كان بايدن محطاً لسخرية زملائه في المدرسة بسبب التلعثم الذي كان يعاني منه، ولكن بايدن "العنيد الصامت" كما يصفه مقربون منه، تغلب على مشكلة التلعثم بقراءته للشعر بصوت عال أمام مرآته.
وُلد جوزيف روبينيت بايدن المعروف باسم جو بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا الأميركية في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1942، وكان الأكبر بين أربعة أبناء.
عام 1968 حاز شهادة في المحاماة، وترافع عن قضايا عدة أمام المحاكم في وقت شهدت فيه الولاية سلسلة من أعمال الشغب والاعتقالات على خلفية مقتل مارتن لوثر كينغ.
في التاسعة والعشرين من عمره سلك بايدن درب السياسة، واستطاع الإطاحة بغريمه السيناتور الجمهوري المنتهية ولايته آنذاك عام 1972، ليصبح بايدن خامس أصغر سيناتور أميركي في التاريخ.
مسيرته المهنية عرفت الكثير من المحطات، لكن حياته العائلية تعرضت لخسارات موجعة، فبعد مرور بضعة أسابيع على فرحته بمنصب السيناتور، توفيت زوجته نايليا وابنته ناعومي في حادث سيارة، كما أصيب ابناه صغيرا السن "بو وهانتر" بجروح، وعلى إثر ذلك كاد بايدن يتخلى عن مقعده للعناية بابنيه المصابين، لكن زملاءه أقنعوه بإكمال عهدته، وبالفعل أدى بايدن القسم بجوار سرير ابنيّه في المستشفى.
لم يكن هذا الحادث هو المأساة الأخيرة في حياة بايدن، خلال ولايته الثانية كنائب للرئيس توفي ابنه "بو" الذي كان مدعياً عاماً في ديلاوير عام 2015 بعد صراع مع مرض السرطان.
أمضى بايدن 36 عاماً عضواً في مجلس الشيوخ يمثل ولاية ديلاوير، ولعب دوراً كبيراً في تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة، عندما كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وعضواً بارزاً فيها لمدة 12 عاماً.
وأثناء توليه منصب نائب الرئيس، قام بايدن بتمثيل الولايات المتحدة في الخارج، حيث قطع ما يقرب من مليوني كيلومتر إلى أكثر من 50 دولة.
وفي البيت الأبيض، عقد جلسات لمجلس وزراء أوباما، وقاد جهوداً مشتركة بين الوكالات الحكومية، وعمل مع الكونغرس لرفع مستويات معيشة الأميركيين من الطبقة الوسطى، وتقليل العنف باستخدام السلاح، والتصدي للعنف ضد النساء، وغيرها من القضايا.
طموح بايدن بالرئاسة ليس أمراً جديداً، فهو ترشح للمرة الأولى عام 1988 عن الحزب الديموقراطي، ثم عاد وترشح عام 2008 لكن سرعان ما انسحب، ووافق على عرض أوباما لمنصب نائبه، عندها اضطر بايدن للاستقالة من عمله كسيناتور وألقى خطاباً ختم فيه مسيرة دامت عقود، أما اليوم فها هو يُنصب كأكبر رؤساء أميركا سناً.
يخطو الرئيس الـ46 نحو البيت الأبيض متسلحاً بعقود من الخبرة في الكونغرس، في خطاب فوزه قال بايدن: "دعونا نشكل الأمة التي نعرف أن بمقدورنا تشكيلها، أمة قوية صلبة، أمة قد تعافت، ففي الولايات المتحدة الأميركية، سيداتي وسادتي، لم يكن هناك أبداً، أبداً، أي شيء حاولنا أن نفعله ولم نتمكن من فعله".
فهل حقاً سيتمكن بايدن على الأقل من إصلاح ما أفسده عهد ترامب وردم الفجوة التي خلقها داخل الساحة الأميركية وتفكيك الألغام التي زرعها في الساحات الدولية؟ من المبكر جداً طرح التوقعات والتنبوء بالإجابة، فأميركا ما بعد ترامب أصبحت تنام على مفاجأة وتصحو على أخرى.