البث المباشر

"القصيدة الكوثرية" مكتوبة.. أشهر مديح في الإمام علي عليه السلام

الأربعاء 24 يناير 2024 - 13:49 بتوقيت طهران
"القصيدة الكوثرية" مكتوبة.. أشهر مديح في الإمام علي عليه السلام

القصيدة الكوثرية، قصيدة في مدح الإمام علي عليه السلام تقع في 54 بيتاً من البحر المتدارك. أنشأها شاعر أهل البيت السيد رضا الهندي، وهي من أشهر المدائح التي أنشدت في حق الإمام علي عليه السلام كما أصاب الشاعر في قصيدته، حيث بلغت الرتبة الرفيعة والشهرة الواسعة في العالم الاسلامي.

 

أمُـفَـلَّـجُ ثَغْــــرِكَ أَمْ جَوْهَرْ *** ورحيقُ رُضابِكَ أَمْ سُكَّــرْ

قـد قالَ لِثَــغرِكَ صانِـعُـــهُ *** إنَّا أعطيـــــناكَ الكوثـــــرْ

والخالُ بِخَدِّكَ أَمْ مِسْـــكٌ *** نقَّطتَ به الوردَ الأحمـــرْ

أَمْ ذاكَ الخالُ بِذاكَ الخـد *** فَتِيتُ النَّدِّ على مَجْمَـــرْ

عجباً من جَمرَتِهِ تَذكـــــــو *** وبها لا يحتـــــرقُ العَنْبَــرْ

يا مَنْ تبــــــدو لي وَفْـــرَتُهُ *** في صبحِ مُحَيّاه الأزهَـــرْ

فَأُجَـــنُّ به بالليــــــــــلِ إذا *** يغشى والصبح إذا أَسْفَرْ

ارحمْ أرِقاً لو لَــــمْ يمـــرضْ *** بنعاس جفونِكَ لم يسهَرْ

تَبيــــضُ لهَجْــــرِكَ عَينـــاهُ *** حُـزناً ومـدامِعُـهُ تحـــــمَرْ

يا للعُشّــــــاقِ لمفتــــــــونٍ *** يَهــوى رَشَأً أحوى أحــــورْ

إن يَبْـدُ لذي طرَبٍ غنّـــــى *** أو لاح لذي نُسُــكٍ كبّــــــرْ

آمنــــــتُ هــــــوىً بنُبّــوتِهِ *** وبعينيهِ ســحرٌ يُؤثَــــــــــرْ

أصْفيتُ الـوُدُّ لِذي مَـلــــلٍ *** عَيـشـي بقطيعِتِه كــــــدّرْ

يا مـن قَـد آثَرَ هجْـــــراني *** وعَـلَيَّ بلقُيـاهُ اسـتأثـــــــــرْ

أقسـمتُ عليكَ بـما أوْلتْـكَ *** النّضرَةُ من حُسنِ المَنظَرْ

وبوجهِـك إذْ يحمَـرُّ حيـاً *** وبـوجهِ محبّـك إذ يصفـــــــرْ

وبِلُـؤلؤِ مَبْسَمِـك المنظـومِ *** ولـؤلُؤِ دَمـعي إذ يُنثَــــــــــرْ

أن تترُك هذا الهَجـرَ فليسَ *** يَليـقُ بمِثـلي أن يُهجَــــرْ

فأجْل الأقداحَ بصرفِ الرّاحِ *** عسـى الأفراحُ بها تنشَــــرْ

وأشغَل يمناكَ بصَبّ الكأسِ *** وَخَـلِّ يَسـاركَ للمِزهَــــرْ

فَدَمُ العنقودِ ولحــنُ العــــودِ *** يُعيدُ الخيرَ ويَنفي الشّرْ

بكّر للسُّكرِ قُبَيـلَ الفجــــــــــرِ *** فصَفـوُ الدَّهـر لِمَـن بَكّـرْ

هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلــــــي *** إن كُنتَ تقِرُّ على المُنكرْ

فلقد أســـــرفتُ وما أسـلفتُ *** لنفـســي ما فيــه أعـــذر

سـوَّدْتُ صحيـــــــفةَ أعمـالي *** ووكلـتُ الأمر إلـــــى حَيدرْ

هو كَهفـــــي من نُوبِ الدّنيـا *** وشَـفيعي في يــومِ المَحشـرْ

قـــــــــــــد تَمَّـت لـي بوَلايَتِـه *** نِعَـمٌ جَمَّـت عن أن تُشكرْ

لأُصيبَ بهـا الحــــــظَّ الأوفى *** وأُخصَّصَ بالسـهم الأوفـرْ

بالحفـظِ مِن النارِ الكُبـــــــرى *** والأمـنِ مِن الفَـزَعِ الأكبــرْ

هل يَمنعُني وهو السـاقـــــي *** أن أشــرَبَ من حوض الكوثر

أمْ يطـرُدني عـن مائــــــــــــدةٍ *** وُضعَـت للقـانعِ والمُعتَـرْ

يا مَــــــــن قـد أنكرَ من آياتِ *** أبي حِسَـنٍ مـا لا يُنــــــكرْ

إن كُنـتَ لِجـهِلكَ بالأيـــــــــامِ *** جَحـدتَ مَقـامَ أبي شُـــبّرْ

فأسـألْ بدراً وأسألْ أُحــــــــداً *** وسَـلِ الأحزابَ وسَلْ خَيبَرْ

مَنْ دَبّر فيها الأمرَ ومـــــــــنَ *** أردى الأبطـــالَ ومَـن دمَّـرْ

مَن هَدَّ حُصونَ الشِركِ ومَنْ *** شادَ الإســلامَ ومَـنْ عَمَّـــرْ

مَـنْ قَدَّمَــــــه طــه وعلـــى *** أهــل الإسـلامِ لـه أمَّـرْ

قاسُوكَ أبا حسنٍ بِسِــــــواكَ *** وهـل بالطّـودِ يُقاسُ الــذَّرْ

أنّى سـاوَوْكَ بمَـــــــن ناوَوْك *** وهـل سـاوَوْ نَعْــلَي قنبر

مَنْ غيرُكَ يُدعــى للحَـــــرب *** وللمِــحرابِ وللـمِـنبــــــرْ

أفعالُ الخـيـرِ إذا انتَشَـــــرَت *** في الناسِ فأنتَ لها مصدرْ

وإذا ذُكِـــرَ المَعــــروفُ فمــا *** لِسواكَ بـه شـيءٌ يُذكــــــرْ

أحيَيْتَ الديـنَ بأبيَضَ قــــد *** أودَعـتَ به الموتَ الأحمَـــرْ

قُطباً للحربِ يُديـــرُ الضـــربَ *** ويَجلُو الكَـرْب بيومِ الـكَــــرْ

فأصْــــدَعْ بالأمـــرِ فناصِـــرُك *** البَتّـارُ وشانئُـك الأبتَـــــــــرْ

ولو لمْ تُؤٌمَـــرْ بالصبَّــرَ وكظمِ *** الغَيـظِ ولَيـتَك لَم تُـؤْمَـــــرْ

ما آل الأمـر إلـــــى التحكيـمِ *** وزايَـلَ مـوقفَه الأشـتــــــــرْ

لكـن أعــراضُ العاجــلِ مـــا *** عَـلِقتْ بردئِـكَ يا جَوْهَــــرْ

أنت المُهتمُّ بحفـــظِ الديـــنِ *** وغـيرُك بالـدنيـا يَغتـَــــــرْ

أفعــــالُك مـــا كانـتْ فيـــــها *** إلا ذكــرى لمَـن اذَّكَّــــــــرْ

حُجَجاً ألزمتَ بها الخُصمــاءَ *** وتبصِـرةً لمَـن استبصَــــرْ

آيـــاتُ جـــــلالِك لا تُحصـــى *** وصفات كمالِك لا تُحصَرْ

مَنْ طَــــوَّلَ فيــــك مَدائـــحَه *** عن أدنى واجِبِـها قَصَّــــرْ

فأقْــبــــل يا كعبـــةَ آمـالـــــي *** من هدْى مَديحي ما استَيْسَرْ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة