وخلال حضوره في عتبة السيدة معصومة (سلام الله عليها) في مدينة قم، بارك الشيخ مروي حلول أول أيام عشرة الكرامة، وذكرى ميلاد كريمة أهل البيت السيدة المعصومة (سلام الله عليها)، مشيرا إلى أن الكريم صفة للشهم والفضيل، ومن يُلقب بالكريم يمتلك كل الصفات الحميدة، فالكرامة هي جوهرة ثمينة وضعها الله في البشر، ولم تقتصر على أناس معينين، ولكن هناك من يُنميها باكتساب الفضائل الحسنة، ومن يدمرها بالابتعاد عن هذه الفضائل.
وقال الشيخ مروي إن الله تعالى أراد أن يزرع هذه القيمة الأخلاقية، عند الإنسان من خلال ابتعاث الأنبياء والأوصياء، مضيفا أن تحقيق جميع القيم الحسنة قائمة على كرامة الإنسان، وإذا الناس أرادوا العدالة، والحرية، والحكم بالفضائل الأخلاقية، يجب عليهم إحياء الكرامة في المجتمع، كما أن المجتمع الذي يفتقر إلى هذه الفضيلة لن يكون عمليا.
وأوضح الشيخ مروي أن الذي استولت عليه الإغراءات الدنيوية، وأصبح أسيرا لشهواته الجسدية، ليس له عزة نفس ومن المستحيل أن تحيا فضيلة الكرامة في نفسه، كما أن المجتمع الذي يفتقر إلى احترام الذات والكرامة، يقبل بسهولة أن يكون أسيرا عند المتغطرسين والطغاة، ولهذا السبب كانوا أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، يبذلون جهدا لتحقيق هذه الفضيلة الأخلاقية، بين الناس والمجتمع.
وأوضح متولي العتبة الرضوية المقدسة أن الكريم لا يرفض لأي شخص طلب، ويهتم باحتياجات ومطالب الناس المادية والمعنوية، وأن أهل البيت (عليهم السلام)، هم أهل الكرم وفضائل الأخلاق، وكان ضريح كريمة أهل البيت السيدة معصومة (سلام الله عليها)، في مدينة قم ملاذا لعلماء وفقهاء الحوزة العلمية في صفوتهم وحلهم القضايا الفقهية المعقدة.
وذكر الشيخ مروي أن الدولة الإسلامية الإيرانية، تأسست بجهود الإمام خميني (رحمه الله)، والذي كان أحد المتعلمين في حوزة قم، حيث استطاع بثقافته وفقهه، وبفضل ضريح السيدة معصومة (سلام الله عليها)، أن يؤسس نظاما إسلاميا محكما على الخرابة التي تركها النظام البهلوي البائد في البلاد، وأن ينقل رسالة الإسلام، وأهل البيت (عليهم السلام)، إلي جميع أنحاء العالم.