البث المباشر

هل الضغط على إيران تعتبر فرصة لطهران لتغيير عقيدتها الدفاعية والنووية؟

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 - 13:33 بتوقيت طهران
هل الضغط على إيران تعتبر فرصة لطهران لتغيير عقيدتها الدفاعية والنووية؟

يعتقد بعض الخبراء أن الوقت الحالي هو أفضل وقت بالنسبة لإيران لإيصال برنامجها النووي إلى نقطة اللاعودة.

وفي الأشهر الأخيرة، أظهرت سلوكيات ومواقف أوروبا وأميركا أنهما انتهجتا سياسة معاكسة تماماً تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ففي حين أكدت إيران مرارا وتكرارا أنها تسعى إلى خفض التوترات وإنهاء الأعمال العدائية، فإن الأطراف الغربية لم تكتف بعدم الرد بشكل إيجابي على هذه الجهود، بل زادت الضغوط والتهديدات من خلال نشر ادعاءات لا أساس لها من الصحة.

وخلال الأعوام الماضية، أعلنت إيران أمام المجتمع الدولي أن أنشطتها النووية سلمية، ولا يوجد أي مسار نحو بناء أسلحة نووية في برنامجها. بالإضافة إلى ذلك، رفضت الجمهورية الإسلامية مرارا وتكرارا ادعاء إرسال أسلحة إلى أوكرانيا. وعلى الرغم من هذه المواقف الواضحة، تواصل الدول الغربية ممارسة الضغوط والتهديدات، وكأنها تسيء استغلال التعاون الإيراني، وبدلا من خلق مساحة للحوار، تسعى إلى خلق التوتر.

محاولة الترويكا الأوروبية إصدار قرار ضد إيران
وبدأ في فيينا اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي من المفترض أن يستعرض البرنامج النووي ومدى تعاون إيران مع الوكالة. وزعت إنجلترا وألمانيا وفرنسا مشروع قرار ضد الجمهورية الإسلامية على الأعضاء. وهذا النص يظهر القرار الخطير للأوروبيين بزيادة الضغط على إيران.

وحذر محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بوضوح من أن إيران لن تبقى صامتة أمام هذا القرار وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا: "إذا اختارت الدول الأوروبية طريق المواجهة وصدر قرار تدخلي ومدمر ضد إيران، فسنتخذ إجراءات فورية ومتبادلة".

الغرب لم يف بالالتزامات التي تعهد بها
وفي السنوات الماضية، وعلى الرغم من انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة وعدم الوفاء بالوعود الأوروبية، حاولت إيران الالتزام بتعهداتها قدر الإمكان وإظهار حسن النية للمجتمع الدولي. ولكن بدلاً من الاستجابة لهذه النوايا الحسنة، اختار الغرب طريق التهديدات والعقوبات.

ضرورة اتخاذ القرار الإيراني الحاسم
وفي هذه الحالة، يرى بعض المحللين أن على إيران أن تتخذ قراراً حاسماً ضد هذه التهديدات. وكان كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، قد ذكر في مقابلة سابقة أنه في عصر التهديدات، قد تغير إيران عقيدتها الدفاعية.

وفي الرد على سلوك الغرب، تستطيع إيران أن تزيد من مستوى تخصيب اليورانيوم وأن تقلل من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكما أشار خرازي، فإن فترة التهديد هي أفضل وقت لاتخاذ قرارات مهمة لا رجعة فيها.

فرصة لتحديد مهمة البرنامج النووي الإيراني
ويعتقد بعض الخبراء أيضًا أن الوقت الحالي هو أفضل وقت لإيران للوصول ببرنامجها النووي إلى نقطة اللاعودة.

إن سلوك وتصريحات المسؤولين الإيرانيين في الأيام الأخيرة تظهر أن إيران مستعدة للرد بشكل مناسب على أي تهديدات وقرارات تصدر ضدها. إن خفض التعاون مع الوكالة، وخفض مستوى التفتيش، بل وحتى زيادة تخصيب اليورانيوم، من بين التدابير التي قد تكون على جدول أعمال إيران.

ويظهر هذا الوضع أنه على الرغم من أن إيران لا تزال تسعى إلى التعاون وحل القضايا من خلال الحوار؛ لكن سلوك الغرب العدائي أدى إلى إضعاف أجواء الحوار وأجبر إيران على اتخاذ قرارات حاسمة.

عقوبات الاتحاد الأوروبي؛ مثال آخر على السلوك العدائي ضد إيران
وأعلن مجلس الاتحاد الأوروبي، الاثنين 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في بيان له، أن وزراء خارجية الدول الأوروبية قرروا توسيع نطاق الإجراءات التقييدية ضد إيران. وهذا القرار، الذي اتخذ بحجة دعم إيران العسكري لروسيا في حرب أوكرانيا، فضلا عن ادعاء دعم الجماعات المسلحة في غرب اسيا والبحر الأحمر، هو مثال آخر على سلوك أوروبا العدائي ضد جمهورية إيران الإسلامية.

عقوبات جديدة واستهداف الصناعات الدفاعية الإيرانية
وبموجب هذا القرار، تم فرض عقوبات على استخدام السفن والموانئ لنقل الطائرات بدون طيار والصواريخ والتقنيات ذات الصلة. كما حظر الاتحاد الأوروبي تصدير أو نقل أو توريد أو بيع المكونات المستخدمة في تطوير وإنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.

ويظهر هذا القرار، الذي يستهدف بشكل مباشر الصناعات الدفاعية والقدرات الاستراتيجية الإيرانية، جهود الدول الأوروبية للحد من قدرات إيران في مجال التقنيات الدفاعية المتقدمة. ويأتي هذا الإجراء في حين لم يقدم الاتحاد الأوروبي أي دليل ملموس وموثوق على مزاعمه بشأن الدعم العسكري الإيراني للحرب في أوكرانيا.

العقوبات؛ أداة للضغط والتهديد بدلاً من التفاعل
ويمكن اعتبار الإجراء الأخير الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي مثالاً واضحاً على استخدام العقوبات كأداة للضغط على إيران. وأوروبا، التي لم تف بالتزاماتها في خطة العمل الشاملة المشتركة واقتصرت على إصدار بيانات رمزية، تسعى الآن إلى منع إيران من تطوير تقنيات دفاعية من خلال زيادة العقوبات. ومن ناحية أخرى، ذكرت إيران مرارا وتكرارا أن مثل هذه العقوبات لن يكون لها تأثير كبير أبدا على برامج التشغيل.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة