البث المباشر

بن سلمان بين التوحد والهلوسة

الثلاثاء 14 أغسطس 2018 - 12:03 بتوقيت طهران
بن سلمان بين التوحد والهلوسة

في تصريح له لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نقلا عن وسائل إعلام سعودية من بينها العربية تحدث ولي العهد لآل سعود محمد بن سلمان، عن حرب محتملة مع إيران خلال السنوات العشر المقبلة.

ولاندري لماذا عشرة الى خمسة عشر عاما ليصطدم مع ايران؟ لكننا نعلم جيدا ان هذا التصريح جاء عقب اطلاق الجيش اليمني ۷ صواريخ على الرياض وهذا ما اعلنه ما يسمى بالتحالف العربي وادعى ان القوة الصاروخية اعترضت ۷ صواريخ يمنية استهدفت اربع مدن من بينها الرياض.

ويبدو للمتبع جليا ان هذا الطفل المدلل اصبح يعاني من الهلوسة المعهودة والموروثة من اسلافة لال سعود، او ربما يعاني من الالزايمر او فقدان الذاكرة ولذلك علينا ان نذكره بان السعودية بدأت حربها ضد ايران منذ انتصار الثورة فيها وهي التي حثت ودعمت صدام لغزو ايران قبل حوالي اربعة عقود من الزمن وادخلوا الشعب العراقي أتون حرب لم يرث العراقيون منها سوى قتل ابنائهم وزيادة اراملهم وايتامهم وخراب العراق.

وقد ايقنا اليوم ان هذه الحالة التي يعاني منها بن سلمان انما حالة مرضية عانا ويعاني منها العديد من الزعامات العربية، فصدام كان يريد فتح ايران خلال اسبوع والوصول الى خراسان تحت مسمى القادسية لكنه عجز عن الاستحواذ على شبر من ايران بعد كل ذلك الدعم المباشر من قبل السعودية واخواتها .

ونعود ونسأل لماذا ربما ولو لم يتم تدارك الامر والضغط على ايران وتشديد الحصار عليها فان بن سلمان سوف يهاجم ايران وقد بلغ سن الخمسين. ربما سن الرشد لدى احفاد سعود هو سن الخمسين فهم مميزون في كل شيئ .

لكن حقيقة الامر ان النظام السعودي قد ايقن اليوم انه وبعد كل تعاونه في التآمر على الشعوب العربية والدول الاقليمية يواجه حالتين على مستوى الشارع العربي، الاول نبذ آل سعود ورفضهم والثاني التملق لهم للحصول على لقمة العيش من خلال العمل داخل السعودية وكلاهما بات يهدد وجود النظام السعودي .

اما الحالة الاولى فهي وليدة تآمر ال سعود على الشعوب العربية مثل العراق وسوريا على سبيل المثال. فاما العراق وعلى الرغم من ان ذاكرة الشعوب ضعيفة وتنسى بسرعة فالسعوديون هم وراء موت كل الشباب العراقي في حرب الثمان سنوات ضد ايران ، وهم كانوا اشد الناس عداوة للشعب العراقي وحصاره على مدى سنين عديدة تلت احتلال صدام للكويت ودفع ضريبتها العراقيون ومات اطفال العراق بسبب منع الحليب عنهم وهم ايضا الذين مهدوا وساعدوا في غزو العراق من قبل الامريكي وتقتيلهم لابناء العراق الغيارى وهم اضا كانوا وراء ادخال الدواعش الى العراق وسبي حرائرها وحرق وهدم تاريخها ، ظنا منهم ان داعش هي المسمار الاخير في نعش الشعب العراقي ، لكن العراق نهض واخرج الامريكان ودحر داعش ايضا وزهو اليوم على ابواب الانتخابات لاعادة العافية الى جسد العراق الممزق بفعل الوهابية السعودية وفي هذا السياق بدى واضحا ان اكثر ما ازعج واغاض امريكا واذنابهم من السعود بعد ان اصبحوا على قاب قوسين من استكمال مخططهم لتقسيم العراق هو فتوى المرجعية التي خلطت عليهم كل الاوراق .

ومن هذا المنطلق نزل ابناء العراق الى الشارع مطالبين بامرين الاول القبض على بن سلمان ومحاكمته حال وصوله بغداد والثاني عدم استقباله ايضا، فهل يمكن ان يتحدث ال سعود عن ايجاد موطئ قدم في العراق ولو على المدى القريب؟ بالطبع لا. اذن هم فقدوا العراق المحاذي لحدودهم .

واما في سوريا فقد ادارت الاموال والدعم السعودي حربا شعواء على الشعب السوري على مدى ثمان سنوات خلت ، قتل فيها عملاؤها اطفال وشيوخ وشباب سوريا الصمود ودمروا وذبحوا واحرقوا كل مرفق للحياة والبقاء فيها ، لكن السوريون صمدوا وقاتلوا وآخر ما اشعل النار في ثياب ال سعود هو ليس تحرير الغوطة من دنس الارهاب وحسب ، بل الاهم هو خروج جيش مايسمى بالاسلام الذي راهن عليه بن سلمان طيلة هذه الفترة الماضية ، وعلى الرغم من ان الحرب لم تنته بعد نسأل هل يتوقع ال سعود وزعطوطهم الجديد ان يتصالح معهم الشعب والحكومة السورية على المدى القريب على اقل تقدير ؟ لانظن ذلك . اذن هم كسبوا عداء شعب جار وعربي آخر.

واما في اليمن فحدث ولا حرج، اذ ساق ال سعود ليس كل ما يملكون من ترسانتهم وحسب بل دعوا كل المرتزقة في العالم لقتل شعب هو من اصل الشعوب العربية، بل لا نبالغ لو قلنا انهم اصل العرب وسادتهم.

ثلاث سنوات من القتل للاطفال وآخرها مذبحة حديدة، لكن ما الذي جناه ال سعود في اليمن ، ففي عدن هم في حرب غير معلنة مع الامارات وجيزان ونجران والرياض وارامكو تحت القصف اليمني ومن الظريف ان ابن سلمان وخلال احدى لقاءاته الصحفية التي كثرت هذه الايام قال: اننا هزمنا ايران في اليمن وحين سأله الصحفي وما حصيلة قتلى وجرحى وأسرى ايران لديكم، اصابه الخرس كالعادة.

لكن المهم هل يمكن لال السعود التبجح والقول ان الشعب اليمني رغم كل كرمه المعهود سوف يغفر لهم صنعتهم ويعفو عنهم؟ لانظن ذلك.

والاسوء ان هذا الرجل قد فقد التبعية المعهودة لدول مجلس التعاون ايضا فهذه قطر سئمت من تبختر واوامر السعود واخيرا قالت لا، واما عمان فقد كشفت مبكرا مخطط ال سعود لاسقاطهم ولم يعد العمانيون يثقون بالنظام السعودي والامارات هي في صراع دائم مع السعودية لكن تورطها لايسمح لها الان الاعلان عن مكنونها .

اذن بات ال سعود يعرفون ان الحبل بدأ يضيق حول عنقهم حتى ولو ارادوا ارتشاء بعض الحكومات ولان بن سلمان يعاني من هلوسة الكربتون او ربما التوحد خرج بنبوغه لينقذ ال سعود من السقوط فزاد الطين بلة .

دفع المليارات لترامب السمسار ولم يحصل سوى على وقاحته حين قال ان "اسرائيل" هي الاهم لامريكا ، متناسيا ان امريكا هذه لم تسمح لشرطيها وعبدها الشاه حتى المالجة على ارضها . فاتجه اخيرا وبشكل مباشر الى "اسرائيل " بدأ بلقاءاته السرية ومن ثم تصريحاته العلنية للسلام مع الكيان المحتل وترابط المصالح بينه وبينها واخيرا علينا ان ننتظر عشرة الى خمسة عشرة عاما عسى ان يهاجم ايران.

فهل هذا الرجل لازال يسيطر على مشاعره ، ام اصابه العطب بسرعة حتى اصبح يسابق اباه سلمان نحو الخرف.

*رائد دباب

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة