وان اكثر ما تناولته وسائل الاعلام الغربية عقب واقعة اغتيال الشهيد فخري زاده والذي يتعلق بالادارة الامريكية القادمة ايضا، هو ان الكيان الصهيوني يسعى بدعم ترامب وادارته جاهدا لوأد اي محاولة بناء الدبلوماسية بين الحكومة القادمة في واشنطن مع طهران؛ وذلك في ضوء اعلان بايدن سابقا عن رغبته عقب تسلم الحكم للعودة الى الاتفاق النووي.
وبطبيعة الحال فإن هذا الموقف لا يتناغم ومآرب الكيان الصهيوني الى جانب الرياض وادارة ترامب التي كانت السبب في انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق الدولي.
والانظمة التي تحاول القضاء على الدبلوماسية بين طهران و واشنطن، بطبيعة الحال ستقرأ في صمت بايدن وفريقه على جريمة اغتيال الشهيد فخري زادة، بانه يخدم اجنداتها؛ رغم ان اصدار اي حكم بشان هذا الصمت دون ان يتم الاعلان عن موقف صريح و واضح على لسان اعلى مسؤول ديمقراطي، سيكون عاريا عن اي مصداقية.
واذا كان بايدن قد فضل السكوت حاليا، لكن هناك بعض حلفائه في الحزب الديمقراطي قد اكدوا في تغريداتهم عقب حادث الاغتيال، على ضرورة انتهاج الدبلوماسية مع ايران كما حذروا من التداعيات الخطيرة لهذا الاغتيال على الامن العالمي.
وفيما يخص الثلاثي الاوروبي (فرنسا والمانيا وبريطانيا) الذي فضل اختيار السكوت هو الاخر على هذا الهجوم الارهابي واتخذ موقفا هزيلا قباله، ربما يعود اسباب ذلك الى عدم صدور مواقف واضحة عن كبار الشخصيات في واشنطن لحد الان؛ فالتجارب والشواهد السابقة تشير الى انصياع الاوروبيين لسياسات واشنطن ازاء التطورات الدولية؛ وانطلاقا من ذلك يحتمل ان الترويكا الاوروبية فضلت هذه المرة ايضا عدم التسرع، بل التريث لغاية صدور اي موقف لـ "بايدن"، وليس "ترامب" الذي بات منتهي الصلاحية عند اصدقائه الاوروبيين.