البث المباشر

أنصار المهدي أهل الإخلاص/ حقيقة المسخ كإحدى علامات الظهور/ زرت ماشيا حافيا

الإثنين 8 إبريل 2019 - 15:11 بتوقيت طهران

(الحلقة : 317)

موضوع البرنامج:
أنصار المهدي أهل الإخلاص
حقيقة المسخ كإحدى علامات الظهور
زرت ماشيا حافيا

يا صاحب العصر أدركنا فقد عصفت

نوائب الدهر فينا بالأفانين

يا منية الكون واليوم الذي وعد ال

رحمان منه بيسر فيه مكنون

وبشرت أنبياء الله أعصرها

بمطلع منك بالآمال مقرون

فالحق يحتضن الدنيا يبشرها

بعالم حافل بالخير موزون

يا صاحب العصر عجل ليس يصلحها

إلاكفذا يعلو في الميادين

فينحني كل صرح مارد خجلا

وينطوي ألف فرعون وقارون


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أبواب رحمة الله المصطفى رسول الله وآله الهداة إلى الله.
السلام عليكم إخوة الإيمان أهلا بكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا، افتتحناها بأبيات لأحد شعراء الولاء تشتمل على إشارة لطيفة إلى وراثة خاتم أئمة العترة المحمدية المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – لجميع الأنبياء والمرسلين – عليهم السلام – فهو الذي وعد الله عباده أن يحقق على يديه أهداف جميع الرسالات الإلهية.
أعددنا لكم أيها الأطائب في هذا اللقاء الفقرات التالية:
العقائدية وعنوانها أنصار المهدي أهل الإخلاص
يليها اتصال هاتفي بخبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وإجابة عن سؤال بشأن حقيقة المسخ كإحدى علامات الظهور
والفقرة الأخيرة حكاية موثقة تحمل وصية مهدوية بشأن الزيارة الجامعة، عنوان الفقرة هو: زرت ماشيا حافيا
أطيب الأوقات وأنفعها نتمناها لكممعفقرات هذا اللقاء من برنامج (شمس خلف السحاب). معكم والفقرة العقائدية وعنوانها:

أنصار المهدي أهل الإخلاص

روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين وتمام النعمة عن مولانا الإمام الجواد – عليه السلام – ذكر فيه ظهور المهدي الموعود – عجل الله فرجه – ثم قال: "يجتمع إليه أصحابه عدة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، من أقاصي الأرض"، وذلك قول الله عزوجل:"أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سورة البقرة۱٤۸) فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عزوجل، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عزوجل. قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيدي وكيف يعلم أن الله عزوجل قد رضي ؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة.
مستمعينا الأفاضل، هذا الحديث الشريف من النصوص الواضحة في بيان حقيقة أن العالمل الأساس لظهور المهدي المنتظر فيما يرتبط بالأمة هو عامل توفر العدد اللازم من الأنصار لمؤازته في بدء حركته الإخلاصية الكبرى.
وهذه الصراحة نلمسها بوضوح في قول الإمام الجواد – عليه السلام –: "فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره"إذن إظهار الله عزوجل لمر خليفته المهدي – عجل الله فرجه – يكون إذا اجتمعت له عدة من أهل الإخلاص، فما معنى هذا الوصف؟
معنى الإخلاص واضح، وأهله هم الذين يتحلون به بدرجة قوية تجعله علامة مميزة لهم يعرفون بها: هؤلاء قد أخلصوا دينهم لله عزوجل وأفزعوا قلوبهم من كل ما سواه جل جلاله فوحدا توجهم إليه فكان ولاءهم فقط له مسخرين كلوجودهم لخدمته. ومن مظاهر إخلاصهم لله عزوجل عظيم اجتهادهم في إعلاء كلمته في أرضه بين عباده وإقرار حاكمية عدله وعبوديته بين خلقه لكي ينعم الخلائق جميعا بالآلاء الإلهية وتفتح أمامهم آفاق الرقي والتكامل الإجتماعي وبلوغ أسمى مراتب القرب الإلهي بعد زوال حاكميات جميع أشكال الظلم والجور والفساد.
مستمعينا الأفاضل، أهل الإخلاص هؤلاء بلغوا بتوحيدهم إلى مراتبه العالية فعرفوا أن توحيد الله وطاعته والإخلاص له عزوجل لا تتحقق إلا بالتمسك بولاية إمام الحق المنصوب من قبله وطاعته والإخلاص له.
هذا أولا وثانيا فإنهم علموا أن الإمام المعصوم هو خليفة الله الذي أعده الله تبارك وتعالى لإنجاز مهمة الإصلاح والعدالة التي يطمحون ولذلك فإنه وحده القادر على القيام ببهذه المهمة الإلهية.
من هنا كانت مناصرة ومؤازرة هؤلاء الأصحاب من أهل الإخلاص للإمام المهدي الموعود – عجل الله فرجه –، مناصرة غاية في القوة لأنها ناشئة من أعمق مراتب المعارف التوحيدية والإيمان الولائي بدور خليفة الله المعصوم في تحقيق الأهداف الإلهية العادلة.
أيها الإخوة والأخوات، وعدة هؤلاء الأنصار المخلصين هو عدة أهل بدر أي ثلاثمائة وثالثة عشر ناصرا، وهم يحظون بمرتبة عالية من الإرتباط بالله عزوجل بحيث يتولى جلت قدرته جمعهم لوليه وخليفته المهدي المنتظر – سلام الله عليه - حيثما كانوامن أقطار الأرض كما يصرح الحديث الشزيف هذا من جهة ومن جهة ثانية، فقد يكون المقصود أن إخلاصهم لله وصدق نيتهم في طلب مناصرة وليه وخليفته المهدي – عجل الله فرجه –، هذا الإخلاص وصدق النية من القوة والنقاء بحيث يزيل الله معه كل العقبات التي تمنعهم من الوصول إلى المهدي ومناصرته ومصاحبته فيوصلهم الله عزوجل إليه مولاهم صاحب الزمان أينما كانوا من أقطار الأرض.
وهذه – مستمعينا الأفاضل – هي المرتبة العليا من أنصار مولانا المهدي عجل الله فرجه، واجتماعهم إليه هو شرط إظهار أمره وإعلان دعوته أم بدء عمله العسكري فيكون بعد أن يجتمع إليه الأنصار من المرتبة الثانية وهم المقاتلون الذين يذكر الإمام الجواد – عليه السلام – أنهم عشرة آلاف يكمل بهم العقد فيأذن الله بخروجه – عليه السلام - ويبدأ عمله الجهادي لتطهير الأرض من المفسدين وأئمة الظلم والجور والتمهيد لإقامة العدل والكرامة الإلهية.
أيها الإخوة والأخوات، نتابع تقديم البرنامج بالإستماع لإجابة خبير البرنامج على أحد أسئلتكم التي يعرضها عليه زميلنا في الإتصال الهاتفي، نستمع معا:
المحاور: السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله وبركاته وسلام على ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة السيد الأخ من كندا وسام علي يسأل عن حقيقة المسخ الذي ذكرته بعض الأحاديث الشريفة كإحدى علامات الظهور، سماحة السيد بالمناسبة الأخ يعرض هذا الإحتمال هل يمكن المقصود بهذا المسخ مسخاً معنوياً وليس مسخاً مادياً؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين
الحقيقة بالنسبة الى موضوع المسخ تعرفون أن مسئلة المسخ هي مسئلة وقعت في الأمم السابقة وقد حدّثنا القرآن الكريم والنصوص الشريفة عن بعض حالات المسخ التي وقعت في الأمم السابقة ومنها في بني إسرائيل وقصة السبت المعروفة عند الأخوة الكرام حيث مسخهم الله عزوجل قردة وخنازير والنصوص الشريفة تحدّثت عن مجموعة من المسوخ وحالات المسخ التي وقعت في الأمم السابقة. هل يقع المسخ في هذه الأمة؟ كثير من العلماء قالوا بأن المسخ مرفوع عن هذه الأمة، محموعة من العذابات، عذاب الإستئصال، عذاب المسخ وما الى ذلك. هناك بعض الآراء او كثير من الآراء التي تشير الى رفع مسئلة المسخ عن هذه الأمة ولاتبلغ هذه الآراء الى درجة القطعية ويبقى الإحتمال وارداً ففي خلقه شؤون فربما يمسخ الله بعض الناس قردة وخنازير. هناك رأي آخر أن المسخ مرفوع عن هذه الأمة وهي أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكن هذا ليس معناه وهذا إحتمال وارد أن المسخ قد يقع في أمم أخرى غير الأمة الإسلامية وهذا إحتمال وارد في البين وقد يُراد بالمسخ الذي تحدّثت عنه بعض الأخبار المعنى الذي أشار اليه الأخ الكريم وإن كان المعنى الأولي والظاهر الأولي للمسخ هو المسخ الجسدي ولكن يمكن أن ينطبق ذلك على حالات المسخ المعنوي بمعنى تبدّل فطرة الإنسان حتى أن بعض الأشخاص الذين جانبوا الفطرة والذين ركزوا في الإثم وركزوا في الشر والعدوان نقول هؤلاء مسوخ، هؤلاء قد مُسخوا بمعنى أنهم زالوا عن فطرتهم السوية التي هم عليها كما أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم بهذه الطريقة وبهذا الشكل المتناسق وكما قال القرآن أن خلق الإنسان والله عزوجل خلق الإنسان في أحسن تقويم فالمسخ هو تغيير لهذه الخلقة الجميلة، الخلقة الإنسانية الظاهرية. كذلك الله عزوجل خلق الإنسان على فطرة مستقيمة، على فطرة سليمة وعندما يُجانب الإنسان هذه الفطرة فإنه يُمسخ. يُمسخ أخلاقياً، يُمسخ معنوياً والحقيقة الآن نحن في زماننا الحاضر نرى مُجانبة كبيرة جداً تفوق أي مُجانبة أخرى في التاريخ للفطرة يعني هناك مسوخاً أخلاقياً ودينياً في التاريخ ولكن حالات المسخ المعنوي المجافاة والمجانبة للمبادئ والأخلاق والفطرة الإنسانية السليمة في هذا العصر قد إزدادت بشكل رهيب جداً بحيث هناك إنقلاب ربمل تام بحيث لما تنظر الى العالم الآن في فطرة الناس، في أخلاق الناس، في قيم الناس، في مبادئ الناس في كل الأمم لم يكن الأمر بهذا المستوى من التعقيد وبهذا المستوى من الخطورة وطبعاً الأمر في إزدياد والوتيرة في إزدياد ونسأل الله السلامة في الدين والدنيا.
المحاور: سماحة السيد يمكن ان يُعرض هنا إحتمال اذن المسخ المعنوي ليس فيه إشكالاً يعني مايعترض مع الروايات برفع المسخ عن الأمة المحمدية ولكن ألا يمكن ان يفتح وأن يكون المسخ في بعض الأشخاص علامة على خروجهم بالكامل من الدرجة او المرتبة الدانية من الإنتماء الى الأمة المحمدية؟
الشوكي: هذا فرع وهذه مفردة من مفردات المسخ المعنوي
المحاور: حتى المسخ المادي؟
الشوكي: حتى المسخ المادي أقول يمكن يعني هناك أخبار وهناك آراء لكثير من العلماء قالوا برفع المسخ وعذاب الإستئصال وبعض العذابات الأخرى التي كانت تشهدها الأمم السابقة، هذا الكلام ليس عقيدة قطعية وردت هناك أخبار وآراء لبعض العلماء ولكن حتى لو إلتزمنا بذلك كما يلتزم الكثير من العلماء وكما تدل عليه بعض الأخبار لكل قاعدة إستثناء وربما يقع هذا الأمر في مستقبل الزمان او حتى في مستقبلنا فأقول حتى لو كانت هذه القاعدة العامة تعرفون أن الله عزوجل "يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب وكل يوم هو في شأن" الله عزوجل يتصرّف بخلقه كما يشاء ولاتحده قاعدة ولايضبطه امر خارج عن إرادته، إرادته هي الحاكمة تبارك وتعالى. مع القول ومع المشهور عند العلماء أن المسخ قد رُفع عن هذه الأمة ويمكن في حالات جزئية ويمكن في حالات معينة لإثبات أمر ما قد تقتضي الحكمة الألهية أن يُمسخ بعض الناس وهذا امر بيد الله تبارك وتعالى.
نشكر لكم أعزائنا جميل المتابعة لفقرات هذا البرنامج الذي تستمعون له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، ندعوكم الآن للإستماع إلى حكاية هذه الحلقة في الفقرة التالية التي عنوانها:

زرت ماشيا حافيا

الحكاية التالية كتبها صاحبها بقلمه الشريف، وهو من أعلام علماء مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – وكبار عرفائها، هو العالم التقي الشيخ محمد تقي المجلسي والد العلامة المجلسي مؤلف موسوعة البحار، وقد ثبت الحكاية التالية في كتابه القيم (روضة المتقين) ضمن حديثه عن أهمية الزيارة المعروفة بالجامعة الكبيرة، قال قدس سره في الجزء الخامس من هذا الكتاب: (زيارة جامعة لجميع الأئمة صلوات الله عليهم عند مشهد كل واحد ويزور الجميع قاصدا بها الإمام الحاضر والباقي، والبعيد يلاحظ الجميع ولو قصد في كل مرة واحدا بالترتيب والباقي بالتبع لكان أحسن كما كنت أفعل ورأيت في الرؤيا الحقة تقرير الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه لي وتحسينه عليه، ولما وفقني الله تعالى لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام وشرعت في حوالي الروضة المقدسة في المجاهدات وفتح الله تعالى علي ببركة مولانا صلوات الله عليه أبواب المكاشفات رديت في ذلك العالم (وإن شئت قلت بين النوم واليقظة) عند ما كنت في رواق عمران جالسا إني بسر من رأى ورأيت مشهدهما في نهاية الإرتفاع والزينة ورأيت على قبرهما لباسا أخضر من لباس الجنة لأنه لم أر مثله في الدنيا ورأيت مولانا ومولى الأنام صاحب العصر والزمان عليه السلام جالسا، ظهره على القبر ووجهه على الباب فلما رأيته شرعت في هذه الزيارة – يعني الزيارة الجامعة – بالصوتت المرتفع كالمداحين فلما أتممتها قال صلوات الله عليه نعمت الزيارة قلت مولاي روحي فداك زيارة جدك ؟ (وأشرف نحو القبر) فقال نعم أدخل
ونبقى مستمعينا الأكارم مع العارف الزاهد الشيخ محمد تقي المجلسي وهو يتابع نقل هذه المكاشفة الكريمة مع صاحب الزمان – أرواحنا فداه – قال رضوان الله عليه: ( فلما دخلت وقفت قريبامن الباب فقال صلوات الله عليه: تقدم فقلت مولاي أخاف أن أصير كافرا بترك الأدب فقال صلوات الله عليه لا بأس إذا كان بإذننا فتقدمت قليلا وكنت خائفا مرتعشا فقال تقدم، تقدمت حتى صرت قريبا منه صلوات الله عليه قال اجلس قلت أخاف مولاي قال صلوات الله عليه لا تخف، فلما جلست جلسة العبيد بين يدي المولى الجليل قال صلوات الله عليه استرح واجلس مربعا فإنك تعبت جئت ماشيا حافيا، والحاصل أنه وقع منه صلوات الله عليه بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة ومكالمات لطيفة لا يمكن عدها. ثم انتبهت من تلك الرؤيا وحصل في اليوم أسباب الزيارة بعد كون الطريق مسدودة في مدة طويلة وبعد ما حصل الموانع العظيمة ارتفعت بفضل الله وتيسر الزيارة بالمشي والحفا كما قاله الصاحب عليه السلام. وكنت ليلة في الروضة المقدسة وزرت مكررا بهذه الزيارة وظهر في الطريق وفي الروضة كرامات عجيبة بل معجزات غريبة يطول ذكرها فالحاصل أنه لا شك لي أن هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي سلام الله عليه بتقرير الصاحب عليه السلام وأنها أكمل الزيارات وأحسنها بل بعد تلك الرؤيا أكثر الأوقات أزور الأئمة صلوات الله عليهم بهذه الزيارة وفي العتبات العاليات ما زرتهم إلا بهذه الزيارة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة