقول بأن هؤلاء مصابون بنوع من الجنون. الأخت تسأل عن مدى صحة ذلك وهل أن كثرة الإدعاء بالمهدوية او الامام المهدي هي من علامات قرب الظهور؟ نقول للأخت الكريمة زهراء الموسوي: نعم العلماء ذكروا نعم العلماء ذكروا إستناداً للكثير من الأحاديث الشريفة أن من علامات ظهور الامام المهدي وبهذا التعبير يعني لايظهر المهدي حتى يخرج قبله، في رواية ستون كذاباً، في رواية إثنى عشر. يبدو أن الإختلاف في العدد ينشأ من إختلاف الأدعياء يعني بعضهم يدعي أنه الامام المهدي سلام الله عليه مباشرة، بعضهم يدعي نوعاً من الإرتباط بالإمام المهدي لذلك ورد الأمر بالنهي او بتكذيب مدعي الإرتباط بالإمام المهدي سلام الله عليه فضلاً عن تكذيب كل من يدعي أنه هو المهدي المنتظر قبل ظهور العلامات وقبل توفر علامات المهدي الحقيقي فيه يعني الأحاديث الشريفة لم تتركنا هكذا، بينت خصائص وصفات وما يظهره المهدي الحقيقي. بهذه الصفات وبهذه العلامات ومعرفة صفات الامام ومدى إنطباقها عليه نعرف صحة الإدعاء وهل أن هذا المدعي هو المهدي الحقيقي او من مدعي المهدوية، على أن المهدي سلام الله عليه يقوم بأعمال معينة ذكرتها الأحاديث الشريفة، مكان ظهوره، حتى خطبته سلام الله عليه عند الظهور. ذكرت الأحاديث الشريفة حتى نصوصها فضلاً عن ذكر مضامينها. اذن كثرة الأدعياء مذكور في الروايات الشريفة من علامات ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه. أما هؤلاء الذين يذكر بأن لديهم جنون في الواقع هذا الأمر يرتبط بالتوظيف السياسي، يعني الدول التي تقوم بمحاكمة أمثال هؤلاء هذه تعطي عللاً معينة تنسجم مع اهدافها، نعم محتمل أن تكون بعض هذه الدعاوي ناشئة من الجنون لكن هذه النماذج ليست لعلها هي المرادة والمقصودة بالدرجة الأولى في هذه الأحاديث الشريفة يعني أدعياء المهدوية ليسوا ادعياء عن جنون وإنما أما عن اهداف معينة يعني هم يعلمون أنهم ليسوا مصاديق لهذا العنوان ويريدون توظيف هذا العنوان من اجل مصالح معينة كما لاحظنا في بعض الإدعاءات لبعض الأشخاص الذين ينتمون الى التيار الوهابي او أنه نتيجة تطبيق بعض الصفات عليهم من قبلهم او من قبل أتباعهم. اذن قضية إدعاء الجنون في هؤلاء محتمل ولكن على أي حال ليس هو السبب الوحيد للإدعاء لأن الروايات الشريفة تحذر منهم لأنهم قبيل الظهور يريدون توجيه المشاعر الاسلامية المتطلعة الى المنقذ المحمدي الأكبر يعني الامام المهدي سلام الله عليه، توجيه هذه المشاعر بإتجاه مصاديق تخدم مصالح اعداء الاسلام وليست مصالح الاسلام اضافة الى إيجاد نوع من اليأس نتيجة لكثرة هذه الإدعاءات وإتضاح بطلانها يعني هؤلاء ليسوا المهدي الحقيقي. نشكر الأخت زهراء الموسوي على هذا السؤال وإن شاء الله تكون الإجابة مكتملة لها، تفضلوا مشكورين لمتابعة ما تبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.
نتابع أيها الاخوة والأخوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب).
وقد حان الآن موعدكم مع حكاية هذا اللقاء، وقد اخترنا لها العنوان التالي:

ترغيب وتأديب وبركة


أعزاءنا المستمعين، الحكاية التالية كتبها بخطه أحد اعلام العلماء الاتقياء في القرن الهجري الرابع عشر هو العلامة المحقق الشيخ محمد بن طاهر السماوي –رضوان الله عليه-، وقد نقلها في خاتمة كتابه الوثاقي القيم (ظرافة الاحلام).
وتحمل هذه الحكاية عدة دروس، منها حث امام العصر –أرواحنا فداه- أصحاب القرائح الأدبية على الشعر الولائي الصادق وبيان علامات صدق الولاء فيه:
ومنها جميل تأديب الامام –عليه السلام- لشيعته الصادقين، ومنها ورع وصدق ناقل هذه الحكاية رغم اشتمالها على عتاب مهدوي له، فصاحب الحكاية هو نفسه الشيخ التقي آية الله الشيخ محمد السماوي مؤلف عدة من الكتب القيمة منها كتابه القيم (إبصار العين في انصار الحسين). تابعونا مشكورين:
قال العلامة السماوي –رضوان الله عليه- في خاتمة كتابه (ظرافة الاحلام):
كنت نظمت قصيدة استنهض بها الامام المهدي (عليه السلام) وارثي بها الحسين (عليه السلام) على قافية الصاد مشجرة الأوائل بحروف الهجاء سنة ۱۳۱٥ في السماوة، فكتبتها في دفتر شعري ليلاً ونمت، فرأيت في تلك الليلة أحد العلويين، وظننته احد الأئمة (عليهم السلام) بل غلب على ظني في المنام انه المهدي (عليه السلام)، وكانه دخل علي غرفتي التي أنا نائم فيها، فقمت احتراماً له، فقال: اريد ان اكتب القصيدة الصادية، وأخرج قرطاساً ودواة وقلماً، فاخرجت دفتر شعري، وجعلت أتلو عليه وهو يكتب، حتى انتهى الى حرف الهاء منها، فقال: يكفي، فقلت: ان هذه القصيدة تسعة وعشرون بيتاً، تبدأ بالألف وتنتهي بالياء، وقد بقي منها ثلاثة أبيات: الهاء، ولام ألف، والياء، فقال: يكفي ما كتبت، فحرصت على ان يتمها، فقلت له: إن الحروف لم تتم وتكون القصيدة ناقصة، فقال: أعلم، ولكن الأبيات الثلاثة الباقية ليست في مدحنا، فانتبهت من نومي، وأسرجت المصابيح ونظرت القصيدة في الدفتر؛ لأنها لم تكن على بالي، فاذا الأبيات الثلاثة في مدح القصيدة على عادة الشعراء؛ فانهم يمدحون شعرهم في آخر القصيدة، فمحوت الأصل وأبدلته بمدحهم (عليهم السلام) ثم حدتني تلك الرؤيا المباركة على أن نظمت تسعاً وأربعين قصيدة على ذلك المنوال، في الأوائل والقوافي مرتبة، وسميتها روضة الهدى في رثاء سيد الشهداء، وهي ضمن ديواني المشتمل على الروضات والمدح والرثاء المسمى (رياض الازهار في ذكرى اهل البيت الاطهار) وها انا اذكر القصيدة بأسرها، واذكر الأبيات الثلاثة المبدلة، والثلاثة الأصلية، فاني اثبتها ليلة الرؤيا في محل آخر؛ لأرويها فتكون مرغبة لمدح الأئمة (عليهم السلام)
مستمعينا الأطائب، وقد نقل العلامة السماوي –رضوان الله عليه- القصيدة كاملة مع التغيير الذي أجراه فيها ويمكن مراجعتها في كتابه المذكور والمنشور على عدة مواقع في المواقع الإسلامية في شبكة الانترنت منها موقع (شبكة الامامين الحسنين عليهما السلام).
والكتاب لطيف جدير بالمطالعة.. وبهذه الملاحظة نختم لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناه لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة