البث المباشر

"زيت نواة النخيل" لصحة الجسم بين الترغيب والتحذير

الأربعاء 15 ديسمبر 2021 - 21:58 بتوقيت طهران
"زيت نواة النخيل" لصحة الجسم بين الترغيب والتحذير

تختلف الآراء الطبية حول زيت النخيل الذي يدخل في تصنيع أشهر المنتجات الغذائية، فالبعض يعتبره عنصرا غذائيا هاما للجسم، فيما تذهب الآراء الأخرى إلى تصنيفه ضمن المواد الخطيرة التي تسبب مجموعة من الأمراض كارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.

وأثار زيت النخيل، الذي يوجد على غلاف مكونات العديد من المنتجات الغذائية الشهيرة، الكثير من الجدل حوله آثاره الجانبية على جسم الإنسان، حيث يحذر مجموعة من الاختصاصيين من خطورته في حال الافراط في استهلاكه.

جدل يجعل العديدين يتساءلون حول السبب الذي يجعله مكونا يستوجب الحذر.

 

ما هو زيت النخيل؟

للحديث أكثر عن هذا المكون، كان لـSNRTnews حديث مع اختصاصية التغذية والحمية صابرين المكاوي، التي أوضحت بأن مصدر هذا الزيت النباتي من ثمار شجرة نخيل موطنها غرب إفريقيا، يصل ارتفاعها إلى حوالي عشرين مترا وذلك من خلال ثمارها الصغيرة ذات اللون البرتقالي-الأحمر. ويتم الحصول على الزيت الشهير بالضغط على لبها الغني جدا بالدهون.

وتبرز المتحدثة بأن مكون زيت نواة النخيل يستخدم بشكل رئيسي في صناعة مجموعة كبيرة من المواد الغذائية والتجميلية. كالشوكولاته الصالحة للدهن والمعلبات، كما يدخل في تصنيع منتجات النظافة ومستحضرات التجميل.

وفي أوائل القرن الحادي والعشرين، تضاعفت مزارع نخيل الزيت، خاصة في جنوب شرق آسيا، لتحل محل عدة ملايين من الهكتارات من الغابات الطبيعية.

ويأتي الاهتمام المفاجئ بهذه الدهون، من أجل استخدامها لنقل الدهون المهدرجة التي تعتبر ضارة بالصحة. لكن هل تعتبر بديلا صحيا؟

تقول المكاوي بإن زيت النخيل طرح مجموعة من القضايا البيئية حول العالم، لأنه يثير العديد من المخاوف حول تأثيره على صحة المستهلكين.

وتضيف: "خطورة الزيوت النباتية تتوقف على طبيعة الدهون، فهي تتكون من سلسلة من الوحدات الصغيرة المتكررة من الأحماض الدهنية. وهي نوعان، الأحماض الدهنية المشبعة والأحماض الدهنية غير المشبعة. هذه الأخيرة موجود مثلا في زيت الزيتون والمكسرات.

وحتى لو كانت تحتوي على نفس الكمية من السعرات الحرارية مثل تلك المشبعة، فهي تمثل خطرا أقل على الصحة. بالمقابل، يحتوي زيت النخيل على 50 في المائة من الأحماض الدهنية المشبعة، وبالتالي فهي دهون ضارة، أي تساهم بحكم تركيبتها في زيادة نسبة الكوليسترول ومعدل الدهون في الدم، الشيء الذي يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

وتؤكد الاختصاصية على أن العديد من الدراسات، أظهرت وجود علاقة بين استهلاك زيت النخيل ومستويات عالية من الدهون في البلازما. وهي مؤشرات تدل على إمكانية وجدود مخاطر على القلب والأوعية الدموية.

"هذه المؤشرات، ترتبط أساسا بكمية الاستهلاك. ويمكن اعتبار زيت النخيل لا يمثل خطرا على الصحة شريطة استهلاكه من وقت لآخر. وذلك يتوقف على الكمية وحالة الشخص الصحية، مثلا إذا كان الشخص يعاني من مستوى الكوليسترول مرتفعا، فيجب أن تكون الدهون المشبعة التي يستهلك من ضمنها زيت النخيل محدودة.

لذلك عادة ما ننصح، بعدم استهلاك إحدى أنواع الشوكولاتة القابلة للدهن المعروفة، بشكل يومي، لأنها تحتوي على نسبة مهمة من زيت النخيل المشبع"، توضح المكاوي.

 

أين يمكن إيجاد زيت النخيل؟

تشير اختصاصية التغذية بأن هذا المكون عادة ما يدخل في تصنيع المواد الغذائية المعلبة، لذلك ينصح بالاطلاع على مكونات المنتج قبل اقتنائه، حيث يشار إلى وجود زيت النخيل كمكون في التصنيع، باسم "الزيت النباتي" أو "الدهون النباتية".

ويتعلق الأمر بالبسكويت وألواح الشوكولاتة والمعجنات الصناعية ورقائق البطاطس المقلية "شيبس" وبعض أنواع الحبوب والمثلجات، بالإضافة إلى المنتجات الخاصة بصناعة الحلويات كالكريمة المخفوقة أو بودرة تحضير الكيك.

كما يدخل في تصنيع عجين الأطباق الجاهزة كالبيتزا و"الكيش" والصلصات الجاهزة.

ويستخدم أيضا في مستحضرات التجميل، كالماسكارا وأحمر الشفاه وأقلام الكحل ومنتجات النظافة كجيل الاستحمام والكريمات المرطبة ومعجون الأسنان والشامبوان.

 

ما هي بدائل زيت النخيل؟

توضح اختصاصية التغذية والحمية بأن زيت النخيل يمكن تعويضه بالمنتجات التي تحتوي على الدهون غير المشبعة مثل زيت عباد الشمس أو زيت فول الصويا وزيت الزيتون، مع الأخذ في الاعتبار أن تناول الدهون الغذائية ضروري لتوازن النظام الغذائي، باستبدال المنتوجات التي يدخل في تصنيعها زيت النخيل بزيوت تحتوي على نسبة أقل من الأحماض الدهنية المشبعة.

وتضيف: "وهذه طريقة من شأنها أن تغني أيضا عن استخدام المنتوجات المعلبة والصلصات الجاهزة واستبدالها بتلك الطبيعية، كالمصنوعة من زيت الزيتون والليمون والياغورت الطبيعي، لذلك ننصح دائما بتحضير الأطباق المنزلية والاعتماد على كل ما هو صحي وعدم الافراط في استهلاك المعلبات، التي تحتوي على بعض المكونات الضارة الأخرى، إلى جانب الدهون المشبعة كزيت النخيل".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة