البث المباشر

اهتمام ائمة الهدى(ع) باستمرار زيارة قبر النبي(ص) حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول سر تأكيد الائمة(ع) على تواصل زيارة القبر النبوي الشريف

الأحد 7 إبريل 2019 - 15:44 بتوقيت طهران

الحلقة 2

الحمد لله الرؤوف بعباده والصلاة والسلام على خاتم انبيائه محمد الحريص على صالح خلق الله وهو الذي بالمؤمنين رؤوف رحيم، وعلى آله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في ثانية حلقات هذا البرنامج الذي خصصناه لتأملات في نص الزيارة التي امرنا ائمة الهدى بزيارة حبيبنا المصطفى بها اذا قصدنا زيارته من بعد.
وقد خصصنا الحلقة الاولى اعزاءنا لنقل فقهاء المسلمين من مدرسة اهل البيت عليهم السلام بشأن مطلق زيارته (صلى الله عليه وآله) فرأينا انهم مجمعون على مشروعيتها واعتبارها من اهم القربات الى الله عز وجل فماذا عن موقف مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم؟ هذا ما نتناوله بعد قليل: 
ايها الاخوة والاخوات عند مراجعة المصادر الحديثة المعتبرة نلاحظ بوضوح ان ائمة اهل البيت عليهم السلام قد جعلوا زيارة قبر النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) وبغض النظر عن الوجوب او الاستحباب بمصاف حج البيت الحرام في كونها اهم شعائر الاسلام التي لا ينبغي السماح بانقطاعها باي حال من الاحوال، لاحظوا اعزاءنا الحديث التالي الذي رواه ثقة الاسلام الكليني بسند صحيح عن مولانا الامام الصادق قال عليه السلام: لو ان الناس تركوا الحج لكان على الوالي ان يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده، ولو تركوا زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) لكان على الوالي ان يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده فان لم يكن لهم اموال انفق عليهم من بيت مال المسلمين.
وروى الشيخ الصدوق في كتاب التوحيد مسنداً عن مولانا الرضا عليه السلام انه قال: ان الله فضل نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله) على جميع خلقه من النبيين والملائكة وجعل طاعته طاعته ومتابعته متابعته وزيارته زيارته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته فقال: من يطع الرسول فقد اطاع الله وقال ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من زارني في حياتي او بعد موتي فقد زار الله، ودرجة النبي (صلى الله عليه وآله) في الجنة ارفع الدرجات فمن زاره الى درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى.

*******

مستمعينا الاكارم في هذا الحديث الشريف يبين لنا مولانا الرضا عليه السلام وفيما يبين من فضل زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) جانباً من شدة اهتمام ائمة الهدى عليهم السلام بحفظ زيارة قبر النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) لان فيها حياة الاسلام مثلما ان في استمرار الحج حياة دين الله عز وجل، المزيد من التوضيح لهذه الحقيقة يأتيكم في الحوار التالي الذي اجراه زميلنا مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي نستمع معناً:
المحاور: سماحة الشيخ لاحظنا في الاحاديث الشريفة ان الامام الصادق يصرح سلام الله عليه بان من واجبات الوالي او الحاكم الاسلامي ان يمنع انقطاع الحج وكذلك زيارة قبر النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ويؤكد لزوم الاجبار حتى لو اضطر الامر الى اجبار الناس على الزيارة والانفاق عليهم اذا عجزوا مالياً عن الحج والزيارة لكي يبقى الحج مستمراً وتبقى زيارة النبي مستمرة، ما هو السر في هذه التأكيدات؟
الشيخ باقر الصادقي: بالنسبة الى بيت الله واجبار الناس او الانفاق على الناس معناه يوفد مجموعة من بيت المال على حساب الوالي من اجل تعظيم هذا البيت وهو تعظيم لله تبارك وتعالى وفي وفود الناس الى بيت الله من الرحمات والبركات الكثيرة وكان من جملة وصايا امير المؤمنين (الله الله في بيت ربكم فلا يخلوا منكم فاذا خلا منكم فانه لم تناظروا) في الحقيقة هذا جانب بالنسبة للنبي صلى الله عليه وآله باعتبار النبي له حق على هذه الامة في هدايتها وارشادها وانقاذها من النار كنتم على شفة حفرة من النار كما قالت الزهراء سلام الله عليها فانقذكم الله منها بعد اللتيا والتي بابي محمد صلى الله عليه وآله، فينبغي للامة ان تتوجه الى هذا الحق للرسول الله صلى الله عليه وآله واذا غفلت الامة لو فرضنا اعرضت عن زيارة النبي هنا يكون تكليف على الوالي وهذا التكليف هو اجباره ارسال بعض الناس على نفقة بيت المال من اجل اشعار الامة الى اهمية زيارة البيت والى هذا الحق الذي في اعناق الناس للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله، بالنسبة هذه الامة للنبي لها حق من جملة هذه الحقوق هو تجديد العهد بقبره وزيارة قبره وفيها رحمات لهم وللامة بشكل عام.
المحاور: سماحة الشيخ فهم بعض الفقهاء وصرحوا بان هذه الاحاديث قد تدل على الوجوب الكفائي لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله هل يفهم من ذلك ومن خلال ما تفضلتم به ان هذه الزيارة للحجرة النبوية هي من شعائر الاسلام التي يكون بقاء الاسلام بها بحيث ترد التأكيدات على ذلك مثلما ترد التأكيدات على زيارة البيت الحرام؟
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك هذه من اعظم الشعائر واعظم القربات التي تربط العبد بالله تبارك وتعالى كما ان الذهاب الى الحج وقد صرح القرآن انها من الشعائر ان الصفا والمروى من شعائر الله كذلك بالنسبة الى قبر النبي صلى الله عليه وآله وزيارته هي من ابرز الشعائر التي تبين هذه الامة الاسلامية وما لها وما عليها، عليها ان تقف امام هذا القبر الطاهر الزكي وتستلهم منه الدروس والعبر وتؤدي حق هذا النبي الاكرم صلى الله عليه وآله.
نتابع مستمعينا الاكارم تقديم هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير بالاشارة الى دور زيارة قبر النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) في تقوية الارتباط القلبي به وتعميق حقيقة الايمان برسالته ونبوته الخاتمة في قلب الانسان وبالتالي دعوة الاخرين اليها من خلال تعظيم المسلمين لهذه الزيارة وهذا الامر نلحظه بوضوح في النص المروي للسلام على سيد الرسل عند قبره (صلى الله عليه وآله).
روى ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن احمد بن محمد قال: قلت لابي الحسن الامام الرضا عليه السلام كيف السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند قبره؟ 
فقال: قل: (السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك ياصفوة الله، السلام عليك يا امين الله، اشهد انك نصحت لامتك وجاهدت في سبيل الله وعبدته حتى اتاك اليقين، فجزاك افضل ما جزى نبياً عن امته، اللهم صلى على محمد وآل محمد افضل ما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد).
اعزاءنا المستمعين، وما ظهر من كرامات الله عز وجل عند قبر نبيه الاعظم (صلى الله عليه وآله) يفوق حد الاحصاء وعلى مر تأريخ الاسلام، وعند هذه الاشارة ننهي لقاء هذه الحلقة بانتهاء وقتها فكونوا معنا بمشيئة الله في الحلقة المقبلة، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة