والحكومة السعودية وحدها كانت تكذب وتقول انه خرج من القنصلية ومن ثم ودون سابق انذار يصدر بيان انه دخل لكنه مات "قليلاً" في شجار مع خمسة عشر شخصاً سعودياً داخل القنصلية فايهما علينا ان نصدق، خرج من القنصلية، ام مات "شويه" داخل القنصلية؟
ومن جانب اخر كلنا شاهد وسمع مواقف عن مسؤولين على مستوى رفيع كامريكا وفرنسا وبريطانيا وحتى الصين وغيرهم كثير، والكثير من الشركات العملاقة وحتى رئيس الخزانة الامريكية (الحكومة الحليفة لابن سلمان) اعلنت عن عدم مشاركتها مؤتمر الاستثمارات لمحمد بن سلمان والاعلام السعودي الموجه كله يتحدث عن ان هذه حملة قطرية ايرانية ضد السعودية. فمن نصدق؟
البعض كذب الرواية السعودية في خروج جمال من القنصلية وهذا تجني واضح ضد المملكة السعودية وولي عهد خاااادم الحرمين والبعض الاخر يكذب اليوم ايضاً بأن جمال خاشقجي مات "شويه" في شجار وقع داخل القنصلية وهذا ايضا ظلم وافتراء ضد العائلة المالكة في السعودية. ولماذا نقول هذا؟
لان كلا الروايتان صحيحتان فجمال خاشقجي دخل السفارة وخرج منها لكن مقطعاً في صناديق خوفاً من ان يمسه برد في الشارع لانه خلال الشجار تجرد عن ملابسه كي لايتمكن رئيس الطب الشرعي السعودي من منعه من تقطيع الاخرين فانزلقت قدماه ومن ثم اغمي عليه بعد قتل وجرح العديد من الذين هاجمهم داخل القنصلية، ولان القنصلية لم تتمكن من التواصل مع المستشفى وخوفاً على سلامة هذا المواطن وخوفهم على سلامة من هاجمهم، قام رئيس الطب الشرعي بتقطيعه ليمنعه من الوقوف على قدميه عسى يلجم هذا غضبه، خاصة وانه كان التلميذ المقرب للبطل الصيني بروسلي والمرشح الوحيد لخلافته.
اذا السعودية لاتكذب ولايجب التجني عليها، لكن مع كل هذا لازالت هنالك ثغرات وتساؤلات يجب معرفة جوابها، اولا اين الجثة؟ ثانياً اين الجرحى والقتلى المظلومين الذين هاجمهم هذا المواطن المتهور، ثالثاً لماذا لم يذهبوا الى المستشفى لتقطيب جروحهم والاهم من كل هذا ان جمال بروسلي عفوا قاشقجي، عندما خرج محمولاً في صناديق كي لاتتسخ قدماه، اصبح وبفعل الامر الواقع على الاراضي التركية فلماذا لم يسلموه الى السلطات لتتخذ بحقه الاجراءات القانونية، لانه احدث الهلع داخل القنصلية واخيراً لماذا كانت القنصلية فارغة من الموظفين الاتراك وحتى من مراجع واحد؟
كل هذه اسئلة ان لم تجب عليها الحكومة السعودية الى الان لان الامر واضح وضوح الشمس وهو ان جمال لم يكن لوحده قد دخل الى السفارة بل امرت ايران ان يرافقوه فوج من الحوثيين لحمايته الى جانب ان قطر قد ادخلت معه طاقم اعلامي للتغطية على مجريات الامور وان ساعة جمال لم تكن عند خطيبته بل عند حزب الله ليأخذوا بها سيلفي معه بعد خروجه ومن ثم يتشفون بها من محمد بن سلمان لانه لم يتمكن من التقاط سيلفي مع الخاشقجي منذ مدة.
واما موقف الاوربيين والحليف الامريكي بين جمهوري وديمقراطي فهنالك تسريبات من رشحت من عسيري للاعلام السعودي قول ان الحكومة الايرانية قدمت لكل قائد في اوربا عشرة كيلوات من الفستق كرشوة كي يتخذوا موقفا معاديا للسعودية وقد فرحوا بها كثيرا، اما امريكا فحدث ولا حرج فالتسريبات الاستخباراتية السعودية تتحدث ان الحاج قاسم سليماني وعبد الملك الحوثي دخلوا الى بيت ترامب وهددوه بمقاطعة امريكا اذا لم يتخذ موقفاً من السعودية،
والأهم من ذلك كله هنالك احتمال صدور بيان في السعودية قريبا سيؤكد السعوديون ان كل هذا لغط وحسد عيشة ضد السعودية وان السعودية في الاساس لم تقتل جمال، بل قامت له بعملية جراحية لتجميل الوجه والقوام، لانه كان على وشك الزواج، فارادت الحكومة السعودية ان تحرج كل هؤلاء وتعرف اصدقائها من خلال هذا السيناريو.
اذا علينا الحذر من التصريحات المتسرعة، لان جمال خضع لعملية تجميل لاتعرفه حتى امه بل تمكن العلماء السعوديون من تغيير حتى حمضه النووي، ليس هذا وحسب فقد غيروا حتى اسمه الاول من جمال الى المرحوم جمال والبعض ينفي ويقول ان اسمه الكامل المرحوم مايكل جاكسون.
ليس القصد هو السخرية لكن نريد ان نقول ان شناعة الجريمة وغباء ما امر به محمد بن سلمان لاحراج الاتراك واتهامهم بقتل خاشقجي والتخلص من هذا الصحفي وبتلك الصورة الشنيعة لهي ورغم عظمتها او من استغباء الرأي العام العالمي وشعوب المنطقة.
والامر الاخطر الذي سيلاحق هاجسه كل اعلامي في العالم ينتقد السعودية هو اذا كان السعوديون يفعلون هكذا بابناء وطنهم لانهم اعترضوا فماذا سيفعلون بغير السعودي؟
رائد دباب // الباحث في الشؤون السياسية//لإذاعة طهران العربية