يا مفزع الفازع ومأمن الهالع(۱)، ومطمع الطّامع وملجأ الضّارع(۲)، ياغوث اللّهفان(۳) ومأوى الحيران، ومروى الظّمآن ومشبع الجوعان، وكاسي العريان، وحاضر كلّ مكان، بلا دركٍ ولا عيانٍ، ولا صفةٍ ولا بِطانٍ.
عجزت الافهام وضلّت الاوهام عن عن موافقة صفة دابّة من الهوامّ فضلاً عن الاجرام العظام ممّا انشأت حجاباً لعظمتك، انّى يتغلغل(٤) الى ما وراء ذلك بما لايرام، تقدّست يا قدّوس عن الظُّنُون والحُدُوس، وانت الملك القُدُّوس، بارئ الاجسام والنُّفوس، ومُنْخر العظام ومميت الانام ومعيدها بعد الفناء والتّطميس.
اسألك ياذا القدرة والعلاء، والعزّ والثّناء ان تصلّي على محمد وآله، اُولي النّهى والمحلّ الاوفى والمقام الاعلى، وان تعجّل ما قد تأجّل، وتقدّم ما قد تأخّر، وتأتي بما قد اوجبت اتيانه(٥)، وتُقرّب ما قد تأخّر في النُّفوس الحضرة(٦) اَوانه، وتكشف البأس وسوء اللّباس، وعوارض الوسواس الخنّاس، في صدور النّاس، وتكفينا ما قد رهقنا(۷)، وتصرف عنّا ما قد ركبنا، وتبادر اصطلام(۸) الظّالمين، ونصر المؤمنين والادالة(۹) من المعاندين، امين ربّ العالمين.
*******
(۱) الهلع: اشتداد الجزع والضجر.
(۲) الضرع: الخضوع والذلّ.
(۳) اللهف: الاضطرار.
(٤) يتغلغل: يسرع.
(٥) قد وجب اتيانه (خ ل).
(٦) الحصرة (خ ل).
(۷) رهقه: غشيه.
(۸) الاصطلام: الاستئصال.
(۹) الادالة: الغلبة.
*******
المصدر: الصحيفة الكاظمية