واقيم مساء السبت برعاية الوزير عراقجي وبحضور واسع للسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمة في طهران وزوجاتهم، كما حضر هذا الحفل عدد من الوزراء والمسؤولين الايرانيين رفيعي المستوى، بما في ذلك وزير النفط "باك نجاد"، ووزيرة الطرق والتنمية العمرانية السيدة "صادق مالواجرد"، ووزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة العميد "نصير زاده"، ووزير العلوم والبحوث والتقنية "سيمائي صراف"، ورئيس منظمة الطاقة الذرية "محمد إسلامي"، بالإضافة إلى مجموعة من نواب الوزارة ومديري وزارة الخارجية، وفي مستهل الحفل، هنّأ سفير جمهورية كرواتيا في طهران "دراغو شتامبوك" بمناسبة حلول الربيع وعيد نوروز بصفته عميد السفراء، دعا الجميع إلى الالتفات لرسالة عيد النوروز المتمثلة في التضامن الإنساني والسلام والتعايش السلمي.
ثم ألقى وزير الخارجية الإيراني كلمة هنّأ فيها بعيد النوروز وعيد الفطر السعيد، واستعرض تحولات العام الايراني المنصرم كعام حافل بالأحداث والتحديات لإيران والمنطقة، مؤكدًا عزم ايران على المضي قدمًا في سياساتها المبدئية والمسؤولة في العام الجديد.
وأشار عراقجي إلى الكوارث الإنسانية الناجمة عن إشعال النار وجرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان وسوريا، وكذلك الهجمات غير القانونية لأميركا ضد اليمن، مؤكدًا ضرورة التضامن والتعاون بين الدول لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم ووقف العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وسوريا.
كما أشار وزير الخارجية إلى النهج الايراني المسؤول والحكيم تجاه التطورات الدولية، موضحًا أن رد إيران على رسالة رئيس الولايات المتحدة كان متناسبًا مع مضمونها ونبرتها، مع الحفاظ على فرصة استخدام الدبلوماسية.
وأكد عراقجي: من حيث المبدأ، فإن المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باستخدام القوة مخالفًا لميثاق الأمم المتحدة، ويُعبّر مسؤولوه عن مواقف متناقضة، ستكون بلا معنى. لكننا ما زلنا ملتزمين بالدبلوماسية ومستعدين لاختبار مسار المفاوضات غير المباشرة".
واستذكر وزير الخارجية الايراني الطبيعة السلمية بالكامل للبرنامج النووي الإيراني، قائلًا: سبق لإيران أن اتخذت في إطار خطة العمل الشاملة (الاتفاق النووي) مجموعة من الإجراءات الطوعية لضمان الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، لكن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق بشكل أحادي. والآن، وبالاستفادة من تلك التجربة، فنحن مستعدون لمتابعة الحوار حول برنامجنا النووي ورفع الحظر بناءً على منطق بناء الثقة مقابل رفع الحظر الجائر ضد إيران".
وصرح عراقجي مؤكدا: بينما تلتزم ايران بمسار الدبلوماسية والحوار لحل سوء الفهم والخلافات، فانها تُعدّ نفسها لجميع الاحتمالات المحتملة أو الممكنة. وكما أنها جادة في الدبلوماسية والمفاوضات، فإنها ستكون حازمة وجادة في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية.
وفي الختام، تطرق إلى مبادئ السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الجيران ومناطق أخرى من العالم، معربًا عن أمله في أن يشهد العام الجديد تطويرا أكبر للعلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.