واكد الرئيس الأسد أن الحرب لن تمنعنا من القيام بواجباتنا، وقوة الشعوب في التأقلم مع الظروف وتطويعها لصالحها.
وأشار الرئيس الأسد في كلمة أمام أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث إلى أنه كان من المفترض أن تعقد هذه الجلسة تحت قبة المجلس كالعادة لكن ضرورة إجراءات التصدي لكورونا أدت لعقدها في قصر الشعب.
وقال سيادته إن انتخاب مجلسكم الكريم يشكل محطة تاريخية من محطات الحرب كتب شعبنا تفاصيلها بأقلامه الناخبة وإرادته وتحديه.
وأضاف الرئيس الأسد "إن الانتخابات التي خضتموها مؤخرا مختلفة فبالرغم من وباء كورونا وتأثيره في إحجام البعض عن المشاركة، كان هناك تعدد للوائح ومنافسة حقيقية وهذه المنافسة حراك وطني وأي حراك وطني حراك إيجابي لأنه يعبر عن الالتزام الوطني".
وقال "سمعنا الكثير من الانتقادات حول انتخابات مجلس الشعب وقد يكون جزء منها صحيحا لكن الإيجابية الأهم أن نرى مشاكلنا بشكل صادق".
وأوضح الرئيس الأسد أن الخطط الناجحة تنطلق من الرؤى الاستراتيجية، ولمجلسكم دور محوري في الحوار وهو جسر مهم بين المواطن والسلطة التنفيذية.
وشدد الرئيس الأسد على أن الخلل في التشريعات يضر المؤسسات وثقة المواطن بها ويزعزع الاستقرار، وأي خلل في التشريعات سيؤدي إلى خلل في عمل أي مسؤول مهما كان جادا.
وأضاف "لا أحد لديه الحد الأدنى من الوطنية يقبل بالحلول الانهزامية، ولا أعتقد أن هناك شخصا يملك الحد الأدنى من الوطنية يقبل بالطروحات الانهزامية اليوم بعد كل تلك التضحيات".
وأوضح الرئيس الأسد أن قانون قيصر ليس حالة منفصلة أو مجردة عما سبقه من مراحل الحصار والتي تسببت بضرر كبير للشعب السوري.
وبين سيادته أن الولايات المتحدة تحتاج للإرهابيين في المنطقة وفي مقدمتهم "داعش" وأرادت من "قانون قيصر" التعبير عن دعمها للإرهابيين، مشيراً إلى أن الرد عملياً على الحصار يكون بزيادة الإنتاج والاعتماد على الذات.
وأضاف "لنتذكر أن وقوفنا مع الجيش كان سبب إنجازاته ووقوفنا مع ليرتنا سيكون سبب قوتها".
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الاعتداءات الصهيونية على دير الزور أتت لتسهيل حركة إرهابيي "داعش"، موضحاً أنه لا فرق بين إرهابي محلي أو مستورد أو جندي صهيوني أو تركي أو أمريكي فكلهم أعداء على أرضنا.
وبين أنه "على عكس ما يعتقد البعض، الظرف الآن هو الظرف المناسب لزج الأموال، رأس المال الأجنبي جبان ولا يجب أن يكون رأس المال الوطني جباناً، لأنه عندما يكون كذلك يخسر الوطن".
وأكد الرئيس الأسد أنه يجب التركيز على دعم الاستثمار الصغير لقدرته على دعم الاقتصاد الوطني ومواجهة الحصار، وأن القطاع الزراعي هو عماد الاقتصاد الوطني ويجب دعمه، مشيراً إلى أن الإصلاحات العاجلة في قطاع الزراعة قادرة على إعطاء نتائج سريعة وواسعة أكثر من القطاعات الأخرى.
وقال "مستمرون بمكافحة الفساد، لأن الفساد هو ثقوب الاقتصاد وثقوب الأخلاق واستنزاف للوطن، ومحاربة الفساد لم تتوقف في يوم من الأيام ولكنها تصاعدت في السنوات الأخيرة".
وأضاف الرئيس الأسد "نحن في قلب الحرب ونتحدث عن تحرير الأراضي والمناطق المختلفة لكن عودة سلطة الدولة تكون عبر عودة سلطة القانون وليس فقط تحرير الأراضي، القانون والفساد لا يمكن أن يلتقيا في مكان واحد".
وشدد على أنه لا يمكن للوطن أن يصمد وهو يُنهش من قبل الإرهابيين ويُنهب من قبل الفاسدين، وأن الردع هو العامل الأخير في مكافحة الفساد، ونحن مستمرون في استرداد الأموال العامة المنهوبة بالطرق القانونية وعبر المؤسسات.
وأكد الرئيس الأسد على أنه يجب علينا أن نفكر في ما يؤمن قوت المواطن ويبعد عنه الفقر والعوز وأن نعزز الأمل والعمل فمن دونهما لا معنى للحياة.
وأضاف أن الجولان باق في قلب كل سوري شريف، لا يغير من وضعه قرار ضم من حكومة كيان صهيوني أو نظام أمريكي لا أخلاقي وحقنا في عودته لا ينفصل عن حقنا في تحرير كل أراضينا من الإرهاب.