البث المباشر

البقية المقيم بين أوليائه/الدعاء للمهدي في المجالس الحسينية/رمقني بنظرة

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 12:04 بتوقيت طهران

(الحلقة: 326)

موضوع البرنامج:
البقية المقيم بين أوليائه
الدعاء للمهدي في المجالس الحسينية
رمقني بنظرة

أيا بن القادمين على المنايا

إذا ما الصيد تحجم في الصدام

وهم حجج الإله على البرايا

بهم عرف الحلال من الحرام

تحلى بالعلى قوم سواهم

فكان نصيبهم منها الأسامي

متى أنا قائم أعلى مقام

ولاق ضوء وجهك بالسلام

وقد نشرت لك الرايات تبدو

خوافقها بمكة فالمقام

تقود جوامع الأيام حتى

جرت بيديك طيعة اللجام

وأشرقت البلاد بجيش نصر

رماحهم أخف من السهام

هناك يشتفي الصادي ويحظى

وليكم بأدراك المرام


سلامٌ من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته
معكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا، قرأنا لكم في مطلعها أبياتاً في طلب تعجيل افرج المهدوي، إخترناها من قصيدة للفقيه العابد آية الله الشيخ علي نجل الشيخ جعفر كاشف الغطاء رضوان الله عليهما، أما الفقرات الأخرى في لقاء اليوم فعناوينها هي القية المقيم بين أوليائه.
وهي فقرة عقائدية في التوسل الى الله بأمامنا المهدي أرواحنا فداه تليها إجابة عن طائفة من أسئلتكم للبرنامج بشأن الدعاء للمهدي في المجالس الحسينية.
أما حكاية هذا اللقاء فهي مصداق عملي لمفهوم الفقرة الأولى وعنوانها هو: رمقني بنظرة .
أطيب الأوقات وأوفرها بركة تنمناها لكم مع فقرات لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
أيها الأحبة معكم والفقرة العقائدية من البرنامج التي تحمل العنوان التالي:

البقية المقيم بين أوليائه

مستمعينا الأفاضل، روى الشيخ الطوسي –رضوان الله عليه- في كتاب (مصباح المتهجد) عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"إذا حضرت أحدكم الحاجة فليصم يوم الأربعاء ويوم الخميس يوم الجمعة، فاذا كان يوم الجمعة إغتسل ولبس ثوباً نظيفاً ثم يصعد الى أعلى موضع في داره، فيصلي ركعتين ثم يمد يده الى السماء ويقول..."
ثم ذكر الصادق –صلوات الله عليه- دعاءً بالتوسل الى الله عزوجل بأهل بيت النبوة المحمدية –عليهم السلام- الى قائمهم المهدي –عجل الله فرجه- فقال في الفقرة الخاصة به:
"اللهم... وأتقرب اليك بالبقية الباقي المقيم بين أوليائه الذي رضيتك لنفسك، الطيب الطاهر الفاضل الخير، نور الأرض وعمادها، ورجاء هذه الإمة وسيدها، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، الناصح الأمين، المؤدي عن النبيين وخاتم الأوصياء النجباء الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين".
أيها الأخوة والأخوات، لقد رويت في مصادرنا الحديثية المعتبرة كالكافي ومن لا يحضره الفقيه ومصباح المتهجد وغيرها عدة أحاديث شريفة عن أئمة العترة المحمدية –عليهم السلام- تحث المؤمنين على التوسل الى الله تبارك وتعالى بأمام العصر المهدي المنتظر –عجل الله فرجه- لقضاء حوائجهم المشروعة، فهو –عليه السلام- أحد الوسائل التي أمرنا الله عزوجل بأبتغائها اليه.
والحديث الصادقي المتقدم هو نموذج لهذه الطائفة من الأحاديث الشريفة، وأول ما نستفيده منه هو ضرورة أن نتوجه الى الله عزوجل دائماًَ ببقيته في أرضه مولانا المهدي –سلام الله عليه-، وهذا التوجه هو من مصاديق التمسك بولايته –عليه السلام- في غيبته وفي ظهوره، كما تصرح بذلك كثيرٌ من الأحاديث الشريفة.
وإضافة الى هذه الفائدة، فإن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- يعرفنا في هذا النص الدعائي المبارك بمجموعة من صفات إمام زماننا المهدي –أرواحنا فداه- تزيد حبنا له ومعرفتنا بمقامه ومنزلته عند الله تبارك وتعالى، وبذلك نندفع بصورة أشد للتوسل به الى الله عزوجل.
الصفة الأولى التي يذكرها إمامنا جعفر الصادق –عليه السلام- لمولانا المهدي هي كونه –عجل الله فرجه- (البقية الباقي)، أي بقية الله وذخيرته لعباده وبقية جده المطصفى وآبائه المعصومين –عليهم السلام-، فهو بذلك باب الرحمة الإلهية والرأفة المحمدية الباقية للعالمين، وبوسيلته –عليه السلام- يحصل العباد على ألطاف رب العالمين جل جلاله.
أما الصفة المهدوية الثانية التي يذكرها هذا النص الشريف فهي التي يشير إليها قول مولانا الإمام الصادق بقوله –عليه السلام-: (المقيم بين أوليائه)، وهي تعني أن مولانا المهدي إمام العصر يعيش بين أوليائه وشيعته والمؤمنين يتحسس آلامهم ويدعو لهم ويسعى في دفع الأذى عنهم ويجتهد في هدايتهم وإيصالهم الى الله عزوجل بالطرق التي تناسب شروط وخصوصيات عصر غيبته –عجل الله فرجه-.
وهذه الصفة هي من تجليات أخلاق جده المصطفى فيه، فالنبي الأكرم –صلى الله عليه وآله- هو الذي وصفه ربه الكريم في قرآنه المجيد بأنه الحريص على مصالح العباد الرؤوف بالمؤمنين، قال عزوجل في الآية الكريمة (۱۲۸) من سورة التوبة:
"لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ".
وهذا الخلق المحمدي قد تجلى في سلوكيات جميع أهل بيت الرحمة الإلهية ومنهم إمام زماننا خاتم الأوصياء المحمديين –عليه السلام-.
ومعرفة هذه الصفة فيه –أرواحنا فداه- تنعش في قلوب المتوسلين به الى الله الآمال بأستجابة الله لدعائهم وقضائه لحاجاتهم ببركة شفاعة وليه وبقيته وخليفته في أرضه –عجل الله فرجه-.
مستمعينا الأفاضل، وثمة صفات مهدوية أخرى ذكرها مولانا الإمام الصادق –صلوات الله عليه- في هذا النص الشريف نوكل الحديث عنها الى حلقة مقبلة من البرنامج بأذن الله، أما الآن فندعوكم للإستماع للفقرة الخاصة بالإجابة عن اسئلتكم بشأن القضية المهدوية، ومع زميلنا الأخ باقري، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته
معكم في هذه الفقرة الخاصة للإجابة عن أسئلتكم لبرنامج شمس خلف السحاب.
مستمعينا الأفاضل منذ عدة حلقات خصصّنا هذه الفقرة لتلخيص إجابات ضيوف البرنامج على أسئلتكم المتعددة فيما يرتبط بالعلاقة بين الملحمة الحسينية وقضية مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، قمنا بتصنيفها ضمن محاور متعددة مع تلخيص لإجابات العلماء عنها. سؤال هذه الحلقة ايضاً ورد في رسائل متعددة عن إستحباب الدعاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في مجالس العزاء الحسيني، هل ورد هذا الإستحباب في النصوص الشريفة؟ في الواقع أيها الأخوة والأخوات هنالك عدة نصوص تُشير الى هذا المعنى يعني ممكن إستفادة الإستحباب من الأدلة العامة بإعتبار أن قضية تعجيل الفرج المهدوي هي من أهم قضايا المؤمن وهو يرغب في إصلاح العالم وتحقق الأمن وإزالة الظلم والجور ومجلس العزاء الحسيني من الشعائر التي تُقرّب الإنسان الى الله تبارك وتعالى والتي يستجيب الله تبارك وتعالى فيها الدعاء بإعتبار ما أختص به الإمام الحسين سلام الله عليه أنه عوّضه عن شهادته بأن جعل إجابة الدعاء تحت قبته ومجالس الحسين لها هذا الحكم، إضافة الى هذه الأدلة العامة هنالك أدلة خاصة يعني ورد في سنة أهل البيت صلوات الله عليهم وعلى جدهم المصطفى حبيب الله تبارك وتعالى، ايضاً كانت سيرة أهل البيت على الدعاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في يوم عاشوراء بالخصوص وبعد زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه. هنالك رواية عن الإمام الصادق سلام الله عليه، الرواية المعروفه أنه عندما دخل عبد الله بن سنان وأخبره بقضية يوم عاشوراء تحدّث الإمام ثم بكى ثم كان دعاء الإمام الصادق سلام الله عليه هو دعاء بتعجيل ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وتحقق العدل على يديه حسب تعبير الإمام الصادق سلام الله عليه "اللهم وعجّل فرج آل محمد وإجعل صلواتك عليه وعليهم وإستنقذه من أيدي المنافقين المُضلين والكفرة الجاحدين وإفتح له فتحاً يسيراً وأتح له رَوحاً وفرجاً قريباً". إضافة الى ذلك كانت سنة الأخيار ايضاً وهذه السنن عند الأخيار تكون عادة يكون منشأها أحاديث قد لاتصل الينا، آية الله الفقية الأحمد آبادي الأصفهاني، السيد محمد تقي في كتابه القيم مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم صلوات الله وسلامه عليه هو من الكتب القيمة في مجال الإرتباط بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يُشير الى عدة حوادث من الثقاة والمؤمنين الأخيار الذين يطمئن الى قولهم من خلال لقاءاتهم بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، الإمام المهدي نفسه صلوات الله وسلامه عليه يوصي بالدعاء له بالفرج في مراسم العزاء الحسيني كان القلوب تتأهل والرحمة الألهية تزداد سعة ببركة البكاء على الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه لذلك يتأكد فيها الدعاء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بالفرج وايضاً من المفيد في هذا المجال أن يدعو المشاركون في العزاء الحسيني، يدعون بأن يُعينهم الله تبارك وتعالى على التاهل والإستعداد لظهورالإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه بالتحلّي بصفات أنصاره وأهم هذه الصفات الصفة، الصبغة الحسينية، التشبّع بقيم سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه. شكراً لكم أحباءنا، تابعوا ما تبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.
ايها الأخوة والأخوات نتابع تقديم حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب)، بنقل قصة مؤثرة، هو نموذج للحكايات الكثيرة التي سجلها العلماء الثقاة، بشأن سرعة إستجابة الله لدعاء المتوسلين إليه بوليه إمام العصر –عليه السلام- وكلها شواهد عملية في تصديق حديث مولانا الإمام الصادق –صلوات الله عليه- الذي نقلناه في أولى فقرات لقاء اليوم.
إخترنا لهذه الحكاية العنوان التالي:

رمقني بنظرة

نقل الحكاية التالية آية الله الشيخ مرتضى الحائري –رضوان الله عليه- في مذكراته المخطوطة، عن آية الله الشيخ الزاهد الفقيه المتعبد اية الله الشيخ مجتبى القزويني وهو مؤلف كتاب (الرجعة) المطبوع بالفارسية وهو من أوسع الكتب المؤلفة في عقيدة الرجعة في زمان الإمام المهدي –عجل الله فرجه-.
وقد عرف –رضوان الله عليه- بين العلماء بحسن السيرة والتقوى والكرامات وقد شرفه الله عزوجل بأن يكون قبره في الحرم الرضوي المبارك.
ننقل لكم القصة التي نقلها عن السيد الجليل السيد محمد باقر الدامغاني قدس سره، بعد قليل فتابعونا على بركة الله.
قال آية الله السيد مجتبى القزويني –رضوان الله عليه-: (كان السيد محمد باقر من أهالي دامغان وقد سكن مدينة مشهد وأصبح من العلماء الروحانيين بعد أن درس على يد المرحوم آية الله الحاج ميرزا مهدي الأصفهاني الغروي. وكان من المقربين إلى المرحوم الأصفهاني وقد ابتلي بمرض السل العضال مما جعله ضعيفاً ونحيفاً جداً. وفي أحد الأيام رأيت السيد محمد باقر الدامغاني نشيطاً سريع الحركة ولا يظهر عليه ذلك الضعف والخور فعجبت من الأمر وسألته:كيف أصبحت هكذا يا سيد دامغاني؟ فقال: في أحد الأيام وعند الصباح، لا حظت دماء كثيرة قد خرجت من فمي وأصابني الخور والهزال فيئست من حالي بعد مراجعة العديد من الأطباء فقررت الذهاب إلى العلامة آية الله الغروي عله يتضرع إلى الله في شفائي. وعندما وصلت إلى خدمته وشرحت له حالي، بدا عليه الأنزعاج وجلس القرفصاء وقال بصوت حازم: الست سيداً علوياً يا رجل؟ لماذا لا تطلب الشفاء من أجدادك؟ لماذا لا تمثل بين يدي صاحب الأمر والزمان وتطلب حاجتك منه؟ ألا تعلم أن أجدادك الأئمة الميامين هم أسماء الله الحسنى؟ ألم تقرأ في دعاء كميل! يا من اسمه دواءوذكره شفاء؟ فإذا كنت مسلماً شيعياً وسيداً علوياً عليك الذهاب اليوم إلى بقية الله –أرواحنا له الفداء- فتطلب شفاءك منه.
مستمعينا الأفاضل، أثرت كلمات المرحوم الإصفهاني –قدس سره- في قلب تلميذه وهزت كيانه وبعثت فيه جميل الثقة بالله عزوجل وحسن الرجاء والأمل بلطفه في أن يقبل توسله بأمام زمانه المهدي –سلام الله عليه-، وهذا ما حصل له بالفعل بلطف الله تبارك وتعالى.
نقل آية الله الشيخ القزويني عن هذا السيد الجليل تتمة حكايته حيث قال:
وهكذا أخذ إستاذي الميرزا الإصفهاني الغروي يتحدث إلي بهذه الصورة حتى أخذتني نوبة من البكاء وخرجت من عنده راكضاًأريد مقابلة المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) وبدون أن أشعر بشيء وقدغلبتني العبرات فقطعت الحارات والأسواق ووجدت نفسي في الصحن الرضوي الشريف. لكنني شاهدت الصحن بشكل آخر! فقد كان خالياً من الناس إلا من أشخاص معدودين بينهم سيد تبدو عليه سيماء الهيبة والعزة والكرامة فعلمت بأنه حجة الله في أرضه فقلت في نفسي: قبل أن يذهب الجميع، علي أن أناديه وأطلب منه شفائي. وما أن خطرت هذه الفكره على قلبي حتى لا حظت السيد وقد أدار رأسه الشريف إلى ناحيتي ورمقني بنظرة من جانب عينه.
فتصبب جسمي عرقاً غزيراً وأخذتني رعشة مفاجئة ثم نظرت وإذا بالصحن الشريف على حالته الطبيعية مليء بالزائرين وهم في حركة مستديمة.
ثم وقفت عدة لحظات مبهوراً لا أدري ماذا أصابني ولكنني شعرت فجأة وكأنني أقوى ما أكون وقد دب النشاط في جميع أعضاء جسمي. مستمعينا الافاضل وعندما وصل آية الله الشيخ مجتبى القزويني (رحمه الله) إلى هذه النقطة أصابته العبرة وتدفق الدمع من مقلتيه بغزارة وهو يقول: نعم هكذا أصبحت حالة السيد محمد باقر الدامغاني وهو في أتم صحة وعافية حتى وافاه الأجل المحتوم (رحمه الله.(
وبهذا أيها الأكارم ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.... تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة