البث المباشر

عمران ابن شاهين

الأحد 10 فبراير 2019 - 14:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 174

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من اعلام الصادقين بولاءهم لاهل البيت والاوفياء للامام علي(ع) بالذات هو الكريم والشجاع والوفي عمران بن شاهين.
في مشهد الامام علي(ع) ارقة متعددة ومساجد متعددة ومساجد متعددة مثل مسجد الرأس ومسجد الخضراء ومسجد عمران، هذا هو ابن شاهين، بنى رواقاً ومسجداً وطبعاً يومها كان الرواق ملاذ ومأوى لالاف الزوار خصوصاً زيارة المبعث وزيارة الغدير وزيارة وفاة الامام امير المؤمنين هذه الزيارات التي كان يزدحم منها الحرم من الزوار الذين كانوا يفدون من خارج وداخل العراق وذلك اليوم السفر والوسائل متعبة والزوار كانوا يصلون متعبين فكانت هذه الارقة ملاذ ومأوى وايضاً مأمن للزوار من غارات الاعداء.
عمران بن شاهين بنى رواقين، رواق بناه في حرم الامام الحسين(ع) وهذا صار من ضمن التوسعة الجديدة للصحن الحسيني فلما وسعوا الصحن صار الرواق ضمن الصحن كذلك بالنسبة الى مسجد عمران بن شاهين في صحن امير المؤمنين ايضاً كان متصل برواق الى الحرم لكن الرواق قلص واضيف الى المساحة وما تبقى منه هو مسجد عمران المعروف الى اليوم. فمن هو عمران بن شاهين؟
هو صياد يعيش على صيد الاسماك واتسع امره فأصبح يملك شبكة من الزوارق ويمتلك مجموعات كبيرة من الصيادين ولكن وقعت بينه وبين الحاكم البويهي عضدالدولة خلافات حادة ادت الى العداء الشديد وانتهت الى ان يختفي عن الحاكم وفي المقابل كان الحاكم البويهي يسعى بكل جهده للقضاء عليه، هنا وقع عمران بن شاهين في حرج شديد غيّر اثوابه ويتنقل بين المزارع من اجل ان يخفي نفسه وذات لجأ خائفاً الى حرم الامام امير المؤمنين، نحن نخاطب امير المؤمنين بخطاب حامي الجوار، اذا نسمع احد يقول حامي الجوار يقصد بذلك علياً لا غيره:

بقبرك لذنا والقبور كثيرة

ولكن من يحمي الجوار قليل

الخائف كان يلوذ بقبره، الشاعر يخاطب الامام:

هذا ضريحك ملجأ القصاد

من كل ناحية وكل بلاد

وصل عمران بن شاهين خائفاً وبات بجوار الضريح فرأى في المنام امير المؤمنين(ع) (وهذه القصة من روائع القصص) وعرض على الامام همه وغمه فقال له الامام: يا عمران غداً يأتي الى حرمي عضد الدولة وان اسمه السري فنى خسرو وسيخلى الحرم من الزوار اعداداً له فقف انت في زاوية من زوايا الحرم لكي لا يعرفك احد ولا يخرجوك من الحرم فاذا وقف عضد الدولة لزيارتي بعد الصلاة واخذ يبتهل بالدعاء سيدعوا من جملة الدعاء وبقسم على الله بالنبي وبمحمد وآل محمد ان يظفره بك ويتخلص منك فأدنوا منه وباغته وقل له ايها الملك من هذا خصمك الذي ازعجك بهذه الدرجة لتتوسل الى الله وبمحمد وآل محمد ان يظفرك به؟
فيقول لك: اجره مثلاً كذا من المال، قل له: وما جزاءه لو هو حضر طالباً عفوك؟
فهنا بقول لك: ان حتم عليّ بالعفو عفوت عنه فأذا نطق بهذه الكلمة اعلمه عندها بنفسك وانك هو، الى هنا كانت الرؤيا فيستيقظ عمران بن شاهين من المنام متحيراً، واصبح الصباح وشاهد الخدم ينظفون الحرم ويخرجون الزوار فهو كان يلوذ مرة هنا ومرة هناك يتخفى وفعلاً انتهى المطاف واذا الرؤيا تتحقق بحذافيرها واذا فجأة يصادف عضد الدولة دخل يزور وصلى واخذ يدعو وكان من جملة الدعاء يدعو ان الله يظفره بعمران بن شاهين.
الامام امير المؤمنين في المنام ايضاً يقول لعمران بن شاهين خاطبه بأسمه فنى خسرو فأذا سألك فقل اخبرنى مولاي امير المؤمنين، يقول عمران بن شاهين انا واق بجنبه فألتفت اليّ وقال: من اوقفك هنا؟
قلت: اوقفني هنا مولاي امير المؤمنين، جئته زائراً لائذاً بحرمه ورأيته في المنام امس وذكر لي الامام بأن اسمك الحقيقي فنى خسرو، فبهت عضدالدولة لان لا احد يعرف هذا الاسم قال له: بحق الامام علي عليك من اخبرك؟ لان هذا الاسم لا يعرف به سوى امي لانها هي يسمتني لا غير وهي منذ سنوات ماتت؟
اقسم له ان الامام علي(ع) هو الذي اخبره وسأله عن عدوه اذا حضر وفي النهاية عفى عنه عضد الدولة وخلعه خلعة كبيرة.
عمران بن شاهين كان كان قد نذر الله انه ان نجى من سطوة عضد الدولة يزور الامام علي حافياً حاسراً وهذه الحالة حصلت للسلطان العثماني سليمان خان لكن ليس بالنذر وانما هيبة القبة املت عليه ونزل ماشياً وفتح القرآن واذا الاية "فأخلع نعليك فانك بالواد المقدس طوى" فأخذ يمشي حافياً وهو يقول:

اذا نحن زرناها وجدنا نسيمها

يفوح لنا كالعاطر المتنفس

ونمشي حفايا في ثراها تأدباً

نرى اننا نمشي بواد مقدس

عمران بن شاهين نذر اذا نجاه الله وصلح امره مع عضد الدولة يزور الامام علي حافياً حاسراً، يقول نفذت هذا النذر وجاء من بغداد ماشياً حافياً حاسراً، وصلت الى مشارف الامام امير المؤمنين(ع) وكان انذاك النجف محاطة باسوار ولها ابواب فقصدت من الباب المواجه للقبلة، قبل ان اطرق الباب فتح لي الباب تفاجئت، واذا بالسادن رحب به وقال: اهلاً بعمران بن شاهين، ظننت ان فتح الباب صدفة لكن رحب بي بأسمي وهو لا يعرفني فتعجبت وقلت: انت فتحت الباب صدفة؟ قال: لا، الست انت عمران بن شاهين؟ قلت: بلي ولكن من اين تعرفني؟ قال: لا ولكني كنت نائماً خلف الباب رأيت الامام امير المؤمنين في منامي وهو يقول افتح الباب لولي وزائري عمران بن شاهين.
بنى بعد ذلك الرواق المعروف الكبير وصار من خدمة الحرم وقد شاهدت مسجده طوال الثلاثين سنة التي سكنت فيها النجف بحوار امير المؤمنين ان هذا المسجد كان موفقاً درّس فيه معظم المجتهدين والمراجع منهم السيد محسن الحكيم، السيد جواد الطباطبائي التبريزي وغيرهم من علماء الحوزه في النجف كانوا يعتقدون ان هذا المسجد فيه بركة خاصة وان نية بانية وولاءه للامام علي يمدهم بالمعنوية والتوفيق والفيض.
نسأل الله ان يرحم عمران بن شاهين بواسع رحمته ويزيد في علو درجاته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة