البث المباشر

شرح فقرة: "العظيم الربوبية نور السموات والارضين وفاطرهما"

الثلاثاء 19 مارس 2019 - 15:21 بتوقيت طهران

الحلقة 4

نتابع معكم الحديث عن الادعية المباركة ومنها دعاء يستشير وهو دعاء علمه النبي (صلى الله عليه) علياً (عليه السلام) وامره بقراءته طول عمره، وقد حدثناك في لقاء‌ سابق عن بدايته ونتابع فقراته المتسلسلة حيث وصلنا الى مقطع منه يقول عن صفات الله تعالى: «الاول غير موصوف والباقي بعد فناء الخلق»، ثم يقول: «العظيم الربوبية نور السموات والارضين وفاطرهما»، هذه الفقرات من الدعاء تحتاج الى القاء نظرة على دلالاتها ونكاتها، ونقف مع الفقرة الاولى وهي «العظيم الربوبية» فماذا نستخلص منها؟
نحسب ان هذه الفقرة من الوضوح بمكان كبير حتى يخيل الينا بأنها لا تحتاج الى تعقيب ولكن مع ذلك فأن الاشارة ولو عابرة اليها لا تخلو من فائدة فنقول بما ان الربوبيه منحصرة في الله تعالى حينئذ فأن القاريء او المستمع للدعاء لا يحسب صفة العظيم من الضرورة بمكان لاننا نجيب قائلين ان العظمة تعني ما هو غير عادي لذلك فأن النبي صلى الله عليه وآله عندما يصف الله بأنه عظيم الربوبية فان لانه يجعلنا نتداعى بأذهاننا بأن الرب الذي نعبده ليس عادياً بل يتسم بالعظمة‌ وهل ثمة‌ عظمة يتصورها الانسان اكثر من الظواهر الابداعية العظيمة التي انشأها تعالى وهذا وحده كاف بأن يفسر لنا معنى العظمة.
ونتجه الى الفقرة الثانية وهي «نور السموات والارضين» هذه الفقرة بدورها لا نقول انها تتسم بوضوح ولكنها مؤلوفة القراءة حيث ان القرآن الكريم طالما استخدم عبارة النور ليرفربها الى‌ احد اشكال عظمته تعالى، الم نقل ان الله تعالى عظيم الربوبية اذن لنتحدث عن احد انماط العظمة وهي انه تعالى نور فماذا يعني هذا الرمز، اذا كنت متابعاً للقاءاننا قديماً وحديثاً لابد وان تتذكر بأننا تحدثنا عن رمز النور مرات كثيرة ولكن في الاعادة والتذكير فيها فائدة دون ادنى شك، اذن النور بصفته المطلقة يشكل كما قلنا رمزاً وهذا الرمز يتمثل في جميع ما نتصوره من القيم الايجابية كالتوحيد والنبوة‌ والعدل والخير بعم مثل العلم والصدق والاخلاص والامانة والوفاء... الخ لذلك عندما يقول تعالى: «الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور» انما يعني جميع ما نتصوره من الدلالات حيث انه تعالى يخرج الذين امنوا من ظلمات الجهل والكفر والمعصية والشر ... الخ الى العلم والايمان والطاعة والخير... الخ ايضاً، الامر كذلك عندما تقول الاية‌ المباركة: «الله نور السموات والارض» او عندما يقول الدعاء‌ الذي نتحدث عنه انه تعالى نور السموات والارضين، اقول عندما تصف النصوص الشرعية‌ بأن الله تعالى نور السموات والارضين فأن الذهن يتداعى الى كل ما هو خير، يتصوره الذهن بصفة ان الخير هو الايجابية في كل شيء، ان هذا الفيض من الوجود هو من الله تعالى، انه حركة الحياة في السموات والارضين انه الخير والرحمة والبركة والعطاء، انه الفاعلية ومددها غير المنقطع عن الله تعالى حيث انه تعالى لو تخلى لحظة عن الوجود لتحول الى عدم كما هو واضح.
اذن نحن الله امام صفة وسمت الله تعالى بأنه عظيم الربوبية ثم امام سمة بأنه تعالى نور السموات والارضين ونتجه الى السمة الثالثة وهي انه تعالى فاطر السموات والارضين ومبتدعهما وهذه الصفة نحتاج الى مزيد من التوضيح وهو ما نعدك به في لقاء لا حق ان شاء الله، ام الان فحسبنا نذكرك بأن الدعاء الذي نتحدث عنه لا ينبغي ان تغفل عن قراءته لانه من الادعية المهمة كما لا حظت والاهم من ذلك هو ان ندرب ذواتنا على الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب. حتى نلتقيكم ثانية نستودعكم بحفظ الله ورعايته وفي امانه.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة