البث المباشر

رواية عن عظمة الشفاعة المحمدية يوم القيامة حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول شفاعة النبي(ص) وشفاعة أهل بيته الاستعاذة بالشفاعة المحمدية من أهوال القيامة

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 10:03 بتوقيت طهران

الحلقة 54

بسم الله خالق كلّ خير من نور محمد، وله الحمد أن منّ علينا فجعلنا من أهل مودة محمد وآل محمد صلواته وسلامه عليهم أجمعين.
نستهلّ هذه الحلقة برواية ذات إرتباط بالمقطع الذي نستنير به في هذه الحلقة من نصّ زيارة حبيبنا المصطفى (صلّى الله عليه وآله) من بعيد.
روى الشيخ العياشي (رضوان الله عليه) في تفسيره القيّم عن مولانا الامام الكاظم (عليه السّلام) قال: يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين عاماً، فيأتون آدم فيتشفـّعون منه، فيدلّهم على نوح، ويدلّهم نوح على ابراهيم، ويدلّهم ابراهيم على موسى، ويدلّهم موسى على عيسى، ويدلهم عيسى فيقول: عليكم بمحمد خاتم البشر.
فيقول محمد: أنا لها، فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق، فاذا فتح الباب، يخرّ ساجداً فلا يرفع رأسه حتى يقال: تكلّم وسل تعط، وإشفع تشفّع، حتى أنه ليشفع فيمن قد أحرق بالنار.
ثم ختم مولانا الكاظم (عليه السلام) حديثه بالقول: فما من أحد من الناس يوم القيامة في جميع الامم أوجه من محمد (صلى الله عليه وآله) وهو قول الله تعالى: «عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا».
الحقيقة التي إشتمل عليها الحديث الشريف المتقدم أكّدتها كثير من الاحاديث الشريفة المروية في الكتب الحديثية المعتبرة عند مختلف فرق المسلمين.
وإنطلاقاً منها لاحظنا أن النصّ المروي عن مولانا الامام الصادق (عليه السّلام) لزيارة النبيّ الاكرم (صلى الله عليه وآله) من بعيد، هذا النصّ قد خصّص جزء مهمّاً منه لبيان شدائد يوم القيامة وأهواله والاستشفاع بنبيّ الرحمة للنجاة منها فهو (صلى الله عليه وآله) أمان المستشفعين به من تلك الأهوال لأنه صاحب المقام المحمود، فهو فاتح كلّ خير يوم القيامة ايضاً.

*******

يشاركه أهل بيته (عليهم السّلام) في ذلك كما يبين ذلك خبير البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في الحوار معه.
المحاور: السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على جميل متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج "فاتح الخير"، معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ سؤالنا في هذه الحلقة كنا قد عرضناه على سماحتكم في الحلقة السابقة ووعدتم بالاجابة عنه في هذه الحلقة وهو عن مضمون الاحاديث الشريفة التي تقول بان الكل يوم القيامة يقول: "نفسي نفسي"، الا النبي الاكرم نبي الرحمة صلى الله عليه وآله يقول: "امتي، امتي"، سؤالنا عن موقف آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين يوم القيامة فيما يرتبط بمضمون هذا الحديث؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، وله الحمد والمجد والصلاة والسلام على المصطفى الامجد ابي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، نعم ان آل بيت النبي صلوات الله وسلام عليهم اجمعين كما وردت في النصوص الكثيرة هم يشاركون النبي صلى الله عليه وآله في مجموعة امور، كما شاركوه في دار الدنيا، شاركوه في الطهارة "طه" يعني يا طاهر، والله عز وجل طهر اهل البيت إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ، الله عز وجل صلى على النبي والنبي الاكرم صلى الله عليه وآله قال لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء قيل وما الصلاة البتراء؟ قال ذكرِ دون أهل بيتي، ثالثاً الله عز وجل سلم على النبي وهكذا سلم على آل بيت النبي سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ، وآل يس هم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، هكذا في المحبة والمودة، حيث لم يطلب النبي من هذه الامة اجراً مادياً بل الذي طلبه قل: لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، وهم آل محمد المتمثل بامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام، هناك مجموعة من الامور ولكن اشارة في هذا الباب، فكما انهم شاركوه في دار الدنيا ببعض الامور وورثوه، وقد قال الامام الصادق عليه السلام: قد ورثنا رسول الله في كل شيء ما خلا النبوة والازواج، باعتبار هو خاتم الانبياء وحكم الازواج حكم خاص برسول الله صلى الله عليه وآله، اما كل هذه الامور الاخرى من الكمالات فقد ورثوها من النبي الاكرم، من هنا في يوم القيامة بلا شك ولا ريب انهم مآلهم مع الرسول صلى الله عليه وآله، واشار الامام الحسين عليه السلام في هذا المعنى في خطبة من خطبه: رضا الله رضانا اهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته وهي مجموعة اليه في حضيرة القدس تقر بهم عينه والى آخر الخطبة، فهنا اشارة الى اجتماعهم مع النبي الاكرم صلى الله عليه وآله، وهكذا حينما نزور الامام الحسين زيارة عاشوراء في السجود نقول: "اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين"، وهكذا في الزيارة ان يرزقني الله "المقام المحمود لكم عند الله، وهذا مقام الشفاعة، فكما ان النبي صلى الله عليه وآله يقول:"سلم امتي، امتي" في ذلك اليوم، هكذا الائمة عليهم السلام باعتبار ارتباطهم الوثيق بالنبي ونورهم نور النبي وطينتهم طينة النبي:"اشهد ان نوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض، نعم فهم كذلك يشاركون النبي في هذا المعنى وهم في الحقيقة المثل الواسع لرحمة الله فهم يسألون الشفاعة لشيعتهم ولمحبيهم ولمواليهم، وفي الحديث الشريف ان الزهراء عليها السلام بنت رسول الله كما ورد عن الامام انها: والله يا جابر لتلتقط شيعتها ومحبيها من ارض المحشر كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء، فملخص القول في هذا المعنى ان الائمة كذلك يتشفعون في شيعتهم وفي محبيهم لا يفكرون بانفسهم كما كان الرسول صلى الله عليه وآله يقول: "سلم امتي، امتي"، هكذا بالنسبة الى الائمة الهداة عليهم السلام، رزقنا الله واياكم وجميع المؤمنين شفاعة النبي الاكرم وشفاعة الائمة الهداة انه سميع الدعاء قريب مجيب والحمد لله رب العالمين.
المحاور: اللهم آمين، سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً، وشكراً لاحبائنا وهم يتابعون ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير.

*******

وعلى ضوء ما تقدّم نتدّبر معاً في المقطع التالي من زيارة نبيّ الرحمة (صلى الله عليه وآله) حيث يذكر الزائر في دعائه صفات قرآنية ليوم القيامة مستعيذاً بالشفاعة المحمدية من أهوالها فيقول: «يوم يردّون إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، يوم يردّون الى الله مولاهم الحقّ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ، سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ، كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ».
إن يوم القيامة هو اليوم الذي تكشف فيه السّرائر ويقوم الناس للحساب بين يدي الذي لا تخفى عليه خافية وللوقوف بين يدي عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ رهبة شديدة لا ينجى منها إلاّ من جاء بمحبة حبيب الله الاكرم عليه محمد (صلى الله عليه وآله).
إن الله جلّ جلاله هو المولى الحقّ والحقيقي، فهو المالك للعبد بكلّ وجوده، والوقوف بين يدي السيد له أيضاً رهبة مشابهة في شدّتها للموقف السابق تشدّد حاجة العبد للشفاعة المحمدية الرحيمة.
كما أن لأصل البعث من القبور البرزخية والخروج كالجراد النشر للحساب رهبة وشدة مستقلة لا يدفع هو لها إلاّ أن يأتي الانسان يوم القيامة وقلبه ملئ بمودة أحبّ الخلق الى الله عزّ وجلّ وأقربهم إليه محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
وكذلك إلاّ أن يأتي وروحه مفعمة بالأمل الصادق والرّجاء المخلص لشفاعة أرأف الخلق بالخلق نبيّ الرحمة (صلى الله عليه وآله).
رزقنا الله وأيّاكم توفيق المزيد من مودّة محمد وآله وطاعتهم وشفاعتهم في الدّنيا والآخرة. اللهم آمين والى لقاء مقبل نستودعكم الله بكلّ خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة