البث المباشر

الجراد لم يأكل كل الزرع -۲

الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 - 10:55 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – قصص من الحياة : الحلقة : 14

 

السلام عليكم اعزائنا ورحمة الله نتابع معكم هذه القصة في قسمها الثاني والاخير فهل تتذكرون قسمها الاول الان؟ حسناً الخص للذين لم يستمعوا اليه ما تقدم فيه فقد رأينا ان صاحب القصة وهو ملاك ثري يمتلك معظم المزارع الجيدة في اطراف بلدته قد صعق لما سمعه من ان الجراد قد هجم على مزارعه فاتلف محصولها بالكامل ذهب الى المزارع بنفسه وطاف بها فاعتصره الالم على ضياع كل ما انفق فيه فانطلق صوت هتف به من داخله يهديه الى ان سر مانزل به يكمن في عدم اداته لما في ثروته من حقوق الآخرين من العاملين فيها ومن المساكين لكن الرجل لم يصغ لهذا الصوت الذي انقطع عندما راى الرجل ما ادهشه، لنتابع فيما يلي بقية القصة.
لقد راى الرجل قطعة صغيرة من الارض سلم زرعها من هجوم الجراد رغم انه اتلف كل ماحولها يميناً ويساراً شمالاً وجنوباً.
هل اصدق عيناي عجباً مما ارى كيف سلمت هذه القطعة الصغيرة من التلف لقد صدق ظني لقد سلم شيء من مزارعي ان محصولها غاية في الجودة.
اختلط تعجبه مما راى بشيء من الفرح لكن فرحه لم يدم طويلاً فقد قال له احد مرافقيه: عذراً يا سيدي ان هذه القطعة ليست من مزارعك وكان هذا القول صاعقة ثانية على الرجل فرد بغضب ويحك ما تقول لمن هي اذن؟
انها يا سيدي مزرعة الحاج عبد الله الرقاع لقد اعرضت عن شرائها عندما اشتريت ما حولها فقد رفض الحاج بيعها وقلت حينها انها صغيرة لا خير فيها ولا تستحق ان تساوم الحاج عليها.
ولكن كيف سلمت مزرعة الحاج من الجراد دون مزارعي المحمية وهي لاحمى لها؟
لم يجب احد على سؤاله لعل بعضهم كان يعرف الجواب ولكنه لم يكن يملك الجرأة على مجابهته به، ان الجواب عند الحاج ولا شك اتوني به لاسأله عما فعله وحفظ به مزرعته من التلف.
ذهب بعض مرافقيه ليأتوه بهذا المزارع الذي يعمل في ترقيع الملابس ولا يأخذ من اصحابها الا اقل الاجر وكان الرجل منهمكاً في عمله عندما وصلوا الى دكانه الصغير اخبروه بطلب سيدهم فرفض الاجابة وهو الذي اعتاد ان لا يرد سائلاً قال لهم ما لم يكن ينتظرون.
ليست لي حاجة عند سيدكم لاذهب اليه فان كانت له حاجة عندي فليأت هو ولم ينفعهم الحاحهم عليه بالاستجابة لطلب سيدهم حتى توسلوا اليه من طريق علموا انه ناجح في ايصالهم الى بغيتهم قالوا له: ايها الحاج اوترضى ان نتعرض للعقاب؟! ان سيدنا سيعاقبنا لامحالة لو لم تات معنا رق الحاج لحالهم وذهب معهم.
اخبرني ايها الحاج ما الذي فعلته فسلمت مزرعتك من الجراد هل حميتها بنوع من السموم لم نعرفه قال ذلك فور وصول الحاج وبلهجة كان فيها من اللين ما لم يعتد ان يخاطب به احداً ولكن الحاج ادرك ان الرجل لم يعرف بعد مفتاح الاجابة السليمة فسعى لهدايته اليه قال: يا رجل اخفي عنك ان ما بذرته في مزرعتي لا يختلف عما بذرته انت بل ان ما بذرته في مزارعك اجود والسموم التي استعملتها لحفظ محصولك افضل ان كنت تطلب الاجابة فلن تجدها في البذور ولا في السموم، وجد الرجل ان كلمات الحاج تنطلق من حيث انطلقت كلمات ذاك الصوت الكامن في اعماقه فاعرض عن سؤاله الاول ودخل الى سؤال مباشر، لم اكل الجراد كل المزارع سوى مزرعتك يا حاج؟
اجابه الحاج وهو يجد في الرجل هذه المرة اذناً صاغية وواعية، اعلم اني لم اظلم احداً حقه وماله لكي ياكل الجراد محصولي ثم اني اعتدت ان اخرج حقوق ربي وزكاة محصولي قبل ان ارفع المحصول فلا احمله الى بيتي الا بعد ان اكون قد اديت ما فيه من حقوق الآخرين.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة