البث المباشر

ابراهيم بن العباس الصولي

السبت 23 فبراير 2019 - 10:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 485

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن الصادقين الذين شرفوا التاريخ عطروا التراث بأثارهم وخدماتهم وبمواقفهم هو البطل والعالم والكاتب والشاعر والخطيب البليغ ابراهيم الصولي، ابراهيم بن العباس الصولي قيل عنه لو نشر شعره لما ترك لشاعر خبزاً وذلك لجودة شعره، نعم لو نشر شعره لما ترك لشاعر خبزاً يعني شعره كان يلقي بظلاله على كل الشعراء.
ابن شهر اشوب يقول عنه، يقول ابراهيم بن العباس الصولي من معالم وشعراء شيعة اهل البيت وعلمائها ومادحيها وانا طبعاً استشهد ولو كانت الدقائق قليلة لكن اقدم الى الاخوة المستمعين والاخوات المستمعات اقدم نماذج من روائع شعره وهذا هو كافي ودليل صارخ وواضح، مثلاً اقام المأمون احتفالاً بهيجاً او مهرجاناً عارماً بمناسبة اعادة فدك الى اصحابها يعني للامام الرضا وفدك تعاقبت عليها الايدي، اغتصبت سبع مرات واعيدت، المأمون يريد ان يحقق مكاسب، يريد بهذا يعمل موازنة ويريد استباق الامور فأقام مهرجاناً ضخماً وحضر فيه الامام الرضا سلام الله عليه ليسلمه مفاتيح فدك فأراد هنا المأمون ان يقف بعض الادباء فيرتجل شعراً وقيل في ذلك اليوم شعراً غيبته حملات الحقد، حملات الحقد المسعورة على اهل البيت فأحد الذين شاركوا في هذا المهرجان دعبل الخزاعي قصيدته رائعة مطلعها:

اصبح وجه الزمان قد ضحكا

برد مأمون هاشماً فدكا

هذه القصيدة راحت ضمن ما اشرت اليه، الشاعر الثاني الذي وقف وارتجل قصيدة هو ابراهيم بن العباس الصولي، قصيدته بدأها بهذا المطلع وكذلك القصيدة ضاعت ضمن ديوانه الذي تلف، مطلعها: 

ازال عزاء القلب بعد التجلد

مصارع ابناء النبي محمد

فطبعاً الامام الرضا سلام الله عليه اكرم هذين الشاعرين دعبل وابراهيم الصولي واعطى كل منهما عشرة الاف درهم. لأبراهيم الصولي ايضاً شعراً في الامام الرضا يذكر امه تكتم الذي من جملتها ويستشهد بها الخطباء على المنابر: 

الا ان خير الناس اماً و

والداً وجداً واباءاً علي المعظم

اتتنا به للحلم والعلم ثامناً

اماما يؤدي حجة الله تكتم

هذه من روائع شعره في الامام الرضا وفي اهل البيت طبعاً المؤرخين يقولون ويكتبون بأن له ديوان واسع من الشعر والنثر ومؤلفات اخرى كتبها في فقه اهل البيت، فضائل اهل البيت، اخبار اهل البيت وكان يتكتم عليها ولما يسافر يخبأها في اماكن سرية وربما يخبأها ويسافر ويموت ولا يدري احد عن مكانها لان سبحان الله هذا الوضع كله نحن عملياً مر علينا في العراق ايام سفاح العراق، من كان في بيته كراس يتضمن دروس الشهيد الصدر يعدم، صغار كبار يعدمون او مثلاً كم واحد اعدموا او دفنوا في المقابر احياء لان عندهم كراسات مدونين فيها دروس الامام الخميني وانا واحد من هؤلاء عندي كتب قيمتها الان الملايين لو اعثر عليها اضطريت ان ادفنها في الحديقة بعد خمسة وعشرين سنة رحت لم اجد اثراً لها غرضي لو عثر عليها لكنت انا ضمن المجموعات او الالاف المؤلفة من العلماء والكتاب والادباء والخطباء الذين راحوا ولن يعرف اين دفنوا واين مصيرهم، اذن ابراهيم الصولي كان اذا سافر يخبأ كتبه ولا يخبر بذلك احداً.
اروي حادثة لهذا الرجل، هو كان يتكتم ويتظاهر بالتقية وفي يوم احضره الخليفة المعتصم العباسي وهذا عدو لدود لأهل البيت، احضره في مناسبة من المناسبات واذا ابراهيم الصولي من اللطف الالهي اذا في جيبه كانت نقود يعني مبلغاً لابأس به فكان حاضراً في ديوان الخليفة المعتصم العباسي تعرض الى حادث قرصنة، ابتزاز، وهو احد الخبثاء من اعداء فاطمة الزهراء، اعداء اهل البيت، كان يحفظ بعض الابيات لأبراهيم الصولي في الزهراء فاطمة وفي اهل البيت، هناك جاء وهمس في اذنه قال تعطيني فلان مبلغ والا اقرأ ابياتك للمعتصم ومصيرك القتل وعلم ابراهيم ان القضية جدية فأضطر واخرج المبلغ الذي طلبه هذا واعطاه اياه وكفي شر هذا الملعون طبعاً هناك احاديث تقول ان خير المال ما صين به العرض.
له ابيات في الحكمة والموعظة ابيات جميلة مثلاً:

خلي النفاق لأهله

وعليك فألتمس الطريقا

وارغب بنفسك ان ترى

الا عدواً او صديقا

فمثلاً في الموعظة له بيتين جميلين:

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

الا التي كان قبل الموت يبنيها

فأن بناها بخير طاب مسكنها

وان بناها بشر خاب بانيها

طبعاً المعنى واضح ان الدنيا مزرعة الاخرة فأذا كان الزرع جميل يكون الثمر جميل واذا كان البذر نعوذ بالله سم وحنظل يكون الثمر حنظل.
في معجم الادباء ينقل عن فهرست ابن النديم يقول لابراهيم الصولي مجموعة غير ديوانه، مجموعة دون فيها رسائله مثلاً او ما وصله من رسائل وبعض شعره فيقول قرأنا له بيتين يعاتب له صديق قديم لكن بالنهاية او في الاواخر لم يف له كما ينبغي، كتب له رسالة في بيتين، البيتين جميلين، يقول له: 

وكنت اليك اذم الزمان

فأصبحت فيك اذم الزمانا

وكنت اعدك للنائبات

فها انا ذا اطلب اليك الامانا

هذا العالم الجليل ابراهيم الصولي كان مطارداً ولا يعرف له سكن ولايعرف له بيت لان الدنيا كانت بيد خصوم اهل البيت وكان يطارد لكن سبحان الله يقولون عنه ان ابراهيم الصولي ليست لديه محبرة ولا الخزانة التي يلبسها في الاوراق مثلاً المحفظة وانما كان حافظته قوية بحيث ان صدره مليئاً بالعلم لكن لاتفوته الشاردة والواردة، اي موضوع كان يطلب منه يعطيك الشواهد المناسبة من القصص ومن الشعر ومن النثر لكن هكذا درر لن تقيم تقيماً مناسباً انما حوصروا بجهل الناس.
توفي هذا العالم ابراهيم بن العباس الصولي بسامراء عام 243هجرية ودفن فيها وغيب قبره نتيجة بطش الاعداء، أسأل الله ان ينور قبره ببركات اعماله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة