وخلال الفترة الانتقالية التي تنتهي أواخر العام الجاري، ستستمرّ بريطانيا في تطبيق قوانين الاتحاد وستبقى عضواً في السوق الموحدة، لكنها لن تكون ممثّلة في المؤسسات الأوروبية، كما سيتفاوض الطرفان على اتفاقية شاملة تنظّم طبيعة العلاقات بينهما مستقبلاً.
ومع اقتراب لحظة الانفصال، مساء أمس الجمعة، بدأَ المحتشدون حول قصر "ويستمنستر"، العدّ التنازليّ، ليعلو في نهايته التصفيق والهتاف وإطلاق المفرقعات الناريّة.
رئيس حزب "بريكست" نايجل فاراج، قاد هذه الاحتفالات، واصفاً اللحظة بـ"التاريخيّة"، ووقال: "هو شيء قاتلت من أجله 27 عاماً، حدثٌ من أجله بذل الآلاف منكم وقته وأمواله. واجهنا مؤسسة لم ترغب أبداً في الاستماع إلينا، وهي مؤسسة لم ترغب أبداً في إجراء الاستفتاء، وحاولت على مدى 3 سنوات ونصف، إحباط إرادة أعظم ولاية ديمقراطية شهدها هذا البلد".
من جهته ترأس رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون اجتماعاً حكومياً في مدينة ساندرلاند شمال البلاد، حـثَ خلاله البريطانيين على "طيّ صفحة الانقسامات"، مؤكداً أنّ حكومته ستضع البريكست خلفها، لتبدأ العمل على تحقيق أفضل الخدمات الصحيّة والتعليميّة، فضلاً عن محاربة التشرّد وجرائم العنف.
جونسون وصف الخروج من الاتحاد الأوروبي في تغريدة له على "تويتر"، بـ"نقطة تحوّل غير عادية في حياة هذا البلد".
وأضاف "دعونا نجتمع الآن لتحقيق أقصى استفادة من الفرص التي ستحققها بريكسيت، ولنطلق العنان لإمكانات المملكة المتحدة بأكملها".
أمّا زعيم المعارضة جيرمي كوربن، فأمَل ألَّا تستدير البلاد الى الداخل وترتمي في أحضان الولايات المتحدة ودونالد ترامب، وقال في فيديو توجه به إلى البريطانيين عبر "تويتر": "اليوم ليست سوى البداية، سنحاسب الحكومة على كل خطوة تقوم بها في إطار حماية وظائفنا ومعايير عيشنا، من أجل ضمان حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي الموجودين هنا، والمواطنين البريطانيين الذين يعيشون في أوروبا، ومن أجل الدفاع عن حماية العمّال وبيئتنا".
كوربن طالب بـ"بريطانيا أممية حقّاً، متنوّعة، منفتحة على الخارج وتتمتع بعلاقة تعاون وثيق مع الاتحاد الأوروبي"، مشيراً في ختام رسالته إلى أنّه "أيّاً كان الجانب الذي اتخذناه في النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، فإننا نحتاج الآن إلى الجمع بين البلاد لتشكيل مستقبلنا المشترك".
فيما اعتبرت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا سترجين أن البريكست "فرصة لتنال اسكتلندا استقلالـها عن المملكة المتحدة".
في المقابل، تظاهر المئات من مؤيّدي "بريكست" أمام البرلمان البريطانيّ، أمس الجمعة، وردّدوا شعارات مُرحّبة بالانفصال عن الاتحاد الأوروبيّ، فيما عبّر آخرون عن رفضهم لهذه الخطوة.
وفي ردود الفعل الخارجيّة الأولى على الانفصال، أعلن ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل، أنّ الاتحاد "يريد الحفاظ على العلاقات التجارية والاقتصادية مع بريطانيا، إضافةً إلى التعاون في مجال السياسة الخارجيّة والأمن والدفاع".