البث المباشر

شمائل المهدي وغيبته/ نزول عيسى عليه السلام/غوث الله

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 11:42 بتوقيت طهران

(الحلقة : 321)

موضوع البرنامج:
شمائل المهدي وغيبته
نزول عيسى عليه السلام
غوث الله

يا حامي الحق المرجّى نجدة

قدهبّ دين الله نحوك جازعا

جرّد حسامك للطغاة وهيئن

للمفسدين الظالمين مصارعا

وإصدع بأمر الله ياخير الورى

أكرم بمثلك بالحقيقة صادعا

يا جنة الأبصار آهٌ تحرق الغابات

ينفثها الموجّع دامعا

يا صاحب العصر المتيم يشتكي

شجناً وقد أمسى بحبك ذائعاً

أيطول بي عمري القصير لساعة

ألقى يها من نوروجهك طالعا


بسم الله وله الحمد غياث المستغيثين وأزكى صلواته على سفن نجاته وكنوز رحمته للعالمين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم إخوة الايمان
تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم بفضل الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج
مطلع حلقة اليوم من هذا اللقاء بعض أبيات مهدوية إنتخبناها من قصيدة للشاعر الولائي المعاصر الأخ زكريا بركات حفظه الله وتستمعون بعد قليل الى فقرتنا العقائدية تحت عنوان شمائل المهدي وغيبتهيجيب بعدها سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن نزول عيسى عليه السلام
أما الفقرة الأخيرة فهي إحدى الحكايات الموثقة للفائزين بألطاف إمام العصر الخاصة عنوانها: غوث الله
أطيب الأوقات نتمناها من الله لكم مع فقرات حلقة اليوم من برنامجكم شمس خلف السحاب:
معكم أيها الأحبة والفقرة العقائدية التي إخترنا لها العنوان التالي:

شمائل المهدي وغيبته

روى الحافظ الخزاز من أعلام محدثي الإمامية في القرن الهجري الرابع في كتابه القيم (كفاية الأثر) بسند معتبر عن مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام قال: الحمدلله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي، أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلقا وخلقا، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ويظهره فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما
هذا الحديث الشريف مستمعينا الافاضل، من الأحاديث الشريفة التي تعرفنا بصفة إمام زماننا المهدي المنتظر –عجل الله فرجه-، ومعرفتها أمرٌ ضروري للمؤمنين للنجاة من فتن وخداع أدعياء المهدوية، فقد ذكرت الأحاديث الشريفة ان من العلامات التي تسبق ظهور المهدي الموعود –ارواحنا فداه- ظهور عدة من الأدعياء وأئمة الضلال كلٌ يدعي أنه المهدي الذي بشر به رسول الله –صلى الله عليه وآله-، أما أن يدعي ذلك صراحة، او يدعيه ضمنيا، مثل الإدعاء بأنه من ينهي حاكمية الجور والظلم، أو بأنه ممثل أو مرتبط أو سفير للإمام المهدي –عجل الله فرجه-.
أيها الاعزاء، إن معرفة صفة الامام المهدي بكونه يشبه جده المصطفى –صلى الله عليه وآله-في شمائله الظاهرية او في شكله وكذلك في اخلاقه الكريمة، يعين المؤمن على كشف مدعي المهدوية من خلال معرفة هذه الصفات المحمدية مفصلاً مما ذكرته الروايات الصحيحة وتطبيقها على من يدعي المهدوية.
اما الاستفادة من هذه الصفات في اختبار من يدعي الارتباط بالمهدي –عجل الله فرجه-، فيكون من خلال ملاحظة مدى تأثره بالأخلاق المحمدية المتجلية في الإمام المهدي –أرواحنا فداه- فلا يمكن للمرتبط بشخص معين ان لا يكون عارفاً بأخلاقياته ومتأثراً بها.
مستمعينا الأحبة، وينبهنا مولانا الإمام الحسن العسكري –صلوات الله عليه- في حديثه المتقدم الى كثرة التهديدات والأخطار الموجهة لولده المهدي المنتظر –عجل الله فرجه- في عصر غيبته، إذ ان احد أسباب وعلل الغيبة واستمرارها هي المساعي الحثيثة التي يبذلها طواغيت كل عصر جاهدين للقضاء على حياته الشريفة فهم يعلمون بانه خليفة الله الموعود الذي وعدالله عزوجل بأن ينهي على يديه جميع أشكال الظلم والجور.
وهنا –مستمعينا الأفاضل- ينبهنا امامنا العسكري –صلوات الله عليه- الى حقيقة أن الله عزوجل هو الذي يحفظ وليد وخليفته امامنا المهدي في غيبته، وفي ذلك اشارة دقيقة لحقائق عدة منها:
أولاً: ان تهديدات الطواغيت لحياة امامنا المهدي –أرواحنا فداه- هي من السعة والخطورة بحيث تستدعي تدخل القدرة الالهية مباشرة لدفعها وحفظ المولى –عليه السلام-.
ثانياً:ان غيبة المهدي ليست كغيبة عيسى –عليه السلام- الذي رفعه الله عزوجل الى السماء الرابعة كما ورد في الروايات، ففي هذه الحالة لا يحتاج حفظ عيسى عليه السلام الى التدخل الالهي المباشر لأن تهديدات الطواغيت لا يمكن ان تصل اليه، فهو في السماء الرابعة الى أن يظهر الامام المهدي –عجل الله فرجه- فيهبط الى الارض لمناصرته كما صحت بذلك الرواية عن النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- ومن طرق الفريقين.
أما الامام المهدي –أرواحنا فداه- فهو يعيش على الارض ويتنقل فيها ويحضر موسم الحج بين الناس ويغيث الله به المستغيثين ويقوم بسائر مسؤوليات الإمامة الالهية العامة، ولذلك فتهديدات الطواغيت يمكن أن تتوجه اليه وهم يتربصون به ويتابعون كل خير عنه، ولذلك يلزم تدخل الارادة الالهية لدفع هذه التهديدات وحفظه –عليه السلام-.
وثالثاً: فان في حديث مولانا الامام العسكري –سلام الله عليه- اشارة لطيفة تطمئن قلوب المؤمنين على سلامة مولاهم المهدي –أرواحنا فداه- وهي أن ظهوره –عجل الله فرجه- مرتبط بأرادة الله عزوجل ووعده الصادق بأن يملأ الأرض قسطاً وعدلاًبعدما ملئت ظلماً وجورا، ولذلك فالله حافظ خليفته حتى يتحقق هذا الوعد الإلهي المبين.
مع تقديم جزيل الشكر لكم اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) ندعوكم للإستماع للإتصال الهاتفي التالي الذي أجراه زميلنا مع خبير البرنامج
شمس خلف السحاب


الحلقة ٦۱۰
خبير البرنامج: السيد محمد الشوكي الباحث الإسلامي من مدينة قم المقدسة
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا معكم في هذه الفقرة من برنامحكم شمس خلف السحاب وضيف البرنامج والإجابة عن أسئلتكم، معنا سماحة السيد محمد الشوكي سلام عليكم سماحة السيد
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة السيد الأخ كاظم الأعرجي يسأل عن ورود نزول عيسى، خبر نزول عيسى على نبينا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام في عصر المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف او في آخر الزمان، هل ورد ذلك في كتب الأديان الأخرى كم النصارى وغيرهم؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين
بالنسبة الى الدين المسيحي، بالنسبة الى النصرانية هذه المسئلة واضحة لديهم بل إحدى معتقداتهم. بالنسبة لليهود ايضاً هناك إيمان بالمسيح وبعودة المسيح لكن يظهر أن المسيح الذي يؤمن به اليهود هو غير المسيح الذي يؤمن به النصارى وبعودته آخر الزمان بل اليهود كفروا بعيسى كما هو واضح ولم يعترفوا أساساً بالنصرانية كدين ربما في أوقات متأخرة لظروف سياسية معينة والذي يظهر أن اليهود يؤمنون بملك من ملوكهم والملك كان يُسمى بالمسيح او المشيح بالشين, ربما لأنه كان يُمسح على رأسه ويُبارك من قبل كهانهم فبالنسبة لليهود يؤمنون بعودة مسيح لكن غير المسيح الذي يؤمن به النصارى. بالنسبة للنصارى هذا من واضحات العقيدة النصرانية أنه يأتي يوم الدينونة الكبرى ويرجع وكما تعرفون أنهم يؤمنون أنه قُتل ثم رُفع الى السماء وهو حي ويشترك المسلمون معهم في ذلك أن عيسى سلام الله عليه هو حي يُرزق في هذه الحياة مع إختلاف أنهم يؤمنون أنه صُلب ثم قام بعد ثلاث وأن المسلمين تبعاً للقرآن الكريم يروا أنه لم يُصلب أساساً ولم يصلبه اليهود وإنما شُبّه لهم كما ذكر القرآن الكريم لكن هناك إتفاق بين النصارى والمسلمين عموماً على أن المسيح عيسى بن مريم سلام الله عليه على أنه حي وهناك إتفاق ايضاً على أنه سيرجع في آخر الدنيا.
في نصوصنا الإسلامية من الواضح جداً لدى السنة والشيعة ولاأتحدث عن الشيعة فقط في كتبهم وفي صحاحهم المعتبرة أن عيسى سلام الله عليه سينزل آخر الزمان وأنه سيُصلي خلف إمام المسلمين الذي هو الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، يظهر من النصوص أن ظهور عيسى سلام الله عليه يكون متأخراً قليلاً، ليس بكثير عن ظهور الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف يعني بعد أن يتحرك الإمام عليه السلام من مكة المكرمة الى العراق وبعد أن ينطلق من العراق نحو الشام وتحدث المعركة الفاصلة مع السفياني، بعد ذلك يظهر يُصليان سوية في المسجد الأقصى في تلك الأرض المقدسة ويأتم عيسى عليه السلام بالمهدي سلام الله عليه ويكون خير داعم لدولة الإمام ولدعوة الإمام صلوات الله وسلامه عليه وسيكون مشاركاً في بناء العدل الإلهي وتلك الدولة العادلة والكاملة وربما سيدخل الكثيرون من النصارى بسببه وينضوون تحت هذا اللواء لواء العدل الذي يرفعه الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
نتابع أيها الاخوة والاخوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) ومع قصة موثقة عنوانها:

غوث الله

ننقل لكم حكاية هذه الحلقة من الجزء الثالث من كتاب عشاق الإمام المهدي أرواحنا فداه، وقد نقلها مؤلفه حجة الاسلام الشيخ احمد القاضي الزاهدي عن صديق حجة الاسلام الشيخ الابراهيمي عن صاحب الحكاية الحاج التقي (ملا محمد علي الفلامرزي) من أهالي بلدة (ورزنه) وهي من ضواحي مدينة إصفهان الايرانية .... يقول هذا العبد التقي:
كنت أعمل في خدمة أحد أصحاب المزارع في بلدة (ورزنة) فأمرني ذات يوم أن أجيء مبكرأ في صباح اليوم التالي لكي أذهب بقطيع من الدواب الى منطقة تبعد قرابة اربعة فراسخ عن البلدة.
وبالفعل جئت في الصباح الباكر من اليوم التالي وسقت القطيع باتجاه تلك المنطقة، كان ذلك في احد شهر تير (من السنة الايرانية المقارن لشهر تموم) وكان الجو حاراً للغاية، وبعد مدة من السير أخذت الدواب تتلكأ في حركتها، وأنا أيضاً قد اشتد بي العطش ولم أكن أحمل ماءً، كانت الارض رملية تصعب الحركة فيها، فقررت العودة الى البلدة... وفي العودة كان العطش قد أثر على الدواب وجعلها تسير ببطء شديد وقد أصابني أنا أيضاً التعب والاعياء لشدة عطشي.
نعم مستمعينا الافاضل، واستمر الاعياء ينهك الحاج التقي محمد علي فلامرزي، حتى أفقده القدرة على الحركة بالكامل وشدة أشعة شمس الظهيرة تزيد من محنته ولم يكن في الطريق ثمة عين ماء ولا عابر سبيل يمكن ان ينقذه، دمعت عيناه وهو يتذكر عطش الإمام الحسين –عليه السلام- وأطفاله يوم عاشوراء، يقول الحاج محمد علي متابعاً سرد حكايته:
إضطررت أن اضطجع في ظل احدى الدواب وقد استسلمت للموت ولكن انقدح في ذهني ودون اختيار مني ان اتوسل بغوث الله للمستغيثين مولاي امام الزمان –روحي فداه- وقلت في نفسي؛ أليس هو الماء المعين؟
ثم توجهت اليه –اخاطبه بالقول:
يا مولاي صحيح ان علينا التاسي بالامام الحسين –عليه السلام- ولكن يا ابا صالح اسالك بالحسين (عليه السلام) اغثني انت وانقذني من هذه الهلكة..
اخذت اكرر الاستغاثة بقلب منكسر...
وتفضل الله عزوجل بلطفه على هذا العبد الصالح ببركة دمعته على الحسين (عليه السلام) وتوسله اليه بخليفته المهدي –ارواحنا فداه-، فسرعان ما جاءه الغوث الالهي، يقول الحاج محمد علي فلامرزي في تتمة حكايته:
فجأة احسست بقوة تمكنني من الوقوف، فقمت انظر باتجاه البلدة رأيت سيداً يتعمم بعمامة سوداء وهو مقبلٌ عليّ ظننت أنه (السيد جلاب) وهو سيد كان يأتينا ايام حصاد القمح فنعطيه المقسوم من المحصول، كان يحمل معه قربة مملوءة بالماء، قال لي: يا محمد، اشرب اولاً قليلاً من الماء ثم اشرب حتى ترتوي بالكامل لكي تتمكن من العودة..
فشربت جرعة ثم شربت حتى إرتويت... فودعني السيد وذهب، وسرت أنا بالاتجاه المعاكس ولم أطوّ اكثر من مئة متر حتى التفت الى الوراء فلم أر أحداً رغم انني كنت على مرتفع تل أرى جيداً ما حولي الى قرابة الفرسخين لكنني لم انتبه لذلك الا في الليل وانا في منزلي حيث استذكرت ما جرى وانتبهت لهذه العلامة واجهشت بالبكاء لأنني علمت ان مجيء السيد كان اثر توسلي بمولاي صاحب الزمان فعرفت ان مجيئه كان بلطف الله وخليفته –عليه السلام- وعندما حان موعد الحصاد كنت مشغولاً بذري القمح عندما جاءنا (السيد جلاب) كما هو حاله في كل عام، فسلمت عليه مستبشراً ثم قلت له: لو لم يجعلك الله وسيلة لنجاتي يا سيد جلاب في الشهر الماضي لأهلكني العطش...
فأستغرب الرجل من كلامي وسألني عن تفصيلات ما جرى فأخبرته، فقال:
أقسم بالله يا محمد أنني منذ ان جئتكم الى هنا قبل عام وعدت الى قريتي لم أغادر القريه الا اليوم إذ جئت لأخذ نصيبي من القمح!!
وبهذا ننهي ايها الاحبة لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناه لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة