البث المباشر

ليس فينا شك/ حوار مع الشيخ علي الكوراني حول بعض أسئلتكم فيها يرتبط بحركة اليماني / عنوان الحكاية هو: ليتني لم أنظر لتلك النقود

الأحد 10 مارس 2019 - 14:36 بتوقيت طهران

(الحلقة : 228)

موضوع البرنامج:
ليس فينا شك
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول بعض أسئلتكم فيها يرتبط بحركة اليماني
عنوان الحكاية هو: ليتني لم أنظر لتلك النقود

يا حافظ الإسلام بيضته

بأسا وصادع بيضة الكفر

عجبا يضم الغيب منك علي

أدناه جاوز كوكب النسر

فأمط حجاب الغيب وأبد لنا

في طلق ذاك المنظر النضر

حتي م لا أمر يقام فقم

و آقم حدود النهي والأمر

نرعاك في ورد وفي صدر

فتهيج فيك بلابل الصدر

الصبر صبر كآسمه بفمي

و أمر أحيانا من الصبر

أدعوك ما هتفت مطوقة

ورقا علي ورق من السدر

*******

بسم الله وبالله وله الحمد والثناء والمجد مجيب دعوة الداعين وأزكي الصلوات المتواترات علي السادة الطيبين رحمة الله للعالمين محمد وآله المعصومين.
السلام علي مولانا بقية الله المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، طابت أوقاتكم بكل ما تحبون ورحم الله السيد ابراهيم بحر العلوم الطباطبائي علي أبياته الولائية في التشوق لمولانا المهدي (أرواحنا فداه) والتي إفتتحها بها هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب أما الفقرات الأخري في البرنامج فهي:
- الأولي أستلهامات من الوصايا المهدوية عنوانها: ليس فينا شك
- وإجابة من خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن بعض أسئلتكم فيها يرتبط بحركة اليماني
- ثم حكاية من حكايات الفائزين عنوانها: ليتني لم أنظر لتلك النقود

*******

الفقرة التي نسعي للتعرف علي وصايا إمامنا (عليه السلام) مقدمة للعمل بها. عنوانها في هذا اللقاء هو:

ليس فينا شك

روي ثقة الأسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن الحسن بن عبد الحميد قال: شككت في أمر حاجز [وهو من وكلاء الإمام المهدي في غيبته الصغري (عجل الله فرجه)]، قال: فجمعت شيئاً [يعني من الحقوق الشرعية التي يجب إيصالها للأمام (عليه السلام)]، ثم صرت الي العسكر (يعني سامراء.(
فخرج الي [يعني كتابا من الأمام يقول فيه]: ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا: رد ما معك الي حاجز بن يزيد.
ثمة وصية مهمة للغاية يمكن إستفادتها من الرواية الشريفة المتقدمة، تعد من أهم الوصايا التي ينبغي للمؤمنين في عصر الغيبة وغيرها أن يضعوها نصب أعينهم ولا يغفلوا عن الألتزام بها في المواردالتي تنطبق عليها.
ولمعرفة هذه الوصية ينبغي أولاً توضيحها، فنقول: إن الراوي الحسن بن عبد الحميد هو من المؤمنين الأخيارالمعتقدين بأمامة أئمة العترة المحمدية وخاتم الأوصياء المهدي (أرواحنا فداه) وكان ثقة مأمونا عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) فكان أحد الذين يسلمه المؤمنون ما بذمتهم من الحقوق الشرعية وغيرها بهدف إيصالها للإمام (عليه السلام) لكي يتصرف فيها بحسب ما تقضيه مصالح الدين والأمة.
وكان هذا المؤمن أي الحسن بن عبد الحميد يوصل هذه الأموال الشرعية الي حاجز بن يزيد وهو من وكلاء الإمام (عليه السلام) ولكن ونتيجة للأوضاع الأمنية الصعبة التي يعيشها أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في تلك الأيام وشدة مطاردة السلطات العباسية للإمام المهدي (عجل الله فرجه) وأتباعه، نتيجة لذلك ساور الشك ابن عبد الحميد في وكالة حاجز بن يزيد وإتصاله بالمهدي (سلام الله عليه)، ولعل ذلك كان بسبب أمور أظهرها حاجز بن يزيد لكي ينفي إتصاله بالإمام المهدي أوغير ذلك وعلي أي حال فكان النتيجة أن حمل الحسن بن عبد الحميد ماعنده من الأموال الشريعة وجاء بها الي سامراء عسي أن يجد لإيصالها الي الإمام مباشرة.
ولما وصل الي سامراء وصلته رسالة قصيرة من الإمام المهدي (عليه السلام) إشتملت علي نقطتين:
الأولي: أخبره بالشك الذي إعتملت به نفسه تجاه الوكيل المذكور ونهاه عن الخضوع له إذا كان الوكيل قد ناب عن الإمام بأمره (عليه السلام)
الثانية: أنه (عليه السلام) أمر هذا المؤمن بتسليم ما معه من الحقوق الشرعية الي حاجز بن يزيد مشيرا بذلك أن وصولها الي هذا الوكيل يعني وصولها اليه (سلام الله عليه).
وهنا نصل أعزاءنا الي بيان الوصية العامة والمهمة المستفادة من هذه الرواية الشريفة وملخصها هو: أن لا يسمح المؤمنون لأوضاع الغيبة وصعوبة الإتصال بإمام زمانهم بقية الله المهدي بأن تثير في نفوسهم الشك فيه (عليه السلام) أو تضعف من توجههم اليه والسعي لأداء حقوقه والتوسل به الي الله عزوجل. هذا أولاً وثانياً أن لا يسمحوا للشك بأن يتطرق الي نفوسهم تجاه من ثبت عندهم أنه يتمتع بخصال من ينوب عنه إمام العصر (عجل الله فرجه) حقاً، فيكون قائماً مقامه بأمره (عليه السلام) وليس من نفسه ومخادعة للمؤمنين.
وهذه الوصية تتضمن بالتالي أن لا يعطي المؤمنون ثقتهم بمن لم يثبت عندهم يقينا صدق نيابتهم للإمام الهمدي (أرواحنا فداه) فعليهم بالتالي التدقيق بكل حزم ووعي بصفات كل من يدعي النيابة أو الإتصال بالمهدي (عجل الله فرجه).

*******

نتابع أعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وندعوكم الي الفقرةالخاصة بالإجابة عن أسئلتكم للبرنامج وهذا الإتصال الهاتفي الذي أجراه زميلنا مع سماحة الشيخ علي الكوراني:

حركة اليماني

المحاور: السلام عليكم احبائنا وسلام على سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ الاخ ايمن يسأل عن حركة اليماني، من هو اليماني؟ ولماذا وصفت رايته بانها اهدى الرايات، ما المقصود بهذا الوصف؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، اليماني من الاصحاب الخاصيين للامام (سلام الله عليه)، وهو الذي يرسله كما يبدو الى اليمن وهو يقوم بحركة ويستولي على السلطة ويلتف حوله اهل اليمن عصبة وهم على مذاهبهم واتجاهاتهم، وهذا يكون في رجب قبل ظهور الامام سلام الله بنحو ستة اشهر، واليماني السفير الخاص للامام، ولابد انه يظهر المعجزات ويرتبط به الامام، يظهر سلام الله في شبهة يكون متخفياً ويتحرك على جماعته في تلك الفترة، واليماني هو الذي يكون واجب الطاعة بدل الامام، يعني نائب الامام واجب الاطاعة، ونص عندنا صريح وصحيح انه اذا ظهر اليماني وجب على كل مؤمن طاعته، فمن التوى عليه فهو الى النار لانه يدعو الى الحق ويدعو الى صاحبكم، اذن في الواقع قيادة الشيعة في العالم والذين يريدون الامام المهدي في العالم ستة اشهر تكون بيد اليماني، الكل عليهم ان يطيعوه مراجع وفقهاء الكل يجب عليهم ان يدخلوا في طاعته، فهو مباشرة يوجهه الامام (سلام الله عليه)، ولذلك رايته اهدى الرايات، وهو الذي يدخل بجيشه ويأخذ مكة للامام (سلام الله عليه).
المحاور: سماحة الشيخ، الاخ يسأل عن هوية اليماني يعني هل مقصود انه من اهل اليمن؟
الشيخ علي الكوراني: نعم اليماني من اليمن ويحكم صنعاء ويخرج من صنعاء، وهذا منصوص في روايات اهل البيت (عليهم السلام)، فلا مجال لادعاء اليماني خارج اليمن سواء من العراق او لبنان او ايران، احاديث اهل البيت (عليهم السلام)، ما تقبل ذلك.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ يسأل هل هو القحطاني، ايضاً نفسه اليماني؟
الشيخ علي الكوراني: اليماني القحطاني المنصور، كلها تعبير واحد عن هذا الحاكم اليماني.
المحاور: هل يكون معروفاً قبل حركته في رجب ام شخصية مغمورة تظهر؟
الشيخ علي الكوراني: ما اظن يكون معروفاً، نعم عندنا قبله محاولة انقلاب فاشلة يخرج قبله كاسر عينه بصنعاء، ثم بعدين حركته هو (رضوان الله عليه.(
المحاور: ما المقصود بكاسر عينه بصنعاء؟
الشيخ علي الكوراني: هكذا ورد نص عن الامام الصادق (عليه السلام) وما معروف، هذا يمكن رمز لما يظهر هذا الصاحب.
المحاور: سماحة الشيخ، سؤال مني، امثال هذه الاوصاف التي تكون غامضة هل ان الاحداث او الحوادث التي تقع تفسرها بحيث يعني يطمئن الانسان؟
الشيخ علي الكوراني: اليماني ما فيه غموض الادعاءات جعلته غامضاً وروايات اهل البيت (عليهم السلام) صريحة فيه انه في رجب وانه هو رايته حق ويجب اطاعته وهو ينصر الامام (سلام الله عليه)، وما معين هل هو سيد ام لا في روايات بمصادر اخرى تقول انه سيد.
المحاور: عفواً سؤالي هذا التعبير الذي اشرتم اليه بالتعبير الرمزي؟
الشيخ علي الكوراني: هذا التعبير الرمزي يستعمله الائمة (عليهم السلام)، يقولون مثلاً آل فلان الذين يحكمون الحجاز قبل الامام سلام الله، يصفون بعض الاوصاف في العراق، قد يستعملون التعبير الرمزي.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني اسئلة اخرى نوكلها انشاء الله الى لقاء مقبل شكراً جزيلاً لكم، وحيا الله وهم يتابعون مشكورين ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

قد حان الآن موعدكم مع حكاية البرنامج وقصة أخري موثقة من قصص الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة عنوانها في هذه الحلقة هو:

ليتني لم أنظر تلك النقود

من الحكايات المعروفة بين أخيار مدينة قم المقدسة حكاية رؤية السيد جواد شكسته بند القمي رحمه الله، رؤيته لإمام العصر (عجل الله فرجه) في البيت الحرام.
وقد نقلت الحكاية في عدة مصادر منها كتاب عشاق الامام المهدي (عليه السلام) حيث نقلها مؤلف الكتاب حجة الاسلام الشيخ احمد القاضي الزاهدي مباشرةً عن السيد جواد القمي الذي توفي رحمه الله قبل ما يقارب العشرين عاماً والسيد جواد رحمه الله كان من المؤمنين الاخيار، ولصلاحه واخلاصه وتنزهه عن المطامع المادية من حرفته جعل الله عزوجل بركة في معالجته للكسور وما يرتبط بالآم العظام ولذلك عرف بلقب (شكسته بند) اي (المجبّر)، فكان الناس يقبلون عليه وهو يعالجهم برحابة صدراً دون ان يطلب اجرة علي ذلك ودون ان يرد احداً يلجئ اليه لا في ليلٍ ولا في نهار.
وقد كافأه الله جلت نعماؤه علي صدقه في خدمة الخلق بأن حقق له أمنيته وإستجاب دعاؤه برؤية الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لمهدي فاطمة عليهما السلام الحجة بن الحسن عجل الله تعالي فرجه.
قال السيد جواد القمي (رحمه الله): في سنة تسعين وثلاثمائة بعد الألف للهجرة تشرفت بحج بيت الله الحرام وقد ملأ قلبي الشوق للقاء سيدي ومولاي (عجل الله فرجه) لما عرفته من الاحاديث الشريفة أنه يحضر موسم الحج كل عام.
وذات يوم كنت منشغلاً بالذكر والدعاء عند مقام ابراهيم علي نبينا وآله (عليه السلام) فشعرت فجأةً بجذبةٍ ولائية خاصة ذكرت فيها مولاي إمام العصر وأحسست وكأن هاتفاً يهتف في إذني قائلاً: إذا أردت أن تري مولاك فصلّ علي محمد وآله مئة مرة. بادرت فوراً الي التوجه الي الله بدعاء الصلاة علي محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين، وما أن أتممت المرة المئة حتي رأيت - فجأةً - سيداً مهيباً عليه لباسٌ عربي نظيف وعلي كتفه الأيسر شالٌ.
فقلت في نفسي: أتراه هو مولاي إمام الزمان روحي فداه؟
ويتابع السيد جواد القمي رحمه الله حكايته ذاكراً ما جري وما أدركه من دلائل أيقن معها أن من يراه هو الإمام بقية الله (عليه السلام) قال السيد جواد: أمعنتُ النظر في وجهه النير فرأيت خالاً علي وجنته، سلمت عليه فردّ التحية بأحسن منها وكلمني بالفارسية بأتقان سائلاً عن أحوالي.
ثم أخذت أنظر إليه مراقباً حركاته وسكناته بدقة، وقف أمامي وبدأ بالصلاة المستحبة ولما أتمها بدأ بتلاوة دعاء التوسل الي الله بالمعصومين الاربعة عشر (عليهم السلام)، فأخذت أقرأ معه وهو يدعو الله بأسمائهم (عليهم السلام) ولما وصل الي إسمه الشريف إنتبهت رغم شدة تدقيقي الي أنه لم يذكره بل وضع إحدي يديه علي رأسه والثانية رفعها أمام وجهه الشريف وأخذ يدعو متضرعاً ودموعه تجري علي خديه.
ثم قام ليذهب، فالتفت إليّ بنظرةٍ وصافحني وعانقني وذهب، فتبعته لكني لم أتحرك سوي خطوات حتي وقعت عيني - بلا اختيار - علي قطعة نقدية من عملة السودان مرمية علي الارض، ولما عدت الي النظر اليه لم أره فقد غاب فجأة فتفجرت دموع الشوق لفراقه وأجهشتُ بالبكاء وأنا أسترجع في ذهني مادلني علي انه هو مولاي مثل الخال الذي في وجهه النير وعدم ذكره لاسمه الشريف في دعاء التوسل وحركته بطمأنينة وسط الإزدحام وغير ذلك.

*******

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة