البث المباشر

الامام الباقر ومنزلته العظيمة

الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 10:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 48

السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات الكرام ورحمة الله وبركاته.
حديثنا عن الامام محمد الباقر(ع)، الامام الخامس من الائمة الاثني عشر(ع) طبعاً ولادته في الثالث من شهر صفر سنة 56 هجرية ووفاة الامام(ع) عام 114 هجرية هو سمي رسول الله(ص) سماه بهذا الاسم وسماه قبل ان يولد وكيفية التسمية يرويها لنا جابر بن عبد الله الانصاري من الصحابة الملازمين طويلاً لرسول الله(ص) وآخر من بقي من اصحاب النبي جابر بن عبد الله الانصاري، ذات يوم يسأل النبي فيقول يا رسول الله كم اعيش بعدك، طبعاً هذا السؤال من النبي لا يعني ان النبي يحدد له كم يعيش ولكن الاجال من الاسرار الالهية واجل الانسان متحرك غير ثابت لان يتحرك بموجب تحرك الانسان في حياته وتفاعله في الامور الخيرية والاحسان وغير ذلك "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم" الانسان عمره ورزقه ومستقبله وسعادته وشقاءه منوط بنفسه الله عزوجل يعين الاجال ويعين الارزاق لكن سلوك الانسان يتحكم في ذلك ومن هنا انطلق الشيعة من هذه المبادئ الى موضوع البداء وذاك يأتي في حينه. 
غرضي ان جابر الانصاري يسأل الرسول(ص) كم اعيش، النبي لم يحدد له انما قال ستبقى بعدي حتى تلقى عنا بيت القصيد ستبقى بعدي حتى تلقى لي ولداً من الحسين اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً فاذا لقيته فأقرأه عني السلام، الكلام للرسول(ص) ماذا حدث بعد ذلك ان جابر كبر وضعفت قواه وانهارت كل مقوماته واصبح كأنه يسئم من حياته وفقد بصره. 
المؤرخون يقولون احدهم ابن هجر الهيثمي في كتاب الصواعق يروي هذه الحادثة ان جابر الى درجة سئم الحياة انه كان يجلس فس مسجد الرسول ويصيح يا باقر العلم، يا باقر العلم الناس يسمعون منه كلاماً غريباً لا يفهمونه فبعضهم كان يتسرع ويقول ان جابر يهجر يعني كلامه غير متوازن واختياره اصبح مشكوك بسلامته فكان يرد عليهم والله "يا جابر انك ستعيش بعدي حتى تلقى لي ولداً من الحسين اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً" انا انتظر ان تتحقق هذه الحالة وذات يوم يمر محمد الباقر في بواكير صباه بمجموعة من اقرانه بجوار جابر الانصاري يسمع صوته ويسمع النغمة والوتيره والتعبير والبلاغة واللهجة لهجة الرسول فمن باب التأكد صاح: بني اقبل ما اسمك قال اسمي محمد، وما هو لقبك؟ قال الباقر فقال انت ابن من؟ 
قال انا ابن الامام زين العابدين فوثب يقبله وهو يقول: "يا بني جدك رسول الله يقرك السلام" هذا الكلام اثار الدهشة عند محمد الباقر انه الفاصلة بينه وبين الرسول سنين طويلة وما هو معناه جدك رسول الله يقرءك السلام، ثم سأله فاخبره جابر بالموضوع عاد محمد الباقر الى ابيه زين العابدين فاخبره فقال له "يا بني اكتم ذلك ولا يعرف بذلك الاعداء ابداً" هذا وجه التسمية وما نقول سماه رسول الله ولقبه بهذا اللقب يبقر العلم بقراً طبعاً الامام محمد الباقر هو من عباقرة الامة الاسلامية بمواقبة وعبقرياته ونبوغاته التي لا تحد وهو باقر علوم الاولين والآخرين. 
عاش الامام الباقر كان في جده الحسين(ع) وابيه الامام زين العابدين فغرس في نفسه اسمى المثل العليا وطبع الشمم والقيم الكريمة حتى صار صورة مثلى لهما، طبعاً الامام الباقر(ع) هو من رجال الحديث ومن مصادر الحديث ومن بناة حضارة الحديث وتلاميذه في هذا الباب كثيرون حتى ام محمد بن مسلم وزرارة اشتهرا بانهما من اصحاب الامام الصادق ولكن قبل ذلك تتلمذ محمد بن مسلم وزرارة على يد الامام الصادق ستة عشر الف حديث، لكن في الواقع هو حفظ قبل ذلك من الامام الباقر ثلاثين الف حديث يعني مجموع الاحاديث التي يحفظها زرارة ستة واربعين الف حديث وهذا مهم جداً لانه في تلك البرهة ما كان كامبيوتر ولا كان وسائل ضبط ولا طباعة انما كانت حافة الاشخاص لها كل القيمة في ابقاء التراث والمحافظة على التراث. 
الامام محمد الباقر(ع) هو اول هاشمي بين هاشميين واول علوي بين علويين طبعاً ام الامام الباقر هي فاطمة بنت الامام الحسن المجتبى تزوجها الامام زين العابدين فولدت له ولده محمد الباقر ففي اسرة الائمة اول غصن امه حفيدة الامام علي بن ابي طالب وابوه حفيد علي بن ابي طالب فهو اول علوي بين علويين واول هاشمي بين هاشميين. 

يا باقر العلم لاهل التقى

وخير من سار على الاجبل

هناك التفاتة في حياة الامام الباقر وطبعاً من خلال هذه الدقائق اليسيرة يقول احد اصحابه كنا نطوف مع الامام الباقر حول الكعبة طبعاً الطواف لا يصح الا بسبعة اشواط يعني ستة اشواط لا يصح الطواف، طبعاً أأكد ان الطواف كان مستحب يقول احد اصحاب الامام الباقر الامام بالشوط الرابع صاح لي واحد عند المقام عند الركن صديق لي وكلمني بشئ سألني الامام الباقر ما الذي كلمك به؟ قلت: مولاي هذا صاحبي عنده حاجة جاء يرتجيني في قضاءها، فقال له الامام الباقر هنا تأملوا ايها الاخوة والاخوات قال له الامام الباقر: ما الذي يريده منك قال اراد ان اقضى له حاجته قال: وما قلت له؟ قال قلت له: امهلني حتى اكمل الشوط الرابع فالتفت اليه الامام الباقر قال: اترك الطواف وامضي في قضاء الحاجة فان قضاء حاجة اخيك المؤمن عند الله اعظم ثواباً من سبعين طوافاً، انظر الى قضاء الحاجة فان قضاء حاجة اخيك المؤمن عندالله اعظم ثواباً من سبعين طوافاً ولا طواف واحد ولا شوط، فهذا الرجل قطع الطواف ومضى ليقضي حاجة اخيه وما اكثر الاحاديث بالنسبة لهذا المبدأ بالذات وهو السعي في قضاء حوائج الناس اكثر النصوص والاحاديث من الائمة التي تؤكد على ثواب هذا العمل. 
الامام الباقر(ع) ضايقه الامويون في تلك الحملة المسعورة التي اتسمت بالحقد على اهل البيت والقضاء على تراثهم فاغتاله الامويون بالسم قيل هشام بن عبد الملك وقيل اغتاله ابراهيم بن عبد الملك وانتهت بذلك حياة شخصية غمرت كل ميادين المعرفة بالعلم واسدت بالعطاء وانواع الفيوضات الى الامة على اختلاف اصنافهم. 
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من المقتفين بهداهم والمقتدين باثارهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة