البث المباشر

إيران وتعزيز القوة الدفاعية في المنطقة

الثلاثاء 29 إبريل 2025 - 22:41 بتوقيت طهران
إيران وتعزيز القوة الدفاعية في المنطقة

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في المشهد العسكري في منطقة غرب آسيا، تتمتع بمكانة مهمة في تصنيفات القوة العسكرية العالمية والآسيوية.

مع اقتراب موعد الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، نشهد باستمرار التصريحات المبالغ فيها لقادة ومسؤولي الكيان الصهيوني المزيف ضد ايران.

إن هذا الكيان، الذي لديه تاريخ من الفظائع المتعلقة بحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل الأطفال والجرائم ضد الإنسانية، قد صعد الآن التوترات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال التهديد بشن هجوم عسكري على البنية التحتية النووية الإيرانية.

ونظراً لهذه التهديدات وتزايد احتمالات المواجهات العسكرية، فمن الطبيعي أن يطرح العديد من الخبراء والرأي العام السؤال التالي:

"هل يملك الكيان الصهيوني حقاً القدرة على تدمير البنية التحتية الدفاعية والنووية الإيرانية؟ وما هو الرد الذي ستتلقاه من إيران إذا ارتكبت مثل هذا الخطأ؟".

إن هذه المسألة لا تتطلب فقط دراسة متأنية للقدرات العسكرية للأطراف، بل تثير أيضاً الحاجة إلى الاستعداد الاستراتيجي والرد الإيراني المحتمل.

باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في المشهد العسكري في غرب آسيا، تتمتع إيران الإسلامية بمكانة مهمة في تصنيفات القوة العسكرية العالمية والآسيوية. ورغم القيود الناجمة عن العقوبات ونقص ميزانية الدفاع، فإن إيران، بقوتها الصاروخية وصناعاتها الدفاعية المحلية وموقعها الاستراتيجي الفريد، لا تزال أحد القوى العسكرية في المنطقة والعالم.

ولكن ما هي مرتبة إيران بين دول العالم وآسيا، وما هي قوتها الدفاعية والعسكرية؟ وبعد ذلك، سنلقي نظرة تفصيلية على الوضع العسكري الإيراني.

عام كامل من "الطائرات بدون طيار" لتجديد أسطول الجيش/ صيانة للاسطول الجوي في عام 2020

بحسب تقرير المعهد الأمريكي GFP (Global Firepower)، الذي يقارن ويصنف القوة العسكرية لدول العالم سنويًا، تم الاعتراف بإيران كواحدة من القوى العسكرية في منطقة غرب آسيا في عام 2023. ويظهر هذا التقرير أن إيران تتمتع بمكانة متفوقة ليس فقط على الكيان الصهيوني ولكن أيضًا تفوق على دول مثل المملكة العربية السعودية وباكستان.

وتحتل الجمهورية الإسلامية الإيرانية المرتبة السابعة في قارة آسيا الواسعة من حيث الردع العسكري، بينما تحتل دول مثل روسيا والصين والهند المراكز من الأول إلى الثالث. وبحسب تقرير المعهد أيضا فإن إيران متفوقة في مجال القوة العسكرية ولها اليد العليا على الكيان الصهيوني ودول مثل باكستان والمملكة العربية السعودية.

 

ميزانية إيران العسكرية تعادل ثلث ميزانية دول منطقة غرب آسيا

تشير الدراسات إلى أن الدول المذكورة هي أكبر منتج ومشتري للأسلحة العسكرية في المنطقة، وتحدد قوتها بشكل أساسي بناءً على هذه القوة. على سبيل المثال، وفقًا لتقرير هذا المعهد، فقد بلغت الميزانية العسكرية للمملكة العربية السعودية في عام 2020 وحده 56 مليار دولار. وبالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لهذا المصدر الدفاعي، بلغت ميزانية الدفاع الهندية في العام نفسه 61 مليار دولار.

الميزانية الإسرائيلية لعام 2025

في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وافقت الحكومة الإسرائيلية على مشروع الميزانية المثير للجدل لعام 2025، والذي أجبر الكيان بموجبه على زيادة الضرائب وخفض الإنفاق الآخر لتغطية تكاليف الحرب. وتتضمن الميزانية سلسلة من الزيادات الضريبية وخفض الإنفاق لتغطية تكاليف الحرب على غزة، وهي الحرب التي لا تزال نتائجها غير مؤكدة والتي دخلت عامها الثاني ولا يزال الصهاينة يطالبون في الشوارع بإنهائها.

واضطر الكيان الإسرائيلي إلى زيادة إنفاقه العسكري بمليارات الدولارات لتغطية تكاليف الحروب في غزة ولبنان، في حين تراجع جزء كبير من اقتصاد النظام بشكل حاد بسبب نقص العمال.

وفي نفس الأيام، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في بيان: "الهدف الرئيسي في ميزانية 2025 هو الحفاظ على أمن البلاد وتحقيق النصر على جميع الجبهات، وفي الوقت نفسه الحفاظ على قوة الاقتصاد الإسرائيلي".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضا إن ميزانية الدفاع قد تزيد أكثر، إما بإضافة أموال إلى الميزانية قبل أن يوافق عليها البرلمان في يناير/كانون الثاني أو من خلال ميزانية تكميلية يتم الموافقة عليها في وقت لاحق. وكان سموتريتش قد قال في وقت سابق إن ميزانية الجيش لعام 2025 لن تكون مفتوحة، رغم أن إنفاقه في عام 2025 سيصل إلى 102 مليار شيكل (27.5 مليار دولار).

وانتقد يائير لابيد، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم المعارضة الرئيسي في الكيان الإسرائيلي، هذه الميزانية، قائلاً: "ستزيد هذه الميزانية النفقات السنوية لكل عائلة في النظام الإسرائيلي بمقدار 20 ألف شيكل".

ويعتقد زعماء المعارضة أن هذه الميزانية، التي تحافظ على الإنفاق للتيارات المتطرفة في ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف (بما في ذلك الحريديم)، تأتي على حساب سبل عيش الصهاينة.

 

تصنيف القوة العسكرية الإيرانية في آسيا والعالم

يعتمد ترتيب القوة العسكرية الإيرانية في آسيا والعالم على عوامل مختلفة، بما في ذلك عدد القوات العسكرية، وميزانية الدفاع، والمعدات العسكرية، والقدرة التكنولوجية، وقدرة الصناعة الدفاعية، والموقع الاستراتيجي، والقدرات التشغيلية. وبناء على التقارير والتحليلات التي أجرتها مصادر مختلفة (مثل معهد Global Firepower) فضلاً عن الظروف السياسية والاقتصادية الحالية، يمكننا بشكل عام تقييم حالة القوة العسكرية الإيرانية.

 

ترتيب القوة العسكرية الإيرانية في العالم

وفقًا لتقارير عام 2023، عادةً ما يتم تصنيف إيران بين المرتبة 13 إلى 15 في العالم. ويتم حساب هذا التصنيف بناءً على معايير مختلفة، بما في ذلك ما يلي:

1. القوة العسكرية: تمتلك إيران قوة عسكرية نشطة تتراوح بين 0.5 إلى 1.5 في المائة من السكان وحوالي 400 ألف جندي احتياطي. ويعتبر هذا العدد، بالنظر إلى عدد سكان البلاد، أحد نقاط القوة لدى إيران.

2. المعدات العسكرية: تمتلك إيران أنواعًا مختلفة من المعدات العسكرية، بما في ذلك الدبابات والمدفعية والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والغواصات والأسطول الجوي.

3. القدرات الصاروخية: تعد إيران الإسلامية واحدة من أقوى الدول في العالم من حيث إنتاج وإطلاق الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة. وتعتبر هذه القضية واحدة من أهم نقاط القوة العسكرية لبلدنا.

4. الصناعات الدفاعية المحلية: تمكنت إيران من تطوير صناعاتها الدفاعية المحلية وإنتاج معدات عسكرية مختلفة محليًا في ظل العقوبات. وقد ساعدت هذه القدرة البلاد على مقاومة العقوبات الدولية.

5. الموقع الاستراتيجي: يلعب الموقع الجغرافي لإيران في منطقة غرب آسيا وسيطرتها على مضيق هرمز دوراً هاماً في القوة العسكرية لبلدنا.

6. ميزانية الدفاع: ميزانية الدفاع الإيرانية أقل بكثير من ميزانية دول مثل الولايات المتحدة أو الصين أو روسيا. ويرجع هذا إلى العقوبات الاقتصادية والمشاكل المالية المحلية، ولا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالميزانيات الضخمة التي خصصتها بعض البلدان للجيش.

 

تصنيف القوة العسكرية الإيرانية في آسيا

في آسيا، تحتل إيران عادة المرتبة ما بين السادس والثامن. ويشير هذا التصنيف إلى أن إيران تعتبر واحدة من أقوى الجيوش في المنطقة الآسيوية، لكنها تأتي في مرتبة أقل مقارنة بدول مثل الصين والهند وروسيا.

نقاط القوة الدفاعية والعسكرية لإيران:

1. القوة الصاروخية: تمتلك إيران واحدة من أكبر القدرات الصاروخية وأكثرها تنوعًا في العالم.

2. الموقع الجغرافي: إن السيطرة على مضيق هرمز والوصول إلى بحر قزوين والخليج الفارسي جعل من إيران لاعباً مهماً في المنطقة.

3. الصناعات الدفاعية المحلية: إن القدرة على إنتاج المعدات العسكرية في ظل العقوبات هي إحدى نقاط القوة التي تتمتع بها إيران.

4. قوات عسكرية متعددة: تمتلك إيران قوات عسكرية (الجيش، وحرس الثورة الإسلامية، ووزارة الدفاع)، وأجهزة إنفاذ القانون، والتعبئة الشعبية التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في أوقات الأزمات.

ورغم كل هذه الخصائص والأرقام، فإن إيران، باعتراف خبراء وقادة القوى العالمية، معروفة بأنها واحدة من القوى العسكرية في منطقة غرب آسيا والعالم، وقدراتها الخاصة، مثل القوة الصاروخية والموقع الاستراتيجي، جعلت من إيران لاعباً مهماً على الساحة الدولية.

مقارنة ميزانية الدفاع الإيرانية مع دول المنطقة

تشير الدراسات إلى أن الكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية في منطقة غرب آسيا ينفقان الجزء الأكبر من ميزانيتهما على شراء وتطوير الأسلحة العسكرية. ومع ذلك، وعلى الرغم من العقوبات الواسعة النطاق والضغوط الدولية، تمكنت إيران من التفوق على العديد من البلدان ذات الميزانيات الأصغر.

- ميزانية الدفاع الإيرانية (2023): حوالي 19 مليار دولار (أي ما يعادل ثلث ميزانيات دول المنطقة).

- ميزانية الدفاع الإسرائيلية (2023): حوالي 26 مليار دولار (باستثناء المساعدات العسكرية الأميركية التي تبلغ 3.8 مليار دولار سنويا).

- ميزانية الدفاع السعودية (2023): حوالي 57 مليار دولار.

- ميزانية الدفاع الباكستانية (2023): حوالي 11 مليار دولار.

التقدم الإيراني في صناعة الدفاع

ومن أهم إنجازات إيران في المجال العسكري تطوير الصناعات الدفاعية المحلية وتقليل الاعتماد على المعدات الأجنبية. وتكتسب هذه القضية أهمية خاصة في سياق العقوبات الدولية.

 

بعض الإنجازات الرئيسية:

1. الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي:

- تمكنت إيران من إنتاج صواريخ باليستية وصواريخ كروز متطورة محليًا مثل خرمشهر، وفاتح، وذو الفقار، وشهاب.

- ومن الإنجازات في هذا المجال أيضاً أنظمة الدفاع الجوي مثل منظومة "باور 373" (المعادل الإيراني لمنظومة "إس 300") ومنظومة "مرصاد".

2. الصناعات البحرية:

- نجحت إيران في بناء غواصات حديثة مثل فاتح وغدير.

- ومن الإنجازات الأخرى في هذا المجال أيضاً الفرقاطات المحلية مثل "دنا" و"سهند".

 

3. الطائرات بدون طيار:

- أصبحت إيران واحدة من القوى الرائدة في العالم في إنتاج واستخدام الطائرات العسكرية بدون طيار. ومن بين المنتجات البارزة في هذا المجال طائرات بدون طيار مثل شاهد-129، وكرار، وكمان-12 وكمان-22، وأرش، وغزة، وفطروس، وشاهد-191.

 

4. الأسلحة الخفيفة والثقيلة:

- تمكنت إيران من إنتاج مجموعة متنوعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة محلياً. ومن بين هذه الإنجازات دبابتي كرار وذو الفقار.

 

5. قوة القوات الجوية:

- في ظل القيود المفروضة على شراء المعدات الأجنبية، تمكنت إيران من تعزيز قوتها الجوية من خلال إنتاج طائرات محلية مثل ياسين وكوثر، واستعادة وتشغيل الطائرات الموجودة.

مدن حرس الثورة الصاروخية كابوس للأعداء/استكمال لغز المدن الإيرانية تحت الأرض

موقف إيران في منطقة غرب آسيا

وبحسب وثيقة الرؤية الإيرانية لعشرين عاماً، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب أن تصبح القوة العسكرية الرائدة في منطقة غرب آسيا بحلول عام 1404 (2025). وبالنظر إلى التطورات والإنجازات الأخيرة في صناعة الدفاع، تحتل إيران حاليا المرتبة الثانية في المنطقة بعد تركيا. ومع ذلك، ونظراً للنمو الكبير الذي تشهده الصناعات الدفاعية الإيرانية، فمن المرجح أن يتحقق هذا الهدف قبل الأفق المذكور أعلاه.

كل هذه الحالات، وبالطبع الإنجازات التي أثبتت نفسها ميدانياً بشكل جيد، مثل عمليتي صادق 1 و2 وتدمير أنواع متقدمة من الطائرات المسيرة الأميركية والإسرائيلية، هي أمثلة على هذه القدرة، وتثبت أن إيران تمكنت من تحقيق تقدم كبير في مجال الصناعات الدفاعية والقوة العسكرية، على الرغم من القيود العديدة.

ولم تساعد هذه التطورات في تعزيز قوة الردع الإيرانية فحسب، بل جعلتها أيضاً واحدة من القوى العظمى في المنطقة.

وبفضل الاستثمارات المستمرة في الصناعات التكنولوجية والدفاعية، تستطيع إيران تحقيق أهدافها طويلة الأمد في هذا المجال في المستقبل القريب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة