البث المباشر

مديحة للمهدي من نظم الشيخ الازري/من سبل دوام التوجه لامام العصر في كلام السيد ابن طاووس/حوار الشيخ باقر الصادقي/كرامة مهدوية في سامراء سجلها ديوان الشعر العربي

الإثنين 18 فبراير 2019 - 14:30 بتوقيت طهران

(الحلقة:137)

موضوع البرنامج:
مديحة للمهدي(عج) من نظم الشيخ الازري
من سبل دوام التوجه لامام العصر(عج) في كلام السيد ابن طاووس
الشيخ باقر الصادقي يجيب عن اسئلة المستمعين
كرامة مهدوية في سامراء سجلها ديوان الشعر العربي

*****

أقول والنفس مرخاة أزمتها

يقودها الوجد من سهل الى حزن

مهلاً فقد قربت اوقات منتظر

من عهد آدم منصور على الزمن

كشاف مظلمة‌ خواض ملحمة

فياض مكرمة فكاك مرتهن

قرم يقلد حتى الوحش منته

وابن النجابة مطبوع على المنن

صباح مشرقها مصباح مغربها

مزيل محنتها من كل ممتحسن

أعز لا يتجلى نور سؤدده

الا بروض من الدين الحنيف جني

تسعى الى المرتقى الأعلى به همم

لا تحتذي منه الا قلة الفتن

يسطو بسيفين من بأس ومن كرم

يستأصلان عروق البخل والجبن

*******

الحمد لله الذي جعل من اعظم ابواب رحمته وكرامته الجهاد مع وليه الموعود المنتظر تحت راية الاكرم، وصلى الله على ائمة الهدى وسبل النجاة المصطفى خاتم الانبياء وعترته الطاهرة لاسيما خاتم الاوصياء المهدي ارواحنا فداه. والسلام عليكم اعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته.
افتتحنا هذه الحلقة بأبيات جميلة من المدائح المهدوية للشاعر الولائي كاظم الازري (رضوان الله عليه)، واضافةً اليها نلتقي بأشارة‌ الى اهمية ربط المؤمن لمختلف شؤون ما حوله بأمام زمانه (عليه السلام).
ثم ننتقل الى اجابات ضيف البرنامج على بعض اسئلتكم، ونختم اللقاء بنقل قصة احدى الكرامات المهدوية سجلها ديوان الشعر العربي. نتمنى لكم وقتاً مباركاً مع فقرات هذه الحلقة...

*******

مستمعينا الاكارم قبل الانتقال الى الفقرة اللاحقة نشير الى معنى بعض الأوصاف الواردة في ابيات الشيخ الازري المتقدمة، فوصف «القرم» يعني السيد الكريم، و«الاغر» يعني الوضاء والنير اما قوله (رحمه الله):

تسعى الى المرتقى الأعلى به همم

لا تحتذي منه الا قلة الفتن

فهو اشارة الى سحقه (عليه السلام) الى جميع الصعوبات والفتن مهما بلغت، فلا تعيقه اي منها عن بلوغ اهدافه الالهية. اما الآن فنتقل الى الفقرة التالية، وعنوانها هو:

من سبل دوام التوجه للامام

مستمعينا الاكارم، من علائم صدق الارتباط القلبي بأمام العصر )عجل الله فرجه( دوام استشعار التحرق لفراقه والتوجه اليه في كل مناسبة ومقارنة ما يمر به المؤمن من شؤونه المختلفة بما يناسبه من شؤون امامه المنتظر (عليه السلام).
وهذه (ايها الاخوة والاخوات) من صفات خيار مواليه (عليه السلام) يعيشون التوجه اليه بآستمرار، لا حظوا اعزاءنا ما يقوله سيد اهل المراقبة علي بن طاووس (رضوان الله عليه) ضمن حديثه عن آداب وداع شهر رمضان المبارك، ومنها الحزن لفراقه، قال:
ومن وظائف الشيعة الامامية، بل من وظائف الامة المحمدية ان يستوحشوا في هذه الأوقات، ويتأسفوا عند امثال هذه المقامات على مافاتهم من ايام المهدي الذي بشرهم ووعدهم به جده محمد (عليهما افضل الصلوات)، [يتأسفوا] على قدومه ما لو كان حاضراً ظفروا به من السعادات.
ثم يبين (قدس سره) هذه الحالة من التأسف لغيبة الامام المهدي (عجل الله فرجه) وفراقه ويعتبرها من مظاهر صدق الولاء والوفاء له (عليه السلام) يقول رحمه الله:
«ليراهم الله جل جلاله على قدم الصفاء والوفاء لملوكهم الذين كانوا سبب سعادتهم في الدنيا ويوم الوعيد، وليقولوا ما معناه:

أردد طرفي في الديار فلا ارى

وجوه احبائي الذين اريد

ثم قارن (رضوان الله عليه) بين فراق شهر رمضان وبين فراق بقية الله الامام الغائب، فقال:
فالمصيبة بفقده (عليه السلام) على‌ اهل الأديان اعظم من المصيبة بفقد شهر رمضان، فلو كانوا قد فقدوا والداً‌ شفيقاً او اخاً معاضداً شقيقاً، او ولداً باراً رفيقاً، اما كانوا يستوحشون لفقده ويتوجعون لبعده، واين الانتفاع بهؤلاء من الانتفاع بالمهدي خليفة خاتم الانبياء، وامام عيسى بن مريم في الصلاة‌ والولاء، ومزيل انواع البلاء، ومصلح امور جميع من تحت السماء.

*******

نواصل مستمعينا الافاضل تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بهذا اللقاء الهاتفي الذي اجراه زميلنا مع سماحة الشيخ باقر الصادقي للاجابة عن بعض اسئلتكم:
المحاور: سماحة الشيخ من العراق وصلتنا رسالة من الاخت رحمة اشتملت بسؤال بشأن الدعاء‌ المعروف للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن، اجبتم على شطر من سؤالها فيما يرتبط بهذا الدعاء الشريف، هنالك قضية اخرى سألت عنها وهي ما قاله السيد ابن طاووس قبل ان ينقل هذا الدعاء "اللهم كن لوليك"؟ لو سمحتم سماحة الشيخ اقرأ العبارة التي نقلتها الاخت الكريمة وسألت عنها، تقول قال السيد ابن طاووس من وظائف كل ليلة ان يبدأ العبد في كل دعاء‌ مبرور ويختم في كل عمل مشكور بذكر من يعتقد انه نائب الله جل جلاله في عبادة وبلادة وانه القيم بما يحتاج اليه هذا الصائم من طعامه وشرابه وغير ذلك من مراده من سائر الاسباب التي هي متعلقة عن رب الارباب وان يدعو له هذا الصائم بما يليق ان يدعى به مثله، تسأل ايضاص عن معنى، ويختم به كل عمل مشكور؟ تفضلوا.
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، مراد السيد ابن طاووس اعلا الله مقامه على ان الانسان العبد لا ينس امام زماته في كل عمل يقوم به من الاعمال سواء‌كان واجباً او سواء‌كان من الاعمال المستحبة يعني الصلاة الواجبة، في اثناء القنوت مثلاً يدعو لمولاه، بعد ان نفرغ من الصلاة الواجبة مثلاً، يستحب للانسان ان يعقب، يدعو، في هذا الدعاء يدعو للامام سلام الله عليه، هكذا ايضاً في اي عمل آخر من الاعمال العبادية، الطعام مثلاً انا صائم واريد ان افطر والجسد يحتاج الى طعام، في بداية الافطار ادعو للامام سلام الله عليه، افررغ من الطعام احمد الله عزوجل اذكر الامام بأعتباره هو ولي النعمة وهو السبب في وصول النعم الالهية الى العباد لانهم هم الوسائط في الفيض الالهي، تعلمون ان الله عزوجل ابى ان تجري الامور الا بأسبابها والامام المهدي هو السبب المتصل بين الارض والسماء كما ورد في دعاء الندبة، اين السبب المتصل بين الارض والسماء، فأما عزوجل يفيض نعمائه على العباد من خلال وسائط مثل الملائكة من جملة هذه الوسائط وعمدتها في عالم التكوين هو الامام المهدي في يومنا هذا هو قطب عالم الامكان لذلك يعبر عنه بيمنه رزق الورى‌وبوجوده ثبتت الارض والسماء، حتى هذه الهداية التي هي من رب العالمين لكن الامام هو واسطة فيها، وجعلنا هم ائمة يهدون بأمرنا فهذه الهداية كذلك فأنا توفيقي لهذه الطاعة لهذا العمل، للصلاة المستحبة، لزيارة الحسين، وكل الامور الاخرى، الانسان لا ينسى ولا يغفل عن نعمته والواسطة في القيض من قبل الله عزوجل والامام المهدي لذلك نرى السيد ابن طاووس يقول في كل دعاء، في كل عمل، انه حينما يفرغ، اذا اراد ان يبدأ يه فيذكر الامام صاحب العصر والزمان.
المحاور: سماحة الشيخ، في كل عمل مشكور يعني تشمل جميع اعمال الخير؟ مثل الزيارة والصلاة.
الشيخ باقر الصادقي: نعم نعم تشمل كل الاعمال الواجبة او سواء كانت مستحبة.
المحاور: الدعاء واضح، ان يدعو للامام بالحفظ، بتعجيل الفرج ولكن يختم كل عمل مشكور مثلاً الزيارة، تلاوة القرآن مثلاً المقصود ماذا يعني ينيب عن الامام مثلاً يهدي ثوابها له؟
الشيخ باقر الصادقي: لا هو غير مقصود النيابة، النيابة في مجال آخر لكن المقصود انا عندما افرغ من اعمالي سواء كانت واجبة او مندوبة لا اغفل عن ذكر المولا سلام الله عليه، يعني الدعاء له في كل حين بأعتبار هو ولي نعمتنا وهو الواسطة في الفيض من قبل الله عزوجل، نعم من قبل الله تجري وتصل لي عن طريق الامام فهو ولي النعمة فينبغي ان اشكره، فمن لم يشكر المنعم عن الامام الرضا في حديث، فمن لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الخالق، هذا كأنما من جملة الشكر للامام على التوفيق على الطاقة والتوفيق لوصول هذا الرزق مادياً كان او معنوياً او ماشابه ذلك.
المحاور: بالنسبة لثبوت استحباب اداء التلاوة.
الشيخ باقر الصادقي: نعم هناك نصوص في هذا المعنى بالنسبة للامام المعصوم يقول مثلاً احج عن الامام؟ يقول نعم، يقول اطوف عن الامام؟ يقول نعم، اتلو القرآن؟ يقول نعم، هناك نصوص في وسائل الشيعة ذكرها المحدث الحر العاملي اعلا الله مقامه في استحباب الاستنابة للامام المعصوم في الحج، في التطوعات والاعمال المستحبة، يذكر الشيخ عباس القمي في قضيه ختم القرآن، اذا ختم القرآن يستحب ان يهديه الى المعصوم بعد ذلك الى اي ميت من امواته ليتضاعف كذلك الصدقة حينما يتصدق ينوي هذه الصدقة عن صاحب العصر والزمان ثم الى او عن والده او والدته او عن ابناءه، ليتضاعف اجر الصدقة.

*******

مرحباً بكم مرة اخرى مستمعينا الاعزاء وانتم تتابعون هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
البرنامج يرحب اعزاءنا بتواصلكم معه عبر اقتراحاتكم واسئلتكم ومساهماتكم ارفدونا بها عبر عناوين الاذاعة ومنها بريدها الاكتروني وهو: [email protected].
او العادي وهو : ايران طهران ص ب ٦۷٦۷.
او عبر ارائكم التي تسفر عنها مراجعتكم لحلقات البرنامج السابقة ايضاً والتي تجدونها مذخورة في صفحة اسلاميات من موقع الاذاعة على شبكة الانترنت وعنوانه هو: www.arabic-irib.ir.

*******

احباءنا المستمعين، حان الآن موعدكم مع رواية موثقة تحمل نموذجاً من آلاف بل ملايين الحالات التي يستجيب الله فيها للمتوسلين اليه عزوجل ببقيته في ارضه، مولانا المهدي (ارواحنا فداه). اخترنا لهذه الفقرة عنوان:

بقية الله رحمته للعباد

من الكرامات المهدوية التي سجلها ديوان الشعر العربي، قصة شفاء احد زوار سامراء في زمن المجدد الشيرازي، وقد عاصرها آية الله المحدث النوري ورواها في كتابه جنة المأوى، وها نحن ننقلها ملخصة مع بعض التعديل اللغوي من هذا الكتاب، قال (رضوان الله عليه):
في شهر جمادي الأولى من سنة الف ومئتين وتسع وتسعين ورد بلدة الكاظمين عليهما السلام رجل اسمه السيد محمد مهدي وابوه من اهل شيراز لكنه ولد وعاش في ميناء ملومين التابع لمملكة (بورمة) وكان قد ابتلي قبل التأريخ المذكور بثلاث سنين بمرض شديد فلما عوفي منه بقي اصم اخرس، فتوسل لشفاء مرضه بزيارة ائمة العراق (عليه السلام)، وكان له اقارب في بلدة الكاظمين (عليهما السلام) من التجار المعروفين فنزل عندهم وبقي عشرين يوماً.
ثم ذكر المحدث النوري (رحمه الله) ان اقاربه المذكورين ارسلوه الى سامراء مع جماعة من اهل بغداد وكربلاء وكتبوا الى بعض معارفهم في سامراء بالاهتمام بأمره، ثم قال المتحدث النوري:
فلما ورد تلك الارض المشرفة... اتى الى السرداب المنور بعد ظهر يوم الجمعة من شهر جمادي الآخرة من السنة المذكورة وكان فيه جمع من الثقاة والاخيار... فجلس عند الصفة المباركة، فبكى‌ وتضرع لله طويلاً سائلاً بما كان بكتبه على الجدار من الناظرين الدعاء له فما تم بكاؤه وتضرعه الا وقد فتح الله تعالى لسانه، وخرج بإعجاز الحجة (عليه السلام) من ذلك المقام المنيف بلسان ذلق وكلام فصيح، واحضر يوم السبت في محفل تدريس سيد الفقهاء استاذنا الأعظم الميرزا محمد حسن الشيرازي وقرأ عنده متبركاً سورة الفاتحة المباركة بنحو اذعن الحاضرون بحسن قراءته، وصار يوماً مشهوداً....
ثم تحدث الميرزا النوري (رضوان الله عليه) عن الحفل الذي اقامه العلماء‌ والفضلاء في صحن حرم العسكريين (عليهما السلام) ابتهاجاً بهذه الكرامة المهدوية، ثم نقل مقاطع من قصيدتين بهذه المناسبة تضمنتا ذكر هذه الكرامة مفصلاً الاولى للحاج عباس الصفار البغدادي الذي كان قد رافق الشاب السيد محمد مهدي عند سفره من الكاظمية الى سامراء ورآه في مرضه وبعد شفائه ببركة التوسل الى الله بالامام المهدي (عجل الله فرجه). فمما قاله الحاج الصفار (رحمه الله) نختار هذه الأبيات:

وفي عامها جئت والزائرين

الى بلدة سر من قد رآها

رأيت من الصين فيها فتىً

وكان سمي امام هداها

وقد قيد السقم منه الكلام

واطلق من مقلتيه دماها

فوافى الى باب سرداب من

به الناس طراً ينا ل مناها

هناك دعا الله مستغفراً

وعيناه مشغولة ببكاها

ومذ عاد منها يريد الصلاة

قد عاود النفس منه شفاها

وقد اطلق الله منه اللسان

وتلك الصلاة اتم اداها

اما الشاعر الثاني الذي نظم هذه الكرامة المهدوية‌ فهو السيد الحلي (رضوان الله عليه)، وقد بعث قصيدته الى سامراء ضمن رسالة‌ الى المجدد الشيرازي، ومسك ختام هذه الحلقة من البرنامج، بعض الابيات المختارة، من قصيدته، قال (رحمه الله):

كذا يظهر المعجز الباهر

ويشهده الر والفاجر

وتروى الكرامة مأثورةً

يبلغها الغائب الحاضر

يقر لقوم بها ناظر

ويقذي لقوم بها ناظر

فمن صاحب الأمر امس استبان

لنا معجز امره باهر

بموضع غيبته مذ الم

اخو علة داؤها ظاهر

رمى فمه بأعتقال اللسان

رام هو الزمن الغادر

فأقبل ملتمساً للشفاء...

لدى من هو الغائب الحاضر

فبيناه في تعب ناصب

ومن ضجر فكره حائر

فراح لمولاه في الحامدين

وهو لآلائه ذاكر

لعمري لقد مسحت داءه

يد كل خلق لها شاكر

يد لم تزل رحمة للعباد

لذلك انشأها الفاطر

ختاماً نسأل الله لنا ولكم مستمعينا الاكارم صدق التوجه والتوسل اليه بحجته على عباده مولانا المهدي (ارواحنا فداه). الى حلقة اخرى من برنامج شمس خلف السحاب نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة