البث المباشر

الواعظ الغريب -۲

الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 - 11:36 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – قصص من الحياة : الحلقة : 20

 

السلام عليكم احباءنا اهلا بكم في القسم الثاني من هذه القصة قصص من الحياة'>قصص من الحياة يرويها لنا شاب سمع كثيراً عن رجل لمواعظه تاثير عجيب في القلوب يحضر مجالسه التي يعقدها للوعظ ليالي الجمعة كثير من العلماء رغم ان الرجل ليس عالماً بالمعنى المألوف ويحضرها شيب وشباب متعلمون واميون والكل يحصل منها على الكثير من الهداية، هذه الظاهرة الغريبة اثارت في الشاب تساؤلاً عن سرها فقرر ان يذهب بنفسه الى مجلس الوعظ لعله يحصل على الجواب لنتابع ما يرويه لنا.
مرت الايام والليالي المتبقية الى ليلة الجمعة بطيئة وهكذا حال الليالي والايام التي تنقضي مع الانتظار لامر اشتد الشوق اليه وحلت ليلة الجمعة المباركة عندما دخل الرجل لمجلس وعظه توجهت اليه انظار الحاضرين وعيونهم تفصح عن مودة عميقة لهذا الرجل الذي ناهز السبعين، انها علامة تقواه ولا ريب فمن يتقي الله يجعل الله له في قلوب عباده ودا، قلت ذلك في نفسي بعد ان غمرني شعور طافح بالمودة لهذا الشيخ لقد احسست بانني اعرفه منذ امد بعيد وكأنني رأيته مراراً رغم اني كنت واثقاً بانني لم اره من قبل اصلاً!
علا الصمت الحاضرين جميعاً عندما بدأ الواعظ يتلو ما اعده من آيات الذكر الحكيم واحاديث النبي صلي الله عليه واله يقرن تلاوتها بتنبيهات جليلة على ما تدعونا اليه هذه الكلمات النورانية فوجدت ان كل ماسمعته عنه سابقاً شيء وما اراه الان شيء آخر لانه فوق ما سمعت تفجرت الدموع من مآقي الحاضرين تأثراً بمواعظه وتفجرت من عيني مثلها لم اكن اتوقع ان تؤثر فيَّ كلماته الى هذه الدرجة فانا لم آت لسماع موعظته بل كان هدفي ان اتعرف على سر ماحباه الله به من نفوذ لكلماته في القلوب زاد ما رأيت منه من رغبتي الجامحة في معرفة سره ولكن نفسي كانت تصدني عن متابعة الامر باعتراضات لاتخلو من وجه من وجوه المعقولية، لا تحرج الرجل يا هذا بسؤالك فلا ريب انه يحب الاحتفاظ بسره لنفسه قد تضطره لرد عنيف يبعدك به عنه فاعرض عن سؤاله لكنني قاومت اعتراضات نفسي وذهبت الى الرجل بعد انتهاء موعظته وعرضت عليه سؤالي حتى دون مقدمات قلت: ان لكلماتك يا سيدي تأثيراً نافذاً في القلوب ولا اشك بان ذلك هبة من ربك جزاء على شيء قمت به واستنزلت هذه البركة فهلا اخبرتني بحقيقة الامر؟ لم اكن لاستغرب لو اعرض عني الرجل بلطف واعتذر عن جوابي او حتى لو عنفني على مثل هذا السؤال لكني استغربت انه اجابني بلطف ودون اية مقدمات ايضاً كأنه كان يتوقع مني مثل هذا السؤال او كأنه انتظره طويلاً فقال: اخبرك يا ولدي اصبت في حدسك ان ما رأيته هبة من ربي ببركة مولاي الحسين عليه السلام انقطعت كلماته عند ذكر اسم سيد الشهداء عليه السلام وتجمعت في عينيه دموع تنبئ انها اعتادت الانهمار منهما كلما ذكر هذا الاسم المبارك التزمت الصمت منتظراً ان يتابع كلامه وهذا ما فعله بعد هنيئة منذ صغري ترسخ في قلبي حب النبي واله زرعته في مجلس الحسين كنت احضرها كسائر اقراني واحرص عليهما رغم اني لم اكن من اهل مداومة الحضور في المساجد او الاقبال على علوم الدين او الالتزامات الدينية الكثيرة كنت اكتفي بالحد الادنى من الفرائض وحتى صلاتي كنت اصليها على عجل.
لم يحصل صاحبنا الى الان اعزاءنا على جواب سؤاله بل زاده الامر استغراباً لان سابقة هذا الواعظ الغريب الى هذه النقطة تجعله ابعد ما يكون عن الواعظ والوعاظ اجل ولكن فيما سياتي من حديثه الاجابة وهذا ماسنتعرف عليه عندما نتابع ما يرويه صاحبنا في الحلقة القادمة ان شاء الله فكونوا معنا فالقصة جديرة بالمتابعة نستودعكم الله والسلام عليكم.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة