البث المباشر

رواية عن احتياج الجميع للشفاعة المحمدية معنى أن يكون الانسان وجيهاً عند الله بالنبي وآله حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول كيف يكون وجيهاً عند الله

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 09:44 بتوقيت طهران

الحلقة 44

الحمد لله مبدأ كلّ خير ومنتهاه والصلاة والسّلام على أبواب خيره الدائم وبقيته التي لا تنفد محمد وآله الطاهرين.
السّلام عليكم ايها الافاضل ورحمة الله وأهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نستهلّه بهذه الرواية الشريفة المروية في كتاب المحاسن للشيخ البرقي (رضوان الله عليه) عن مولانا الامام الصادق (عليه السّلام)، إذ قال له بعض من حضر مجلسه (عليه السّلام) إنّ لنا جاراً من الخوارج يقول: إنّ محمداً يوم القيامة همّه نفسه فكيف يشفع؟
فأجاب الإمام (عليه السّلام) مبيّناً عظمة الشفاعة المحمدية: ما أحد من الأولين والآخرين إلاّ وهو يحتاج الى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة.
أما المقطع الذي إنتهينا إليه من نصّ زيارة نبينا الاكرم (صلى الله عليه وآله) من بعيد، فهو جزء من الدعاء الذي أمر بتلاوته مولانا الامام الصادق (عليه السّلام) بعد صلاة الزيارة، وفيه يقول الزائر: اللهّم وقد زرته راغباً تائباً من سيء عملي ومستغفراً لك من ذنوبي ومقراً لك بها وأنت أعلم بها مني ومتوجّهاً إليك بنبيك نبيّ الرحمة صلواتك عليه وآله فأجعلني اللهمّ بمحمد وأهل بيته عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين.
هنا يعلّم الامام الصادق (عليه السّلام) الزائر أن يتوجّه الى الله بالنبيّ الاكرم (صلّى الله عليه وآله).
ويلاحظ هنا أن المقطع ينسبه أولاً إلى الله بقوله (بنبيّك) تأكيداً الى أن يكون التوجّه مقترناً بالتوحيد الخالص.
ثم يصفه (صلى الله عليه وآله) بأنه نبيّ الرحمة تعزيراً لروح طلب الشفاعة المحمدية منه لكونه مرسلاً بالرحمة العامة للعالمين فيكون التوجّه به أولى من غيره (صلى الله عليه وآله).
أما الطلب الأول الذي يعلّم مولانا الصادق (عليه السّلام) الزائر أن يطلبه من الله عزّ وجلّ وهو يتوجّه إليه بأحبّ الخلق فهو (فأجعلني اللهمّ بمحمد وأهل بيته عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة) فما معنى أن يكون العبد وجيهاً عند مولاه عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة؟ معنى أن يكون العبد وجيهاً عند الله عزّ وجلّ هو أن يكون بذاته مقبولاً مرضياً عنده جلّ جلاله، وهذه مرتبة أعلى من مرتبة أن تكون أعمال العبد مقبولة عند الله.
فالقرآن نصّ على أنّ الله عزّ وجلّ قد تقّبل مريم نفسها (عليها السّلام) بقبول حسن وليس تقبّل أعمالها فقط.
ففي هذه المرتبة ايها الأكارم يرتضي الله عزّ وجلّ العبد ككلّ لعبادته، الأمر الذي يقترن برعاية إلهية أخصّ وأشمل للعبد هذا أولاً، وثانياً فإن الفوز بهذه الوجاهة عند الله عزّ وجلّ هي مفتاح قبول شفاعة العبد ودعائه بحقّ الآخرين في الدنيا والآخرة وقبول الشفاعة من المقامات الكريمة التي حبا الله عزّ وجلّ بها خواصّ عباده، رزقنا الله وإياكم ذلك.

*******

ايها الأكارم ونبقى مع موضوع وجاهة العبد عند الله في الدنيا والآخرة والمزيد من التوضيحات من ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا شكراً لكم على طيب متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج فاتح الخير معنا مشكوراً على خط الهاتف للأجابة على الاسئلة المتعلقة بهذا البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ سؤال هذه الحلقة عما ورد في كثير من النصوص الشريفة ومنها زيارة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من بعيد قضية ان يكون الانسان وجيهاً بمحمد وآل محمد في الدنيا والاخرة كيف يكون ذلك؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، بلا شك ان الارتباط بالنبي وآل بيت النبي والمحبة الصادقة لهم بلا شك يكون بذلك العبد وجيهاً عندهم، وقد ورد في زيارة عاشوراء ان الانسان يطلب من الله عز وجل: (اللهم اجعلني عندك وجيهاً بالحسين عليه السلام في الدنيا والاخرة)، طبعاً بلا شك هذه احد المصاديق والا كل الائمة المعصومين الانسان يمكن ان يكون بهم وجيهاً في الدنيا والاخرة لجاههم ولمنزلتهم عند الله عز وجل، فالارتباط الصادق بهم والانقطاع اليهم والاعتصام بهم تجعل العبد وجيهاً عند الائمة وكذلك وجيهاً عند الرسول وعند الله عز وجل، هناك شواهد كثيرة في التاريخ لهذه الوجاهة حيث توثق بعض الاولياء او بعض اصحاب النبي او بعض اصحاب الائمة ان يكون لهم هذا الجاه عند اهل البيت عليهم السلام، مثلاً في انصار الامام الحسين عليه السلام حبيب بن مظاهر الاسدي رضوان الله عليه، الحقيقة واضح من خلال الروايات ومن خلال الرؤى الصادقة لعلمائنا من خلال بعض المكاشفات بان له الجاه الوجيه عند الحسين وعند اهل البيت عليهم السلام، هكذا بعض حواري امير المؤمنين صلوات الله عليه امثال ميثم التمار وامثال كميل بن زياد النخعي والرشيد الهجري، هؤلاء بلا شك لصدق محبتهم ولمتابعتهم ولتضحيتهم كان لهم الجاه الوجيه عند الائمة ويلاحظ ان هذا الجاه لا يقتصر على ايام حياتهم في دار الدنيا بل حتى بعد وفاتهم حتى بعد رحيلهم من هذا الدار نجد لهم هذه الوجاهة، نواب الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف السفراء الاربعة الذين كان لديهم النيابة الخاصة في الحقيقة لهم الجاه الوجيه عند امام زماننا صاحب العصر والزمان، وعلمائنا يقولون هذه الوجاهة والنيابة حتى بعد وفاتهم وانتقالهم من هذه الدار لاعتبار انهم لديهم جاه عند الامام ومنزلة وقرب، مثلاً من جانب النساء السيدة الجليلة ام البنين ام العباس واخوته في الحقيقة فاطمة بنت حزام الكلابية العامرية كذلك اكتسبت هذا الجاه وهذا الشرف بصدق محبتها واخلاصها في ولائها لمحمد وآل محمد وتضحيتها لابي عبد الله الحسين لنصرة الاسلام اكتسبت هذا الجاه ولمن توسل بها في حوائج الدنيا وحوائج الاخرة تقضى ببركتها، هذه في الحقيقة مصاديق بارزة للوجاهة بالنبي وآل بيت النبي، فاذن اذا اردنا ان نلخص ما ذكرناه المحبة الصادقة مع الاتباع لاهل البيت في سيرتهم اقتصاص الاثر لهم التضحية من اجلهم، هذه الامور من شأنها ان تجعل العبد وجيهاً عند النبي وعند آل بيت النبي وبالتالي وجيه عند الله عز وجل، جعلنا الله واياكم منهم وجميع المستمعين الكرام المؤمنين والمؤمنات، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
المحاور: صلوات الله عليهم اجمعين سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتفضلون بمتابعة ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير.

*******

لازلنا ايها الاعزاء مع برنامج فاتح الخير وشرح زيارة نبّينا الاكرم (صلى الله عليه وآله) من بعيد، والمقطع الذي نسعى للإستنارة به في هذه الحلقة وهو الذي يطلب فيه الزائر من الله عزّ وجلّ أن يجعله وجيهاً عنده جلّ جلاله وليس عند الناس وفي الدنيا والآخرة بعد أن يتوجّه إليه تعالى بنبّيه نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله.
وبقي أن نلاحظ أن نصّ دعاء الزيارة يقول: (فاجعلني اللهمّ بمحمد وأهل بيته عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين)، فما هو سرّ ضمّ أهل بيت النبيّ إليه (صلى الله عليه وآله) في هذا المورد؟
لعلّّ الإجابة تكمن في أن العبد لا يمكن أن يكون وجيهاً عند الله ومن المقرّبين في الحضرة الالهية إلاّ إذا أثبت صدق تمسّكه بالولاية المحمدية من خلال تمسّكه بولاية العترة المحمدية الطاهرة فهي التي أوصى (صلّى الله عليه وآله) بالتمسّك بها الى جانب القرآن الكريم للنجاة من الضلالة كما ورد في حديث الثقلين المتواتر.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة