وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية ليندا رينولدز "نحن قلقون للغاية إزاء التوتر المتصاعد في المنطقة، وندين بشدة الهجمات على التجارة البحرية في خليج عمان".
وردا على الطلب الأميركي، قالت الوزيرة في مؤتمر صحفي عقب اجتماع في سيدني مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع الجديد مارك إسبر، إن "الطلب الذي تقدمت به الولايات المتحدة خطير للغاية ولهذا السبب نخضعه حاليا لدراسة جادة للغاية. ولم يتم اتخاذ أي قرار.. في نهاية الأمر، سنقرر ما هي مصلحتنا الوطنية".
وعند سؤاله عن هذا التردد، بدا بومبيو منزعجا، وقال "لا تصدقوا ما تذكره الصحافة، هناك الكثير من المحادثات الجارية مع جميع البلدان، مثل أستراليا، وجميعها تأخذ هذا الطلب على محمل الجد"، وتابع "إنني على اقتناع بأنه سيكون لدينا تحالف دولي".
أما وزير الدفاع الذي وعد بإصدار بيانات في الأيام المقبلة، فقد بدا أكثر ليونة، مشيرا إلى أن ردود الحلفاء جاءت "متنوعة".
وقال أسبر إن "الهدف لا يزال هو نفسه سواء أكانت عملية تقودها الولايات المتحدة أو طرف آخر"، في تلميح إلى أن واشنطن يمكن أن تتخلى عن قيادة العملية، وأضاف "كلاهما يحقق الهدف نفسه: توحيد الجهود من أجل ضمان حرية الملاحة".
وتواجه واشنطن صعوبات في تشكيل هذا التحالف، حيث لا يزال الغربيون يرفضون حتى الآن الاقتراح الأميركي بنشر وسائل عسكرية إضافية لمرافقة سفنهم التي تعبر مضيق هرمز، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في الخليج الفارسي منذ الانسحاب الأميركي في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة واشنطن للحظر الصارم على طهران.
وأطلقت الولايات المتحدة فكرة التحالف في يونيو/حزيران، إثر هجمات تعرضت لها عدة سفن في منطقة الخليج الفارسي، بعد أن نسبتها إلى إيران التي تنفي ذلك.
وتقضي الفكرة بأن ترافق كل دولة عسكريا سفنها التجارية بدعم من الجيش الأميركي الذي سيتولى المراقبة الجوية للمنطقة وقيادة العمليات.
موقف أوروبي
ويرفض الأوروبيون العرض، لأنهم لا يريدون المشاركة في سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثلة في ممارسة "الضغوط القصوى" على إيران، كما أنهم يحاولون الحفاظ على الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
وتعتزم فرنسا وبريطانيا وألمانيا تنسيق وسائلها ومشاركة المعلومات في الخليج الفارسي لتعزيز الأمن البحري، لكن دون نشر وسائل عسكرية إضافية، وفقا لوزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي.
وقالت "نعمل على تنظيم أنفسنا كأوروبيين، ولكن هناك شيء واحد مؤكد: سيكون لتحركنا هدف واحد فقط، وهو تخفيف حدة التوتر والدفاع عن مصالحنا".
أما برلين فقد نأت بنفسها من فكرة مهمة الحماية في مضيق هرمز، معتبرة أن ذلك من شانه تعقيد الجهود الأوروبية للتوصل إلى تسوية دبلوماسية مع إيران.
وقالت أولريكه ديمير المتحدثة باسم الحكومة الأسبوع الماضي "يجب أن تكون الأولوية في رأينا للجهود الدبلوماسية ووقف التصعيد" في أزمة الناقلات بين طهران ولندن.
وأضافت أن "الحكومة الألمانية مترددة في قبول الاقتراح الذي قدمته الولايات المتحدة، وهذا هو السبب في أنها لم تعرض المشاركة"، لأن "النهج الشامل لسياستنا تجاه إيران يختلف بشكل ملحوظ عن النهج الحالي للولايات المتحدة".