البث المباشر

موالاة من هو حصن لأوليائه/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول حقيقة الإستعجال لظهور المهدي المنهي عنه في عصر الغيبة/عنوان الحكاية هو: كيف لا يمكن ويده بيدك

الأحد 10 مارس 2019 - 15:00 بتوقيت طهران

(الحلقة:233)

موضوع البرنامج:
موالاة من هو حصن لأوليائه
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول حقيقة الإستعجال لظهور المهدي المنهي عنه في عصر الغيبة
عنوان الحكاية هو: كيف لا يمكن ويده بيدك

يا صاحب الصدر المضمخ بالدم

تحمي به أشياعكم من أسهم

من أسهم الطغيان وهي محيطة

بشتاتهم من يعرُبٍ أو أعجم

لولاك لاحترقوا بنار أميةٍ

و بنار أهواءٍ أتت بمُذمّم

لولاك لأصطلمتهم أعداؤكم

بسهام لأواءٍ بليلٍ دلهم

و تقيهم نيران سهم ذنوبهم

مستغفراً بفؤادك المتورم

مجدّتُ صدرك لاثماً آهاته

فسقيتُ منها بالرحيق البلسم

فطفقت أنظم بالمديحة فاتحاً

باب الثناء بحمدك المستلهم

إذ لم أجد الله حمداً يرتضي

الا بمدحك يا نعيم المنعم

ذا الحمد فرضٌ عنه نسأل في غدٍ

لا عن شرابٍ طابَ لا عن مطعم ِ

*******

بسم الله وله المجد والحمد محمود الحامدين والصلاة والسلام علي صفوة عباده الشاكرين محمد وآله الطاهرين، لا سيما خاتم الوصيين المهدي المنتظر (عجل الله فرجه).
نرحب بكم في حلقة أخري من برنامجكم شمس خلف السحاب وقد إخترنا لمطلعها أبياتاً من قصيدة مهدوية لأحد أدباء الولاء تشتمل علي حقائق بليغة ومهمة في معرفة إمام الزمان وسبل التمسك بولايته (أرواحنا فداه) وستكون لنا بمشيئة الله وقفات في هذه الحلقة ولاحقاتها عند بعض مقاطع هذه القصيدة.
- إذن فالفقرة التالية من البرنامج وقفة عند الأبيات المتقدمة عنوانها هو: موالاة من هو حصن لأوليائه
- أما الفقرة الثانية فيجيب فيها خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال للأخ أحمد هاشم عن حقيقة الإستعجال لظهور المهدي المنهي عنه في عصر الغيبة
- وفي الفقرة الختامية حكاية موثقة أخري من حكايات الفائزين برواية الطلعة الرشيدة إخترنا لها عنوان: كيف لا يمكن ويده بيدك

*******

معنا أيها الأخوة والأخوات والفقرة التالية وعنوانها هو:

موالاة من هو حصن لأوليائه

مضامين هذه الأبيات مستلهمة من إحدي فقرات رسالة مولانا بقية الله المهدي (أرواحنا فداه) للشيخ المفيد (رضوان الله عليه) بقول فيها: (إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء [أي الشدائد الشديدة] وإصطلمكم الاعداء).
والاديب الولائي الصادق يفصل الحديث عن المصاديق الواقعية للمخاطر التي تحيط بالمؤمنين ويصور شدة الأذي الذي يصيب الامام (عليه السلام) وهو يصدها عنهم: فيشير أولاً الي أن لهذه المخاطر مصدرين؛ الأول هم الطغاة الذين يتربصون بهم الدوائر وهم الأعداء والمصدر الثاني هم أعداء الداخل أي الاهواء والذنوب؛ قال:

يا صاحب الصدر المضخ بالدم

تحمي به أشياعكم من أسهم

من أسهم الطغيان وهي محيطة

بشتاتهم من يعرب أو أعجم

وفي هذا البيت بيان بليغ لشدة الأذي الذي يلحق بمولانا صاحب الزمان (أرواحنا فداه) وهو يصد الأذي عن المؤمنين، وهو أذيً حقيقي وليس من نسج الخيال الشعري فقد أخبرتنا كثيرٌ من الأحاديث الشريفة أن النبي وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) يتأذون لما ينزل بالمؤمنين من أذيً ويسعون لدفعه بمختلف الوسائل الخفية التي قلما يتنبه لها المؤمنون الا بعد أن يكشف عنهم الغطاء.
معرفة الحقيقة المتقدمة ورسوخها في القلب من شأنهما أن يدفعا المؤمنين الي تجنب تلك المخاطر قدر ما يستطيعون لكي لا يسببوا الأذي لإمام زمانهم (أرواحنا فداه): فيتحلون بالورع لكي لا يقعوا بالذنوب فتؤذي سهامها وكذلك يتحلون بالحذر من مكائد الأعداء ومن التعرض لضرباتهم لكي لا تؤذي سهامها إمامهم الرؤوف بهم (عليه السلام): يقول الأديب الولائي في تتمة البيتين المتقدمين:

لولاك لأحترقوا بنار أميةٍ

وبنار أهواءٍ أتت بمذمّم

لولاك لأصطلمتهم أعداءكم

بسهام لأواءٍ بليلٍ دلهم

وتقيهم نيران سهم ذنوبهم

مستغفراً بفؤادك المتورم

وفي أبيات متقدمة علي المقطع السابق نجد خطاباً من الأديب الولائي علي لسان كل مؤمن يستشفع فيها بالإمام (عليه السلام) الي الله طلباً للإعانة من أجل تحقق المعني الحقيقي للولاية بأن لا يأخذ المؤمن من غيره (عليه السلام) شيئاً من الطعام وفي ذلك إشارة الي أشكال ما يحتاجه الإنسان من قوت مادي يتحري فيه أن يكون حلالاً طيباً منزهاً عن الحرام والشبهة؛ أو من القوت والطعام المعنوي مثل المعارف والأخلاق والأحكام فلا يأخذ ولا يعمل بشيءٍ منها مالم يثبت أنه من ينابيع الوحي الألهي والسنة المحمدية الواردة عنهم (عليهم السلام).
وهذا الأمر يكمل في الواقع ما يطلبه المؤمنون من تجنيب إمام زمانهم الإذي كما تقدم؛ وقد صوره الأديب الولائي ببلاغة حيث يقول:

مولاي، فإنظر في طعامي نقــّه

من كل ما تأباه لي من مطعم

وإجعل طعامي من طعامك إن ذا

عين الرضا لفؤادي المستطعم

عزمي الصيام براءةً من غيره

فطعام غيرك من بئيس العلقم

مولاي فأمنن بأستجابة طلبتي

ولأنت غاية طلبتي وتنعّمي

*******

نتابع أعزاءنا تقديم برنامج شمس خلف السحاب في حلقته هذه، وها نحن ننقل الي الفقرة الخاصة بالإجابة عن إسئلتكم للبرنامج نستمع معاً للإتصال الهاتفي التالي:

حقيقة الإستعجال لظهور المهدي المنهي عنه في عصر الغيبة

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ احمد هاشم يبعث لكم بالتحية ويعرض السؤال التالي وهو يتضمن في الواقع حالة روحية يعيشها هذا الاخ، ملخص رسالته يقول انه قرأ عدة احاديث ينقل بعضها عن الامام الجواد (سلام الله عليه) تنهى بشدة عن الاستعجال وانه هلك المستعجلون، يقول انا اجد في نفسي احياناً يصيبني اذى شديد من رؤية الظلم، من بعض المشاكل فأعاتب الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بشدة على تأخير ظهوره فهل في ذلك اثم علي في ذلك؟ كيف استغفر من ذلك؟ كيف اعالج هذه الحالة؟ تفضل سماحة الشيخ.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، المنهي عنه هو الاستعجال واستعجال ظهور الامام (سلام الله عليه) له اشكال متعددة منها، من اخصها هذا الشكل الذي عند الاخ انه يعتب على الامام ويقول لماذا لا تظهر يا سيدي وما شابه فهذا مرات يكون الخطاب طبيعياً ومقبولاً ومرات يزيد عن حده فأذا زاد عن حده نعم ينبغي ان يستغفر الله لأنه قد يكون اساء الادب مع الامام صلوات الله عليه وفي بعض المرات يأخذ شكل اعتراض على الله سبحانه وتعالى وهذا هو الاساس المنهي عنه، الاعتراض على الله هذا ينافي الايمان، المستوى المطلوب من الايمان التسليم، صحيح نحن نحب ان تقوم القيامة قريباً، نحب ان تنفتح نافذة ونرى الاخرة والجنة، نرى المحشر، صحيح نحب لكن الله سبحانه وتعالى لا يخضع لرغباتنا ولاخططه نحن نعرفها ونستوعبها وايها الاصلح منها وايها غير الاصلح لذلك ارقى الايمان التسليم، نعم نحن نأمل ولكن متروك لله، هو يعرف ما هي المصلحة، نحن نحب، نرغب، ندعو بتعجيل الفرج، نحن مأمورين بهذا لكن هو يعرف شغله سبحانه وتعالى، حالة التسليم الكامل لله سبحانه وتعالى مطلوبة، اذا خاف الانسان من تصرف او كلام خرج عنها يستغفر الله.
المحاور: ان شاء الله، سماحة الشيخ الاخ احمد هاشم لديه سؤال فرعي فيما افضل ما يزار به الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وما هو افضل دعاء ندعو الله عزوجل به للامام المهدي، ايضاً هو يسأل عن الزيارة المعروفة بزيارة آل ياسين وهل هي معتبرة؟
الشيخ علي الكوراني: نعم كذلك انا هذه ارجحها زيارة آل ياسين والدعاء بعدها، ارجحها على غيرها ودعاء: اللهم كن لوليك الحجة لأنه عن الامام الصادق (سلام الله عليه) لأن هذا الدعاء وزيارة آل ياسين والدعاء الذي بعدها هذه معتبرة وسيرة كبار علماءنا على قراءته بها وزيارته بها (عليه السلام).
المحاور: في اي يوم يعني فيه تحديد ليوم معين لهذه الزيارة ام لا ممكن عامة في اي وقت او مثلاً اختيار يوم الجمعة بالذات بأعتبار ان له نوع من الارتباط بالامام المهدي؟
الشيخ علي الكوراني: يوم الجمعة يكون افضل لكن هي مفتوحة وكذلك وارد عندنا انه يسأل الامام (عليه السلام) احد عن زيارة الحسين (صلوات الله عليه) يقول له: "مثل الصلاة خير موضوع من شاء استقل ومن شاء استكثر" وفيها مناسبات تكون افضل.

*******

نشكر لكم أحباءنا طيب الإصغاء لهذا اللقاء في برنامج شمس خلف السحاب، وندعوكم لمتابعته في الفقرة التالية وتشتمل علي إحدي الحكايات الموثقة للفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة وغرتها الحميدة، عنوان الفقرة هو:

كيف لا يمكن .. ويده في يدك

نقل آية الله الشيخ ابراهيم التنكابني في كتابه قصص العلماء الحكاية التالية عن آية الله الفقيد البارع صاحب كتاب المناهل السيد محمد المجاهد (رضوان الله عليه) بواسطة تلميذه المولي الجليل صفر علي اللاهيجي قدس سره وملخصها هو: كان العلامة الحسن بن المطهر الحلي (رضوان الله عليه) - وهو من أعلام علماء وفقهاء مدرسة الثقلين - ؛ يذهب في ليالي الجمعة من مدينة الحلة الي مدينة كربلاء المقدسة لزيارة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
وكان يذهب وحده راكباً حماره، وذات مرة إلتقي في طريقه رجلاً بهيئة أهل البادية، فأخذ الرجل يسايره ويحادثه فعلم العلامة من حديث الرجل أنه من أهل العلم، فباحثه في بعض المسائل العلمية، فوجده متجراً في شتي العلوم ولذلك أخذ العلامة يعرض عليه الأسئلة الفقهية الصعبة والرجل يجيب عنها بكل وضوحٍ ويسر.
إستمر الحوار والعلامة شديد الأنس بما يسمعه من رفيق سفره الي الحسين (عليه السلام): الي أن أفتاه بفتويً أنكرها العلامة وقال: لا يوجد حديث شريف تستند إليه هذه الفتوي قال العلامة ذلك وهو المعروف بسعة الإطلاع علي الأحاديث الشريفة المرتبطة بالأحكام الفقهية خاصة، لكن الرجل أجابه وبكل ثقة: بل يوجد حديث يدل علي هذه الفتوي تجده في كتاب تهذيب الأحكام للشيخ.
وحدد الرجل للعلامة الصفحة والسطر الذي يوجد فيه هذا الحديث!
تحير العلامة الحلي في شأن رفيق سفره وأخذ يسال نفسه: تري من يكون هذا الرجل الجليل.
وفي خضم هذا التفكير إنقدح في ذهنه سؤالٌ كان قد شغله كثيراً فبادر - طلباً لليقين - لعرضه علي الرجل، قال: هل يمكن في زمان الغيبة الكبري رؤية صاحب الأمر (عجل الله فرجه)؟! وفي تلك اللحظة وقعت عصا العلامة من يده، فأنحني صاحبه وأخذها ووضعها في يد العلامة وقال: كيف لا يمكن رؤية صاحب الزمان ويده في يدك!
وما أن سمع العلامة الحلي قول مولاه (عجل الله فرجه) حتي ألقي بنفسه دونما إختيار من علي دابته الي الأرض لكي يقبل صاحب الزمان فأغمي عليه، ولما أفاق لم يرّ أحداً!
رجع الي البيت وأخذ كتاب تهذيب الأحكام، فوجد الحديث الشريف الدال علي تلك الفتوي وبالتحديد في السطر الذي عينه له الإمام (عليه السلام) فكتب العلامة علي حاشية هذه النسخة من كتاب التهذيب والي جانب السطر المذكور: إن هذا الحديث أخبر عنه صاحب الأمر (عليه السلام) وأرشد إليه بتعيين الصفحة والسطر.
قال المولي اللاهيجي وكما نقل عنه صاحب كتاب قصص العلماء - آية الله الشيخ إبراهيم التنكابني -،قال: إن إستاذي السيد محمد المجاهد قال: رأيت تلك النسخة من كتاب التهذيب وفي حاشية الصفحة التي فيها الحديث المشار إليه هذه الحكاية مكتوبة بخط العلامة الحلي (قدس سره الشريف.(

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة