فعندما لا نحصل على ما يكفي من النوم العالي الجودة، تنخفض مستويات هرمون اللبتين (هرمون يساعد على الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم، ويؤثر في الشهية).
ويرسل الهرمون إشارات بأنك حصلت على ما يكفي من الطاقة من خلال السعرات الحرارية، وهي إشارات تترجم إلى شعور بالامتلاء.
كما يساعد على تنظيم عملية الأيض ومعدل حرق الجسم للدهون. وقد يجعل النوم السيئ الجسم مقاومًا لتأثيرات كبح الشهية.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن هذا الهرمون يلعب دورًا مباشرًا في تنظيم الجلوكوز في الدم، وينظر العلماء إليه كعلاج محتمل للسمنة ومرض السكري.
والنوم الجيد هو إحدى الطرق للحفاظ على جسمك مزودًا باللبتين بمعدل طبيعي، في الوقت الذي يقلل فيه النوم السيئ هرمون اللبتين، ويزيد مستويات هرمون آخر مهم لتوازن الطاقة والوزن هو الجريلين الذي يشار إليه في بعض الأحيان باسم هرمون الجوع؛ إذ يحفز الشهية ويزيد الجوع والرغبة في تناول الطعام.
هذا الاختلال المزدوج في عدم توازن الهرمونات (تقليل اللبتين وزيادة الجريلين) يمكن أن يجعل من الصعب الحفاظ على وزن صحي، ويؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالسكري، كما يجعل السيطرة علي الوزن أصعب على الذين يعانون من السكري.
وعندما لا تكون مستريحًا فإنك تميل إلى إنفاق قدر أقل من الطاقة في النشاط البدني، كما تأكل الأشياء الخاطئة في الأوقات الخاطئة.
وتؤدي قلة النوم إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات العالية، وهو نوع من النظام الغذائي يمكن أن يؤدي -مع مرور الوقت- إلى الإصابة بمرض السكري، كما يزيد صعوبة السيطرة على هذا المرض.
وعندما نكون محرومين من النوم، فإن مراكز المكافأة في أدمغتنا تذهب إلى أبعد من ذلك، ونصبح أيضًا أكثر اندفاعًا وأقل قدرةً على تنفيذ الحكم وصنع القرارات المعقدة، وكذلك الوظائف المعرفية التي تمكننا من اتخاذ القرارات الغذائية الصحية والمعتدلة.. هذا يجعلنا أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام.
كما يمكن للحرمان من النوم أن يجعلنا نأكل بشكل عام -حسب إحدى الدراسات- نحو 385 سعرًا حراريًّا إضافية في اليوم، ويجعلنا نأكل بشكل أقل صحة، كما ينقل النوم السيئ حصة أكبر من السعرات الحرارية اليومية حتى ساعات المساء، فيما يعطل تناول الطعام الليلي الوظيفة اليومية.
ويتسبب هذا في زيادة الوزن، وكذلك مشاكل الأنسولين وسكر الدم، كما أنه يعطل النوم نفسه؛ ما يؤدي إلى إقامة حلقة مفرغة من النوم المتعطل وعادات الأكل غير الصحية.