البث المباشر

رؤيا وأنذار من الرحمن -۲

الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 10:29 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – قصص من الحياة : الحلقة : 38

 

الحاج علي راى في رؤيا صادقة في ليلة رمضانية مباركة ان لصديقه الحاج حبيب النجار منزلة سامية وجنات عالية في عالم الملكوت ولكنه راى ايضاً صاعقة مفاجئة نزلت على تلك الجنات فاحرقتها واستيقظ الرجل من هول ما راى وعلم ان تلك الرؤيا الصادقة تحمله مسؤولية تجاه صديقه ورسالة له تحمل انذار له بلزوم تدارك آثار ذنب صدر منه واحرق آثار حسناته السابقة، ذهب لصاحبه فوجده مغموماً مهموماً سأله عما صدر منه الليلة الماضية فتهرب من الجواب، ما الذي تقول يا حاج الليلة الماضية، الليلة الماضية لا شيء لا شيء لم يحدث شيء يستحق ان احدثك به يا صاحبي لم يحدث شيء اصلاً اخبرني انت كيف حالك وكيف حال عيالك.
ادرك الحاج علي ان صاحبه لن يفصح له عما يريد طواعية فلابد من الدخول في الموضوع مباشرة فهو يحمل لصاحبه انذاراً رحمانياً لابد من ايصاله قال له: اسمع يا اخي ما اقول جيداً اني ادرك موقفك في رفض الافصاح عما جرى الليلة الماضية وانت محق فيه فقد امرنا رسول الله صلى عليه وآله بان لانفصح عن مثله عندما نبتلى به انا ايضاً اوصيك ان لا تكشفه لاحد باستثنائي انا فعليك ان تخبرني بالامر فانا معني به! استولى الوجوم على وجه الحاج حبيب وهو يسمع قول صاحبه فسأله مستغرباً ولماذا تستثني نفسك يا اخي وتامرني بان اطلعك على ما تنهاني عن اطلاع غيرك عليه؟
اجاب الحاج علي فوراً على سؤال صاحبه قائلاً: الجواب بسيط يا اخي فانا احمل لك انذاراً رحمانياً يتعلق بما جرى لك الليلة الماضية.
غريب ما تقوله يا اخي لا افهم ما تعني أي انذار رحماني تقصد؟
سأل الحاج حبيب صاحبه فاتاه الجواب سريعاً من الحاج علي: الانذار الرحماني يا اخي يقول ان ما فعلته الليلة الماضية قد احرق ما بنيته بصالحات اعمالك وعليك ان تبادر لاصلاح الامر سريعاً قبل فوات الاوان، عندما سمع الحاج حبيب قول صاحبه عرف ان صاحبه يحمل له رحمة الهية تكشف عنه الغم والكرب الذي استولى عليه منذ الليلة الماضية فافصح لصاحبه عما جرى قائلاً بكلمات ملؤها الالم والندم: لا اكتمل يا صاحبي لقد زرت الليلة الماضية والدتي وجلست عندها احادثها فانجر الحديث الى ما جرى بعد وفاة والدي من خلافات طواها الزمن واحيتها شجون الحديث عاتبتني على بعض ما ارى نفسي غير مقصر فيه فلم اطق الصبر فاغلظت لها في القول ونهرتها وصدر مني ما هو اسوأ من ذلك، ثم خرجت غضبان من عندها ولعلها هي ايضاً باتت غاضبة عليَّ وعندما وصلت الى منزلي استلقيت لاستريح قليلاً فاخذتني نومة عميقة لم اعهدها ولم استيقظ الا بعد طلوع الشمس فحرمني الله صلاة الليل بل وصلاة الفجر في وقتها ولا اشك بان ذلك كان عقاباً لي على ما فعلته معها.
سال الحاج علي صاحبه بعد ان اتم حديثه عن الساعة التي وقعت فيها تلك الحادثة المؤلمة فأجاب: اتذكر اني نظرت الى ساعتي بعصبية عندما هممت بالخروج من عند والدتي فرايتها تشير الى منتصف الليل.
حمد الحاج علي ربه وشكره لما سمع من صاحبه فقد استزاد دليلاً اضافياً على صدق رؤياه فقد استيقظ في الساعة نفسها من نومه على هول منظر الصاعقة التي نزلت على جناب الحاج حبيب فاحرقتها.
بعدما قص الحاج علي رؤياه على صاحبه غط الحاج حبيب في تفكير عميق قطعه بسؤال: ما الذي ينبغي له ان افعله لتدارك هذا الذنب العظيم ارشدني يا صاحبي؟
اجابه صاحبه: لا ارى سبيلاً لذلك الا ان تستحصل رضا والدتك ففي رضاها رضا الله اذهب اليها معتذراً واطلب منها العفو بخضوع الا تعرف شيئاً ترغب فيه قد يكون في خدمتها باعداده لها طريق الى رضاها؟
اجاب الحاج حبيب: انها ترغب في الحج منذ امد طويل ولكن لم يتيسر لها ذلك سافعل المستحيل لتيسييره لها سافعل المستحيل من اجل ذلك حتى لو بعت داري وكل ما املك ولم يكن في الامر حاجة لكل ذلك فقد اعان الرب الكريم عبده الحاج حبيب في مسعاه الخير ويسر له تهيأة اسباب سفر والدته الى الديار المقدسة وضيافة الرحمن.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة