لم يمض من زواجي سوى أيام قلائل وكان أقارب زوجتي على علم بعملي في مجال استيراد الأجهزة الطبية وتصليحها، ذات مرة وفي أحد الاجتماعات العائلية قال عم زوجتي وهو طبيب:
"هل يمكنك استيراد جهاز محاكاة لتعليم مادة تشريح الجثة للطلاب، لأن العثورعلى الجثة فيه الكثير من الصعوبات وتكلفة الشراء وصيانتها شاقة على الجامعات، كما أن المحاكاة تجعل عملية التدريب أسهل للغايةگ.
كنت أعرف أن الأمر صعب بسبب العقوبات المفروضة، لكي أثبت نفسي وقدراتي لعائلة زوجتي قبلت الطلب.
بعد تبادل الرسائل الإلكترونية المتكررة مع الشركة المصنعة لجهاز طاولة التشريح بجامعة ستانفورد الأمريكية، حصلت أخيرا على الإجابة المحبطة: بلدك ضمن قائمة الحظر ولايمكن بيع الأجهزة التي تحتوي على هذه التكنولوجيا.
لم أكن أعرف ماذا أفعل، الاعتراف بفشل وذلك في بداية حياتي يسلب الشعور بالراحة مني ومن زوجتي.
بكل يأس وقنوط أخبرت أخي "بيام" بما جرى، في نفس الليلة تحدث أخي مع آراز شقيق زوجته وهو أحد المبرمجين المحترفين وقال له أراز ربما يمكننا صنع نموذجا بسيطة.
سماع هذا الكلام، كان لنا لقاء مع عم زوجتي الدكتور أصلان آبادي، قال بأني أوفر لكم المعلومات الطبية، وعليكم هندسة الجهاز. التحق بمجموعتنا صديقنا محمد أكبربور وهو مبرمج محترف آخر، كي نتمكن من المضي قدما مزودين بالكفاءات العلمية المطلوبة.
قال أراز من الصحيح إن الطريق شاق وطويل ، لكنه من الممكن أن نقوم برسم أجزاء مختلفة من الجسم بمساعدة أمهات الكتب وبرامج الحاسوب، والتي تصبح بمثابة مونتاج لجسم الإنسان. بكل حماس وشوق وافقنا على ما قاله .و قامت مجموعتنا بالعمل ليل نهار. قمنا بصنع جهاز محاكاة لأنفسنا وبدأنا البرمجة.
بعد أن علم رئيس جامعة تبريز للعلوم الطبية الدكتور صومي والذي كان معجبًا بنشاطنا إقترح علينا بالتعاون مع قسم التشريح في الجامعة. فتقرر أن نعمل على البرمجيات وهم يقدمون لنا الشروح التخصصية .
وأخيرا، تمكنا من صنع منتج يشبه تماما الجهاز الذي أنتجته شركة أمريكية مشهورة حتى بجودة أعلى منه في حين لم نرى الجهازالأمريكي حتى مرة واحدة، بكاء الفرح كان تعبيرا عن مدى سرورنا لهذا النجاح.
عندما علم مساعد رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا بإنجازنا قام بدعمنا، مما جعل الجامعات الطبية في البلاد تتعرف علينا وتقدم طلبها.
عندما ذاع صيتنا بدأت الاقتراحات تصل إلينا من قبل ممثليات شركة آناتوميج تيبل في تركيا وأذربيجان، لأنها كانت تعلم أن احتكار الشركة سيُبطَل من خلال إنتاج وبيع هذا المنتج الإيراني
لقد مرت سنوات على هذا الحدث، وأنا سعيد لأننا بعون الله قد استطعنا كسر احتكار شركة آناتوميج تيبل بجامعة ستانفورد لهذا الجهاز.