بعد شهور من المماطلة في تنفيذ الآلية المالية الأوروبية مع إيران، أختبر هذا البرنامج أول تبادل مالي له يوم أمس، بإعلان الدبلوماسية الألمانية "هيلغا شميد" مساعدة رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني.
وقالت شميد في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الجمعة 28 يونيو، ان العملية الاولى للتبادل المالي يجري إنجازها في الوقت الحاضر وستنضم المزيد من الدول الاوروبية لهذه الآلية.
نتائج الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة للجنة المشتركة للاتفاق النووي، كانت خطوة مهمة إلى الأمام مقارنة بالاجتماعات السابقة، رغم أنها لازالت بعيدة عن مطالب إيران، وفقا لتصريحات نائب وزير الخارجية السيد عباس عراقجي رئيس الوفد الإيراني المشارك في الاجتماع. أعلن عراقجي بعد انتهاء الجلسة، أنه تم تفعيل انستكس وسيتم التبادل المالي في الأيام المقبلة.
الدول الأخرى أيضا وافقت على الانضمام إلى هذه القناة كمساهم. وفي وقت سابق، أعلنت "وول ستريت جورنال" بان الحكومات الأوروبية تبذل جهودا كبيرة للحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع إيران وكتبت: " تم اقرار خط ائتمان بهدف إنشاء آلية مالية خاصة (Instax).
و في الفقرة الاخيرة لبيان اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا الجمعة، اتفق الاعضاء على رصد تنفيذ الاتفاق النووي عن كثب وتم اتخاذ القرار على عقد اجتماع اللجنة المشتركة على مستوى الوزراء في القريب العاجل.
*ردود الأفعال الداخلية والخارجية على بدء تفعيل القناة المالية
لاقى بدء تنفيذ الوعود الأوروبية تجاه إيران ردود أفعال داخلية وخارجية. المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي أكد بان ايران لن تقبل بآلية "انستكس" بالتأكيد اذا كانت الآلية شكلية وستتخذ الخطوة الثانية بحزم في الموعد المقرر.
ينبغي ان نرى كيف تعمل هذه الالية كما ان فترة تنفيها مهمة بالنسبة لايران.
كما اعتبر سفير ومندوب ايران الدائم لدى الامم المتحدة مجيد تخت روانجي، الآلية المالية "انستكس" بوضعها الراهن بانها غير كافية، واصفا الآلية بانها كسيارة بالغة الجمال من دون بنزين.
كما دعا نائب وزير الخارجية الروسي، موسكو للانضمام إلى هذه الآلية. وقال "سيرغي ريابكوف": من المهم إتاحة المجال امام الدول الاخرى للاستفادة من هذه الآلية أيضا، إلى جانب الدول المؤسسة لهذه الآلية، وكذلك بعض دول الاتحاد الأوروبي التي بامكانها الانضمام اليها والتي تضم حاليا سبع دول.
يرى كثير من المحللين أن التزام إيران بالاتفاق النووي، هو الورقة الرابحة بيد إيران أمام النظام الدولي. إذا كانت أوروبا تكافح من أجل انقاذ الاتفاق النووي من إعصار ترامب، ويحول دون إجراءات غير المنطقية لرجل البيت الابيض ، كل ذلك هو نتيجة مباشرة وملموسة لتمسك إيران بالتزاماتها في الاتفاق النووي.
أما رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قالت يوم أمس "نحن مستمرون في العمل مع شركائنا لبذل قصارى جهدنا للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني".
ومنذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في مايو/ أيار من عام 2018، وعودة العقوبات أنشأت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا آلية INSTEX نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي .
وفي نهاية شباط/ فبراير الماضي، أعلن البنك المركزي الإيراني، أنه يعمل على تأسيس كيان للتعاون مع الآلية المالية الأوروبية، مؤكدا في الوقت ذاته، أن هذه الآلية هي "أقل بكثير من التزامات أوروبية لمنع انهيار الاتفاق النووي".
هذه الآلية عبارة عن طريقة للالتفاف على العقوبات الأميركية، وتهدف لتسهيل التجارة مع إيران.