وفي مقابلة مع إذاعة طهران العربية خلال برنامج (حدث وحوار)، تحدث الباحث الاستراتيجي والإعلامي من القاهرة، الدكتور طارق فوزي، عن أبرز ملامح هذه المحادثات، مشيراً إلى أن التركيز كان على البرنامج النووي، وهو ما اعتبرته طهران إيجابياً، حيث أظهر جدية الطرف الأمريكي في المضي بمفاوضات مركزة.
واكد فوزي أن السيناريوهات المحتملة تشير إلى أن إيران قد تسعى إلى اتفاق مرحلي لتهدئة التوترات وتسهيل مسار المفاوضات نحو اتفاق أوسع، وهذا يعتمد على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات، مع ضغوط زمنية حادة بسبب اقتراب موعد انتهاء آلية العودة التلقائية للعقوبات في الثامن عشر من أكتوبر القادم.
كما تناول أهداف واشنطن الاستراتيجية من خلال المفاوضات مع إيران، مشيراً إلى أن أبرزها هو احتواء البرنامج النووي الإيراني من خلال تقييد قدرات إيران النووية وضمان عدم تطورها لأسلحة نووية، رغم ما أعلنته إيران مراراً وتكراراً من عدم تبنيها للسلاح النووي.
وأضاف فوزي أن الولايات المتحدة ترغب في السماح لإيران باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما تسعى لتقليل التوترات في المنطقة من خلال دفع إيران للتراجع عن دعمها لبعض حركات التحرر.
وتابع أن واشنطن تهدف إلى حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، والتي تشمل أمن إسرائيل واستقرار الدول الخليجية وضمان تدفق النفط دون عراقيل. كما تسعى لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، وهو ما قد يؤدي، من وجهة النظر الأمريكية، إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط ويهدد الأمن العالمي.
وفي الختام، أشار الدكتور فوزي إلى رغبة الولايات المتحدة في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية مع إيران، مما قد يفتح الباب لتحسين التعاون في مجالات متعددة مثل مكافحة الإرهاب والتجارة الدولية. هذه الأهداف تعكس أحلام واشنطن الاستراتيجية في المنطقة وحرصها على تحقيق استقرار يخدم مصالحها ومصالح حلفائها.