البث المباشر

تنمية وتهذيب مشاعر الايمان/ حوار مع الشيخ علي الكوراني حول تهديد البيئة والظهور المهدوي/ أنت عالم بحالي

الإثنين 11 مارس 2019 - 17:12 بتوقيت طهران

(الحلقة: 244)

موضوع البرنامج:
تنمية وتهذيب مشاعر الايمان
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول تهديد البيئة والظهور المهدوي
انت عالم بحالي


يا نوح آل الطهر تربي دمعهم

من دمعك المحيي رميم الاعظم

تبكي حسينا في صباحك والمسا

فتهيج احزان الرعايا الحوم

تبكيه لا بالدمع بل بدمٍ جري

نوراً مناراً في سواد أدهم

تنجي به من هام في احزانكم

عشقا لكم لفؤاده المستعصم

نذر الدموع لخطبكم تروي بها

ايتامكم مذ ضنَّ نهر العلقمي

وتعيد ذكري السبط في امجاده

فتنير بهجتها سواد المأتم

*******

بسم الله وله الحمد والمجد والولاية الحق اله العالمين واسني الصلوات والتحيات علي سفن نجاته ومجاري رحمته المصطفي الامين وآله الطاهرين.
أهلاً بكم في حلقة أخري من برنامجكم شمس خلف السحاب مطلع هذا اللقاء أخترناه لكم من مقطع آخر من القصيدة المهدوية الغراء لأحد ادباء الولاء لمعرفة امام العصر وآداب التمسك بولايته وستكون لنا وقفة عند الابيات التي استمعتم لها آنفا نعلق عليها تحت عنوان: تنمية وتهذيب مشاعر الايمان
- تليها اجابة لسماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن تهديد البيئة والظهور المهدوي
- ثم حكاية اخري من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة عنوانها هو: انت عالم بحالي

*******

كونوا معنا والفقرة العقائدية والتربوية التالية ووقفة عند مقطع هذا اللقاء من القصيدة المهدوية في معرفة امام العصر وآداب الولاء، عنوان الفقرة هو:

تنمية وتهذيب مشاعر الايمان

يطلق الاديب الولائي لقب (نوح آل الطهر) أو نوح أهل البيت المحمدي علي امام العصر (عجل الله فرجه) في اشارة الي طول مدة امامته، وقد ورد هذا التشبيه في عدة من الاحاديث الشريفة المتحدثة عن أوجه التشابه بين الامام المهدي الموعود (عجل الله فرجه) والأنبياء (عليهم السلام) في غيباتهم وقيامهم بمهام نبواتهم ورسالاتهم.
والمهم في التشبيه الوارد في هذا المقطع من القصيدة المهدوية هو بيان حقيقة قيام مولانا بقية الله المهدي بمهام الإمامة ورعاية المؤمنين وتأهيل المجتمع الأنساني لظهوره وذلك طوال فترة غيبته (عجل الله فرجه). وهذا المعني ورد في عدة من مقاطع هذه القصيدة بلورة لما ورد في النصوص الشريفة، وما يعني به مقطع هذه الحلقة هو ما يقوم به الامام المهدي (عجل الله فرجه) فيما يرتبط بتنمية المشاعر الايمانية وتهذيبها في المؤمنين.
وهو (عليه السلام) ينطلق في هذه العملية لتهذيب وتنمية المشاعر الايمانية من منطلق محورية الملحمة والمظلومية الحسينية في القيام المهدوي وفي ايقاد وتنمية الروح الحسينية في المؤمنين وفي انصاره (عليه السلام) بما تضخه من عواطف الولاء للحق والرفض والبراءة من الظلم والجور بمختلف أشكاله.
وهذا ما نلتمسه في الابيات الأولي من هذا المقطع حيث يقول الأديب الولائي:

يا نوح آل الطهر تربي دمعهم

من دمعك المحي رميم الآعظم

تبكي حسيناً في صباحك والمسا

فتهيج احزان الرعايا الحوم

تبكيه لا بالدمع بل بدمٍ جري

نوراً مناراً في سوادٍ أدهم

ينطلق الاديب الولائي في هذه الأبيات من زيارة الامام الحسين (عليه السلام) المفجعة المروية عن مولانا صاحب الزمان ارواحنا فداه المعروفة بزيارة الناحية المقدسة وقد ورد فيها قوله مخاطباً لسيد الشهداء (عليهما السلام): (فلأن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور، فلأندبنك صباحاً ومساءاً ولا بكين لك بدل الدموع دماً حسرةً عليك وتأسفاً علي مادهاك وتلهفاً).
وكما تلاحظون فأن هذا النص يشير الي ان في البكاء علي المظلومية الحسينية نوعاً من النصرة لسيد الشهداء بالنسبة للذين لم يدركوا زمنه (عليه السلام) اذ أن في هذا البكاء بحد ذاته تطهيراً للقلب من جميع أشكال الظلم ومناصرة الظالمين وتنويراً له بأنوار الهداية الالهية التي جسدها مصباح الهدي الحسين (عليه السلام) في ملحمته الالهية خاصة، وبالتالي فأنه يربي في الواقع روح التضحية المبدأية في المؤمنين وهي من أهم صفات انصار المهدي (عجل الله فرجه.(
ولاريب ان المؤمن عندما يعلم بأن سيد الباكين علي الحسين (عليه السلام) في عصره هو امام زمانه (ارواحنا فداه) فان ذلك سيترك أثاره علي نفسه في مضاعفة تفاعله القلبي مع المظلومية الحسينية انطلاقا من التأسي بأمامه والفوز بالتالي بالآثار المباركة لهذا التفاعل وهي آثار عظيمة تحدثت عنها كثير من الاحاديث الشريفة، وكل ذلك ينقل المؤمن الي رحاب تجسيد المودة الصادقة لمحمد وآله صلوات الله عليهم اجمعين والتفاني في الدفاع عن منهجهم الالهي وامجادهم القدسية ومجاهدة ظالميهم بمختلف اشكال البراءة العملية، وتوجيه مشاعره الفطرية المتعاطفة مع المطلوب بهذا الاتجاه المقدس: وفي ذلك الفوز الاكبر والنجاة الحقيقية، يقول الاديب الولائي في تتمة الابيات المتقدمة:

تبكيه لا بالدمع، بل بدمٍ جري

نوراً مناراً في سوادٍ ادهم

تنجي به من هام في احزانكم

عشقاً لكم لفؤاده المستعصم

نذر الدموع لخطبكم تروي بها

ايتامكم مذ ظن نهر العلقمي

وتعيد ذكري السبط في أمجاده

فتنير بهجتها سواد المأتم

*******

نشكر لكم طيب المتابعة للبرنامج وندعوكم للفقرة الخاصة في الاجابة عن أسئلتكم للبرنامج:

تهديد البيئة والظهور المهدوي

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب للاجابة عن اسئلتكم في البرنامج، معنا مشكوراً على خط الهاتف للاجابة عنها سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ سلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ عماد حسين بعث برسالة عبر البريد الالكتروني تحمل هذا السؤال يقول ارجو الاجابة عن هذا السؤال بشيء من التفصيل، تتحدث الكثير من التقارير العلمية عن مشاكل بيئية كأنه تنذر بنهاية الحياة على الارض قريباً فكيف نفهم حتمية ظهور المهدي الموعود (سلام الله عليه) على ضوء هذه التقارير مع الاشارة، مختصر ما يقوله الى ان عمر الارض سيكون قصيراً على ضوء هذه التقارير؟ تفضلوا سماحة الشيخ.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم لا يمكنا قبول هذه التقارير التي سماها الاخ تقارير، في الواقع هي ظنون وتقديرات، يقولون مثلاً ان الكوكب الفلاني سوف يقترب من الارض وينهي الحياة على الارض، يقولون مثلاً الغلاف الغازي، الغلاف الهوائي للارض سيتأثر، الحرارة ترتفع او تنخفض او ما شابه هذه كلها تقديرات وظنون فلما هي تقديرات وظنون هذه ليس لها ضوء، على اساس هذه نعم يكون عندنا احتمال وتوقع ان الحياة على الارض تنتهي وانتهى الامر ولكن هذا لايمكنا ان نقبله ابداً وارجو ان تأخذوا عبرة من هذه القصة، الامام الباقر صلوات الله عليه عاش مع جده الامام الحسين ثلاث سنوات لعله، كان حاضراً هو في كربلاء وربما اربعة، المهم سألوه انت تذكر جدك الحسين (سلام الله عليه) قال نعم اذكر جيداً وذهبنا معه الى الحج وفي الحج جاء مطر وسيل كثير والناس صاحوا انه ذهب مقام ابراهيم، ذهب الحجر الذي هو مقام ابراهيم والله امرنا ان نتخذه مصلى فبعث جدي الحسين (سلام الله عليه) من ينادي في الناس: "ايها الناس ان الله عزوجل جعل مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وما كان ليذهب به" يعني ليسمح بذهابه، عندما امرنا الله ان نتخذ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى يعني المقام محفوظ حتى من العوامل الطبيعية محفوظ اذن في قوله عزوجل: «وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى» يعني لا تخافوا انا محافظ لكم عليه ويستمر الى ان تنتهي الحياة على الارض.
عندما وعدنا عزوجل بقوله: «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ»، يُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ في دولة العدل الالهي على يد الامام المهدي (سلام الله عليه)، لما وعد بذلك معناه ان الحياة على الارض باقية الى ذلك الوقت.
المحاور: وما بعده يعني.
الشيخ علي الكوراني: ما بعده تستمر، ليس بعد دولة اهل البيت دولة ولايعود الظلم الى الارض ابداً الى يوم القيامة ويحكمون طويلاً وفي رواية ان نفس الامام المهدي (سلام الله عليه) يحكم بعدد سنين اهل الكهف، هو وحده، اول حاكم في دولة العدل ۳۰۹ سنوات، الله اعلم تستمر الوف السنين او مئات الالوف، اذن الايات الكريمة والاحاديث الشريفة لما تدل على دولة العدل الالهي والاحداث التي تكون بعدها معناه ان كل هذه التقارير التي يقول عنها الاخ والتقديرات والظنون بأنتهاء الحياة على الارض هذه ما يمكن ان نقبلها وشكراً.
المحاور: سماحة الشيخ شكراً لكم سؤال مني فيما يرتبط بالحقيقة التي تفضلتم بها الان ممكن ان تستنبط من الحديث المشهور مثلاً لو بقي يوم واحد من عمر الارض ما هو مضمون الحديث، لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر المهدي الموعود؟
الشيخ علي الكوراني: احسنتم احسنتم هذا ايضاً نص في هذا الامر وهناك عشرات النصوص من الايات والاحاديث انا ذكرت منها آية واضحة لتعميم دينه على العالم بدولة العدل، نعم ما تفضلتم به صحيح.

*******

تابعوا البرنامج بالاستماع الي الحكاية التالية من الحكايات الموثقة للفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة، اخترنا لحكاية هذه الحلقة العنوان التالي:

انت عالم بحالي

نقل الحكاية التالية آية الله الشيخ التقي محمد شريف الرازي (رض) في كتابه النوادر المطبوع تحت عنوان كرامات الصالحين، والحكاية ترتبط بأحد اولياء الله عزوجل وصفه بعض العلماء بانه: لم يكن عالماً مشهوراً ولا وجيهاً اجتماعياً يشار اليه بالبنان ؛بل كان كاسباً مؤمناً من ابرار عصره وابدال زمانه الاوتاد عاش مجهولاً اسمه: السيد كريم المحمودي الطهراني لانه عاش في طهران كان من الصادقين الذين لم يحضوا فقط بالارتباط بمولانا المهدي (عجل الله فرجه)؛ بل واكثر من ذلك حظي بزيارة امام العصر له في دكته الصغيرة مراراً حظي بأن أصبح وسيلة لقضاء حوائج الكثير من المؤمنين وحل مشكلاتهم ودون ان يعرفوا بان هذا العبد الصالح هو وسيلة للشمس المهدوية المباركة.
ونقل آية الله الشيخ محمد شريف الرازي أحدي حكايات هذا العبد الصالح التي فاز فيها بمعونةٍ مهدوية كريمة وملخص الحكاية هو أن السيد كريم المحمودي (قدس سره) الشريف كان يعيش مستأجراً في بيت أحد تجار طهران لم يكن يعرف مقام هذا العبد الصالح ولذلك قال له بعد مدة: معذرة يا سيد كريم اذا كان ممكن نرجوا اخلاء البيت فنحن في حاجة اليه، فطلب السيد كريم بضعة ايام مهلة حتي يعثر علي منزل يستأجره وسعي لذلك لكنه لم يعثر علي ما يريد لأن اصحاب المنازل يفضلون العوائل الصغيرة التي ليس لها اطفال في حين ان للسيد كريم عنده أطفال، وبعد انتهاء المهلة قال صاحب المنزل له: أيها السيد لست راضياً عن بقائك في منزلي ولشدة تقواه قام السيد كريم فور سماعه لهذه الكلمة قام بجمع أثاثه وخرج بها وبعائلته واطفاله من المنزل ووضع الاثاث في زاوية من الزقاق ووضع لها ستاراً وجلس فيها مع عائلته رغم شدة البرد الي ان يجد منزلاً يستأجره.
وسرعان ما جاء الفرج من الله جلت رحمته، فالله يحب المتقين وقد آثر عبده الصالح هذا الجلوس في البرد القارص في الزقاق علي البقاء في منزل لا يرضي صاحبه ببقائه فيه.
يقول آية الله الشيخ محمد شريف الرازي في بيان وجيء بالفرج الالهي لهذا العبد التقي: كان السيد كريم مستغرقاً فيما ينبغي ان يفعله في هذه الشدة عندما انتبه فجاءةً الي ان امام العصر (عليه السلام) يقترب منه!
فقام اليه مسلماً عليه وعارضا مودته وولايته فسأله الامام: ماذا تفعل هنا يا سيد كريم؟
أجاب السيد كريم: انت عالم بحالي يا سيدي.
فقال (عليه السلام:( علي شيعتنا ومحبينا ان يتحلوا بالصبر عند الشدائد وعندها قال السيد كريم: أجل يا سيدي، لقد تحمل اهل بيت النبوة انواع الالام والاذي والتشريد والسجن والضغوط والقتل والسبي في سبيل الله، ولكن احمد الله كثيراً علي انهم (عليه السلام) لم يصابوا بمصيبة العيش في بيت أجارة ويشرد عنه في فصل الشتاء.
فابتسم الامام (عليه السلام) من قول السيد كريم ثم قال: لا بأس عليك ولا تقلق ستحل مشكلة منزلك، ثم ذهب وبعد دقائق معدودة جاء الي السيد كريم أحد تجار طهران الاخيار هو السيد مهدي الخرازي ونقله فوراً الي منزل جديد اشتراه له خصيصاً.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة