البث المباشر

حث الائمة(ع) على زيارتها(ع) وتوقيرها

الإثنين 7 يناير 2019 - 08:32 بتوقيت طهران

الحلقة 2

حرم بقم لبضعة بنوية

غصن تفرع من ذرى طوبى الرسول

يحكي جلالة دوحة علوية

حارت بكنه كمالها زبر العقول

فرع نما من فاطم اصل الاصول

معصومة اخت الرضا بنت البتول

بدر البدور ونور اقواس الصعود

نور الوجود

وحزن اقواس النزول

 

*******

السلام على كريمة ‌اهل البيت فاطمة‌ بنت موسى ورحمة الله وبركاته.
 

ان الأمة الحية تحترم شخصياتها وتمجد ذكرياتهم، وتحيي آثارهم عبر التاريخ، باحثةً عن حياتهم ومراقدهم وماتركوا للأجيال من خير وفضيلة. وقد اعتنى المؤمنون منذ مئات السنين بالمرقد المطهر للسيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها في مدينة «قم» المقدسة، الذي صار علماً بارزاً عبر التاريخ يشير الى أن ذرية النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله وسلم» قد واهمتهم النكبات حتى اضطروا الى ترك موطنهم الاصيل، والى ‌مفارقة عاصمة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله، فتفرقوا في البلدان والبقاع في شرق الأرض وغربها، فتناثرت مراقدهم هنا وهناك.
 

ولم تنحصر هذه الحالة في الرجال منهم حيث نجد أضرحتهم النورانية في النجف الاشرف والكوفة وكربلاء والكاظمية وسامراء وخراسان والحجاز... وانما شمل ذلك عقيلات بيت الوحي والرسالة والسيدات العالمات من بنات الصديقة الزهراء فاطمة بنت المصطفى محمد صلى الله عليه وآله.
 

وكانت منهم تلك العلوية الطاهرة فاطمة المعصومة‌ بنت الامام موسى الكاظم سلام الله عليه وعليها، فحكمت المشيئة الربانية ان ترحل عن وطنها المدينة المنورة، ويكون لها ذلك المرقد الشامخ في مدينة قم التي قال فيها الامام جعفر الصادق عليه السلام: الا ان لله حرماً وهو مكة، الا ان لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا وان لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، الا وان «قم» الكوفة الصغيرة. الا ان للجنة ثمانية ابواب، ثلاثة منها الى قم. ثم اخبر الامام الصادق عليه السلام عن المستقبل فقال: تقبض فيها (اي في قم) امرأة من ولدي اسمها «فاطمة بنت موسى» وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم.
 

المقابلة الثانية مع السيد حسن الكشميري:
اخوتنا الاكارم... لا زلنا نحب التعرف على والدة السيدة فاطمة المعصومة بنت الامام الكاظم عليه السلام، اذ هي نفسها ام الامام الرضا عليه السلام، وائمة اهل البيت عليهم السلام لا يولدون عن الا اصلاب طاهرة وارحام مطهرة.
 

في كتابه (اكمال الدين واتمام النعمة) ذكر الشيخ الصدوق رحمه الله أن صحيفة كانت عند الامام محمد باقر عليه السلام، أمر جابر الانصاري ان يحدث بها، وكان في الصحيفة أسماء الائمة عليهم السلام وأسماء امهاتهم، وفيها هذه العبارة: ابو الحسن علي بن موسى الرضا، أمه جارية اسمها نجمة. وسميت «تكتم» بأحد اسماء بئر زمزم، وهو رمز الخير والبركة، وكانت تلك البئر قد اندفنت فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب رضوان الله عليه جد النبي صلى الله عليه وآله، وكذلك تكتم رضوان الله عليها كتمت عن الناس حتى وصلت الى الامام الكاظم عليه السلام فولدت له الامام الطيب الرؤوف، والمولى العطوف علي بن موسى الرضا، ثم ولدت له السيدة الزكية الطاهرة فاطمة المعصومة سلام الله عليهما.
 

وهي ابنة امام، واخت امام، وعمة امام وائمة آخرين... صلوات الله عليهم أجمعين.
اخوتنا الطيبين الأكارم... من تكون فاطمة‌ بنت الامام موسى الكاظم عليه وعليها السلام؟ وأي مقام ذاك الذي تخطى به؟ وأي شرف جللها به رب العزة تبارك وتعالى؟ تعالوا معنا- ايها الاخوة الاعزة نستخبر الروايات في التعرف على ذلك.
 

روي الشيخ المجلسي في بحار الانوار عن بعض المصادر القديمة منها: تاريخ قم لحسن بن محمد بن حسن (من علماء‌ القرن الرابع الهجري)... أن الامام الصادق عليه السلام قال: (ان لنا حرماً وهو بلدة «قم»، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى «فاطمة»، فمن زارها وجبت له الجنة).
 

وفي كتاب (ثواب الاعمال) للشيخ الصدوق، وكذا (كامل الزيارات) لابن قولويه ان سعد بن سعد قال: سألت ابا الحسن الرضا عليه السلام عن زيارة فاطمة بنت موسى عليه السلام، فقال: (من زارها فله الجنة).
 

وجاء عن الامام محمد الجواد سلام الله عليه قوله: (من زار عمتي بـ«قم» فله الجنة).
وهنا قد يتبادر للبعض هذا التساؤل: كيف يكون مجرد الزيارة موجباً للجنة؟ تجيب الرواية التالية عن هذا التساؤل: روي الشيخ المجلسي في (بحار الأنوار)، وكذا الميرزا النوري في (مستدرك الوسائل) أن الامام الرضا عليه السلام قال لسعد: ياسعد، عندكم لنا قبر.
قال سعد: جعلت فداك، قبر فاطمة بنت موسى «عليهما السلام». قال: نعم، (من زارها عارفاً بحقها فله الجنة).
 

أجل .. فالثواب يترتب على النوايا والمعرفة والعقيدة الصالحة، فمن عرف أهل البيت عليهم السلام بالمعرفة النورانية الرحمانية الروحانية، أنهم أئمة حق هداة، وتولاهم بقلبه ولسانه ومواقفه، وزارهم بروح الولاء والتسليم، وتابعهم في كل ما أتوا به،‌ وما أتوا بشئ الا من عند بارئهم جل وعلا... كان ذلك المرء موفقاً ان ينال مرضاة الله تعالى وحسن ثوابه.
 

وتلك فاطمة المعصومة، كريمة آل البيت، نعرفها أنها السيدة الطاهرة والنبعة الشريفة من بيت الوحي والرسالة، والمرأة العابدة الصابرة الشاكرة،‌ ونزورها بتقديس واجلال ويقين أن لها شأناً من الشأن عند الله تبارك وتعالى، وهي سليلة الامامة، والعارفة بأسرار البيت العلوي الشريف، وموضع الاكرام الالهي.
 

تجمع المكتبة العربية - مستمعينا الافاضل- مجموعة من الكتب التي الفت عن اخت الرضا فاطمة (عليهما السلام) نذكر منها الكتب التالية:
فاطمة المعصومة قبس من اشعة‌ الزهراء للاستاذ محمد علي المعلم
وكتاب حياة فاطمة المعصومة للسيد عبد الهادي الشهرستاني
وكتاب حياة الست للشيخ مهدي المنصوري
ومنها كتاب فاطمة بنت الامام موسى الكاظم (عليهما السلام) للدكتور محمد هادي الاميني نجل الشيخ الاميني صاحب موسوعة الغدير
ومنها كتاب: سيدة عش آل محمد للاستاذ ابو الحسن الهاشمي
كما الفت الاخت زهراء شمس الدين كتاباً في هذا الباب سمته:
قم المقدسة حرم اهل البيت وعش آل محمد حرم فاطمة
وعن الارتباط الوثيق بين فاطمة بنت موسى وجدتها الزهراء (عليهما السلام) ننقل في ختام هذه الحلقة هذه القضية الموثقة المنقولة في كتاب (كريمة‌ اهل البيت) للشيخ على اكبر مهدي بور
جاء فيه ما ترجمته:
كان آية الله النسابة السيد محمود المرعشي النجفي مؤلف كتاب «مشجرات العلويين»، يتلهف لمعرفة، موضع القبر الشريف للصديقة الزهراء (عليها السلام) فإختاز، للوصول الى غايته ختماً تعبدياً مجرباً استمر على ادائه اربعين يوماً رجاء ان يمن الله عليه بتحقق امنيته ويعرف موضع قبر الصديقة الزهراء سلام الله عليها التزم هذا السيد الجليل عرى التعبد والدعاء والتوسل طوال هذه الايام الاربعين ولما انقضى آخرها رأى في عالم الرؤيا الصادقة الامام الباقر أو الامام الصادق (عليهما السلام)، فقال الامام له: عليك بكريمة اهل البيت.
 

ظن السيد محمود ان الامام يوصيه بقصد الصديقة الزهراء‌ فأجاب: نعم جعلت فداك، لقد أتممت هذا الختم لاعرف موضع قبرها على وجه الدقة لكي اتشرف بزيارتها.
فقال الامام عليه السلام له: اقصد قبر المعصومة في قم، لقد شاء الله سبحانه لحكمه ان يظل القبر الطاهر للزهراء البتول مجهولاً فجعل قبر المعصومة موضع تجل لقبر الصديقة، ولما انتبه السيد من النوم امر عياله بالاستعداد للسفر بآتجاه زيارة‌ السيدة فاطمة بنت موسى اخت الرضا (عليهم السلام).
 

رزقنا الله واياكم زيارة هذه البضعة النبوية مع معرفة بحقها (سلام الله عليها).
اللهم آمين الى موعد لقاءنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة