البث المباشر

خصوصيات عصر الغيبة والظهور في ابيات للسيد حيدر الحلي/ العلامة الاميني والوفاء لامام العصر/ أجوبة السيد محمد الشوكي عن اسئلة المستمعين/ إعانة المهدي(عج) للعلامة الحلي في الدفاع عن الحق

الإثنين 18 فبراير 2019 - 14:36 بتوقيت طهران

(الحلقة:139)

موضوع البرنامج:
خصوصيات عصر الغيبة والظهور في ابيات للسيد حيدر الحلي
العلامة الاميني والوفاء لامام العصر(عج)
أجوبة السيد محمد الشوكي عن اسئلة المستمعين
إعانة المهدي(عج) للعلامة الحلي في الدفاع عن الحق

****

مضمر والعلوم تظهر منه

ناشر من ذرى المعالي لواها

تملأ الارض منه عدلاً وقسطاً

ومساعيه حجة لا تضاهى

بركات الهدى به تغمر الخلق

فتمحو شقاءها وعناها

وبه يقتدي المسيح فينوي

لصلاة وراءه يقواها

حاجب عنده ابن مريم

والخضر له كل خدمة اداها

يكشف الليل من محياه نور

ان بدا للسماء اخفى ذكاها

ناشر راية النبي عقاباً

تستظل العقبان في افياها

ومواريث احمد وعلي

مذ وعى عنده استقر وعاها

*******

بسم الله الذي ملأ الدهر قدسه واشرقت كل ظلمة بنوره، سبحانه وبحمده والصلاة والسلام على امنائه في بلاده ومصابيح هداه وبيوت نوره محمد وآله الطيبين الطاهرين لا سيما خاتم الأوصياء سمي نبي الله وبقيته في خلقه مولانا المهدي المنتظر (عجل الله فرجه). السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته.
في الفقرة الأولى لنا وقفة قصيرة عند الأبيات التي افتتحنا بها هذا اللقاء وفي الفقرة الثانية حادثة تبين خلق الوفاء للإمام في سيرة مواليه (عليه السلام) وفي الثالثة يجيب سماحة السيد محمد الشوكي عن بعض اسئلتكم للبرنامج ونختم اللقاء بما تناقله العلماء بشأن العون الذي قدمه امام العصر (عجل الله فرجه) للعلامة الحلي في الدفاع عن الحق. فالى الفقرة الاولى من هذا اللقاء.

*******

مستمعينا الاكارم، الابيات التي اخترناها لمطلع هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب هي بعض قصيدة طويلة للشاعر الولائي الشهير السيد حيدر الحلي (رضوان الله عليه). وتشتمل هذه الأبيات عصر تصوير ادبي بليغ لبعض خصوصيات على غيبة المهدي المنتظر وعصر ظهوره (عجل الله فرجه)، نشير فيما يلي الى بعضها الذي يحتاج الى بعض التوضيح.
في البيت الأول يشير السيد (على ما يبدو) الى أن غيبة مولانا المهدي (ارواحنا فداه) لا تمنع من نشره للعلوم المحمدية الالهية بمختلف الوسائل غير المباشرة التي تناسب خصوصيات عصر الغيبة كما اشرنا لذلك مراراً.
فقوله (رحمه الله) «مضمر» يشير الى غيبة الامام (عجل الله فرجه) لكنه عندما ينتقل الى عصر الظهور يشير الى أن ما يصدر عنه (عليه السلام) يكون سبباً لملأ الارض قسطاً وعدلاً بما لم يشهده التأريخ الإنساني من قبل، ومنشأ كل ذلك هو بركات الهدى التي يجريها الله على يديه.
ومن جميل الوصف في هذه الأبيات بيانه (رضوان الله عليه) لعظمة النور الالهي الذي يتجلى في سيرة الامام عند ظهوره بحيث يخفى نور «ذكاء» اي الشمس وكون راية النبي (صلى الله عليه وآله) هي كالعقاب الغالب الذي تستظل في ظلها كل العقبان الغالبة، فقال (رحمه الله):

يكشف الليل من محياه نور

ان بدا للسماء اخفى ذكاها

ناشر راية النبي عقاباً

تستظل العقبان في افياها

الوفاء - مستمعينا الاكارم- من اهم علامات صدق الولاء والمحبة وهذه قاعدة عامة وهي تصدق على الموالين لأولياء الله المقربين (عليهم السلام). وللوفاء مظاهر متعددة منها ما تشتمل عليه الحكاية التالية، ننقلها لكم ضمن فقرة قصيرة اخترنا لها عنوان:

لا تمدحني بل إمدح مولاي

نقل الحاج حسين الشاكري في كتابه «ربع قرن مع العلامة الأميني» عن الشاعر الايراني المعروف الملقب بلقب حسان، والذي لازم العلامة الشيخ الأميني صاحب موسوعة الغدير سنين طويلةً أنه قال:
ذهبت انا وجماعة لاستقبال العلامة‌ الأميني، وتوقفنا في وسط الطريق ننتظر قدومه، فلما وصل قرأت بعض الأشعار التي نظمتها في مدحه، وكنت اتوقع استحسانه وتشجيعه لي الا أنه نظر الي نظرةً حادة وقال:
لو انك كنت مدحت الامام صاحب الزمان (عجل الله فرجه) بدلاً من مدحي لكنت قد حصلت على اجر معنوي اكبر!
وللوفاء (اعزاءنا المستمعين) مظاهر كثيرة تذكر الأحاديث الشريفة انها تتجلى في سيرة اصحاب الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) منها تقديمه في كل شأن على انفسهم.
ولذلك ورد التأكيد على تقديمه في الدعاء مثلاً او التصدق نيابةً عنه او القيام بأعمال الخير الأخرى واهداء ثوابها اليه، وقد ذكر بذلك مراراً السيد ابن طاووس (رحمه الله) في كتبه.
ومثل هذه الأمور تصدق على مؤمني عصر الغيبة مثلما تصدق على مؤمني عصر الظهور، فيمكنهم ترسيخ روح الوفاء لامام زمانهم (عليه السلام) عبر القيام بها.
ومما لا ريب فيه ان القيام بذلك من الوسائل المهمة للفوز بنصرته (عليه السلام) في غيبته بل والفوز بالرجعة والحياة الثانية عند ظهوره اذا ادرك الانسان الموت قبل ظهوره.

*******

ايها الأخوة والأخوات، لازلتم معنا وبرنامج (شمس خلف السحاب) في حلقته هذه، وقد حان الآن موعدكم مع ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة عن بعض اسئلتكم للبرنامج وذلك في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا، نستمع معاً:
المحاور: سماحة السيد، من الاسئلة التي وردت للبرنامج سؤال من الاخ محمد من اصفهان، يقول في رسالته او يسأل عن طبيعة الاسئلة التي يستخدمها الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عند ظهوره، هل تكون الاسلحة التقليدية القديمة ام الاسلحة المناسبة لعصره، يقول إذا كانت الاسلحة المستخدمة هي المألوفة هي في عصر ظهوره فنفهم ما ذكرته الاحاديث الشريفة بأنه يشهر سيف ذي الفقار سيف جده امير المؤمنين سلام الله عليه؟ تفضلوا:
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، طبعاً ما من شك ان الامام (سلام الله عليه) عندما يقاتل كسائر الانبياء والاوصياء (سلام الله عليهم) انما قاتلوا اقوامهم، الكفار من اقوامهم، المعاندين والاعداء من الاقوام التي بعثوا فيها قاتلوهم بمثل تلك العدة‌ التي كانوا يملكونها وهذه سنة الله وسنة التاريخ وسنة البشرية، الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) عندما يظهر ان شاء الله يقاتل اعداءه بنفس الاسلحة وبنفس المستوى للاسلحة والعدة التي يواجهونه بها، قد يكون هناك اختلاف، هل ان الاسلحة التي يواجه بها الامام المهدي (سلام الله عليه) هل هي هذه الاسلحة الفتاكة بمعنى آخر، هل العالم في زمان الظهور سوف يبقى محافظاً على تطوره ام ربما تحدث احداث ربما تحدث حروب كونية، نقل عن برنارد شو قوله، نقل عنه انه يقول انني لا اعلم بحدوث حرب كونية ثالثة ولكن إذا وقعت الحرب الرابعة ما اعلمه ستكون بالعصي والهراوات، يعني الثالثة تدمر الاسلحة تماماً، نحن لا نعرف طبيعة العصر الذي يظهر به الامام (سلام الله عليه)، ان كان كما يرى بعض المستشرفين للمستقبل ان الحياة سوف تدمر بنحو من الانحاء وما شابه ذلك وبالتالي تعاد الاسلحة الى تلك الاسلحة البدائية وان كانت كما نرى نحن ان الحياة ستبقى على تطورها الذي نؤيدة ان الامام سوف يقاتلهم بنفس الاسلحة التي يقاتلونه بها وبما هو اشد.
المحاور: طبعاً سماحة السيد مع رعاية الاداب الاسلامية‌ في القتال الاسلحة التي لا يكون فيها مثلاً تدمير للاخضر واليابس ولا تؤدي الى ذهاب وضياع ارواح الابرياء وغير ذلك يعني تبقى القيم الاسلامية حاكمة.
السيد محمد الشوكي: نعم ونحن نتحدث، طبعاً الحروب النووية مستبعدة لان الجميع فيها خاسر ولكن هناك تقنيات اشد تعقيداً، الان النظام الصاروخي وحتى الحرب الجوية وحرب الاقمار الصناعية وماشابه ذلك من امور فهي امور معقدة جداً، فالامام (سلام الله عليه) ومن منطلق «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة» من هذا المنطلق الاسلامي وهذه الدعوة لازالت قائمة الى يومك هذا اذا كانت في ذلك الزمان رباط الخيل والان واعدوا لهم من التكنولوجيا المتطورة والحديثة، اذن الامام (سلام الله عليه) سوف يقاتل الذين يقاتلونه بأسلحة او نبوع الاسلحة التي سيواجه بها او ربما اكثر منها تقدماً وتطوراً فهذه كما قلنا هي سنة الحياة لا ادري لماذا الامام (سلام الله عليه) يواجه الناس بالسيف، يواجه هذه الطائرات، يعني اولئك الذين يتوهمون ربما لا ادري منشأ التوهم، ما المانع من ان يمتلك الامام سلام الله عليه اسلحة متطورة حديثة كالتي هي موجودة اليوم او كالتي ربما سوف توجد، الدول الاسلامية تطور صواريخها وعندها اسلحة كبيرة ومتطورة.
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة لقضية السيف الامير (سلام الله عليه)؟
السيد محمد الشوكي: بالنسبة الى سيف الامير (سلام الله عليه)، ليس بالضرورة ان يستخدم سيف ذي الفقار في حربه سلام الله عليه، سيف ذي الفقار ربما يكون مذخوراً عند الامام (سلام الله عليه) ويشهره الامام لبيان حقانية دعوة الامام (سلام الله عليه) وانه يمتلك هذا السيف الاوصياء، سيف امير المؤمنين وسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد يكون لهذا السيف هذه الخصوصية انه فرقان يستطيع الامام ان يستشهد به لدعم قضيته امام الجماهير وهناك قضية اخرى كما ان التابوت ورد ايضاً في الاخبار الشريفة وكان ارثاً عند بني اسرائيل وكانوا عندما يقاتلونه، يخرجون التابوت امامهم كذلك ورد ان السلاح، سلاح رسول الله هو ارث لاهل البيت (سلام الله عليهم)، كما ان التابوت هو ارث لال هارون، كذلك السلاح هو ارث لاهل البيت (سلام الله عليهم) يتوارثونه عن جدهم رسول الله، هناك سيف رسول الله، هناك درع التي يلبسها الائمة (سلام الله عليهم) فتأتي مضبوطة على اجسامهم لازيادة ولا نقيصة.
المحاور: يعني هذه ايضاً اشارة ‌الى قضية الامر الرمزي الاساس والمخصوص في القضية؟
السيد محمد الشوكي: نعم اما انه يستخدم السيف مطلقاً، ورد في الروايات انه يستخدم السيف، في الروايات ان له سيفاً يضرب به الجبل ويشير به الى الجبل فيندك الجبل، هذا قد يكون وكما تفضلتم لان الامام لا يستطيع ان يتحدث عن تفاصيل التطور العلمي سواء في الجانب التسليحي او الجوانب الاخرى، لان الاذهان لا تستوعبها يعني لو كان يتحدث عن الاقمار الصناعية والان البث المباشر قد لا يكون احد يستسيغ ذلك، الانسان في ساعات معدودة يقطع الاف الاميال في الطائرة هذا لا يستوعبه آنذاك فكان الائمة يتحدثون بطريقة رمزية اشارة الى هذا المعنى، ثم نحن عندما نقول مثلاً اليوم بيني وبين آل فلان السيف هذا ليس معناه انني استخدم السيف قد استخدم البندقية او المدفع لكن معناه ان بيني وبينهم الحرب فقد يستخدم هذا المعنى الكنائي الزمزي في احاديث اهل البيت (سلام الله عليهم)، ما نحن واثقون منه ان الامام سوف يقاتل بالاسلحة المتوفرة انذاك التي تجانب وتشاكل اسلحة اعداءه، وان كانت الحياة ستبقى على تطورها او تزداد تطوراً.

*******

نشكر لمستمعي اذاعة طهران طيب متابعتهم لبرنامج شمس خلف السحاب الذي نذكركم الآن بعناوين التواصل معه بمساهماتكم واقتراحاتكم واسئلتكم راسلونا احباءنا على بريدنا الالكتروني وعنوانه هو: [email protected].
او بريدنا العادي وعنوانه: (ايران - طهران ص ب ٦۷٦۷- ۱۹۳۹٥).
وتابعوا حلقات البرنامج مذخورةً في صفحة اسلاميات من موقع الاذاعة على شبكة الانترنت وعنوانه هو: www.arabic-irib.ir.

*******

مستمعينا الاكارم، تتنوع كثيراً اساليب امام العصر المنتظر (عجل الله فرجه) في تقديم العون للعلماء المخلصين في دفاعهم عن الحق وهدايتهم الخلق الى سبل النجاة.
وسجل ما يتناقله المؤمنون عن الثقاة من روايات الفوز بلقاء الشمس المهدوية في عصر الغيبة شاهداً على الحقيقة المتقدمة، وهذه الحقيقة تبين احد اوجه الإنتفاع بصاحب الزمان في عصر غيبته (عجل الله فرجه). ومن هذه الروايات الرواية‌ التالية التي اخترناها لهذه الحلقة واخترنا لها عنوان:

المهدي عون المخلصين

روى الشهيد القاضي التستري (رضوان الله عليه) في كتابه القيم «مجالس المؤمنين» ان بعض فقهاء السلطان ألف كتاباً شحنه بالإفتراءات ضد اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام). وكان يقرأ منه في مجامع الناس ويضللهم مثيراً العداوة والفرقة بين المسلمين. وكان ذلك في زمان العلامة الحلي (قدس سره) الذي شهد انتشاراً سريعاً لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ببركة جهود العلماء في بيان الحق.
وكان ذلك الناصبي لا يعطي الكتاب لأحد خشية من ان يستفسخه حذراً من وقوعه بيد العلماء فيردوا عليه ويبينون للناس بطلان ما فيه.
ولما علم العلامة‌ الحلي (رحمه الله) بذلك سعى للحصول على الكتاب بكل حيلة دون جدوى، الى أن رأى التدبير في ان يتتلمذ على يد ذلك الشخص من فقهاء السلطان بهدف الحصول على الكتاب وهذا ما قام به بالفعل، وقام متنكراً بحضور درس ذلك العالم المنحرف مدة متحملاً فيها الصعوبات الروحية لحضور درس يخلو من ابسط مواصفات الأجواء المعنوية للدرس الديني.
وبعد مدة طلب العلامة من ذلك الشخص ان يعيره ذلك الكتاب فلم يسع الرجل ان يرد طلبه لكنه قال له: اعطيك الكتاب ولكني نذرت ان لا ادعه عند احد اكثر من ليلة واحدة.
اغتنم العلامة الفرصة واخذ الكتاب الى البيت وانهمك في استنساخه الى ان تعب بعد ان انقضى من الليل شطره فغلب عليه النوم وهو منشغل بالكتابة.
يقول العلامة‌ الشهيد السيد القاضي: فاذا بمولانا الحجة عليه السلام داخل عليه يقول له: اجعل الأمر في هذه الكتابة الي ونم، ففعل ولما استيقظ رأى نسخته الموصوفة ممروراً عليها بالتمام، اي كاملة.
وقد نقل المحدث النوري هذه الحكاية وذكر انها منقولة ايضاً عن الشيخ علي بن ابراهيم المازندراني المعاصر للعلامة المجلسي وقد ورد فيها ان الداخل عليه كان بهيئة اهل الحجاز، وان الكتاب كان كبير الحجم يستغرق استنساخه مدة طويلة، لكنه تم في الليلة بكرامة الحجة (عليه السلام) وقد نقل الحادثة ايضاً صاحب كتاب قصص العلماء وذكر في روايته ان ذيل النسخة كان مزيناً بتوقيع الامام الحجة بن الحسن العسكري (عليهما السلام).
وختاماً تقبلوا مستمعينا الاعزاء خالص الدعاء لكم ولنا بأن يجعلنا الله من خيار انصار امام زماننا في غيبة وظهوره الى لقاء مقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة