تم تنظيم حدث تحت عنوان "دور رائدات الأعمال في خريطة التنمية للبلاد" من قبل المؤسسة الشعبية الوطنية لحركة تنمية المرأة بهدف التآزر وتبادل الأفكار بين رائدات الأعمال والمنتجات، من أجل إنشاء أعمال تجارية كبيرة عبر تجميع القدرات الصغيرة.
وناقش هذا الحدث، بحضور نخبة من النساء الناشطات في مجال الإنتاج، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، وبالتأكيد على خطاب التقدم الاقتصادي، خاصة في مجال المرأة، سبل تحسين مساهمتها في التنمية الاقتصادية للبلاد.
مساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية للبلاد
وذكرت "مريم أردبيلي"، الناشطة البارزة في مجال المرأة، أن مساهمة المرأة في التنمية والاقتصاد المستقبلي للبلاد ستزيد عن 50%، وقالت: إن قوة السائقات النسائية، خاصة في المجال الاقتصادي، يمكن أن تلعب دورا أساسيا في تحقيق مستقبل أفضل للبلاد.
وأكدت أردبيلي: في طريق التقدم الاقتصادي، فإن الحاجة إلى خلق ثقافة الإنتاج والاستهلاك السليم وريادة الأعمال واستغلال التقنيات الجديدة أمر مهم للغاية.
والنقطة الجديرة بالذكر في كلام هذه الخبيرة في قضايا المرأة هي أنه في اعتقادها يمكن للمرأة أن تكون عاملا فعالا في تحقيق الأهداف الاقتصادية وأن تلعب دورا في الفضاءات التكميلية من خلال الحفاظ على خصائصها الأنثوية والأمومية.
كما تم في هذا الحدث تحليل اقتصاد الأسر، من سبل العيش الصحية إلى التأثير على أساس الأسرة. وفي هذا الصدد أشارت مستشارة عمدة طهران لشؤون المرأة والأسرة إلى أعمال هذه الإدارة العامة في دعم النساء المعيلات وقالت:
إن هذه الإجراءات تظهر دور المرأة في تحقيق النماذج الاقتصادية. ويمكن للنساء ربات الأسر، اللاتي يوفرن سبل عيشهن بشكل مستقل ومن خلال ريادة الأعمال، أن يكون لهن تأثير كبير على تغيير نمط الاستهلاك وثقافة العمل في الأسر.
وبحسب هذه المسؤولة، فإن النساء اللاتي يبدأن بشتغيل أعمالهن بأنفسهن فإنهن ينقلن بشكل غير مباشر ثقافة العمل والإبداع والاقتصاد السليم إلى أطفالهن. وتتجلى هذه التغييرات بشكل خاص في نمط استهلاك الأسر.
تأثير وجهة نظر المرأة في تغيير ثقافة الاستهلاك والإنتاج
التغيرات الثقافية هي قضية أخرى تمت مناقشتها في حدث "دور رائدات الأعمال في خطة التنمية في البلاد".
وفي إشارة إلى التغيرات الثقافية في الأسرة، قالت أردبيلي: عندما يتغير نمط الاستهلاك في المنزل من النزعة الاستهلاكية إلى النزعة الإنتاجية، فإن البنية الاقتصادية للأسرة بأكملها تتحرك نحو التحسن مؤكدة أن دور المرأة في إحداث تغييرات ثقافية واقتصادية، بما في ذلك التغييرات في أنماط الاستهلاك، لا يمكن إنكاره.
وكانت حملة "العمل في منزلنا" موضوعًا آخر تم ذكره في هذا الحدث وتم وصفها بأنها خطوة لتمكين المرأة. كما ذكرت خبيرة في قضايا المرأة أن هدفها هو تمكين المرأة الطهرانية من خلال إنشاء أعمال تجارية منزلية وقالت: شاركت عدة آلاف من النساء في هذه الحملة وتمكنوا من الارتقاء من الشركات الصغيرة إلى الشركات المهنية. لم تكن هؤلاء النساء ناجحات في مجال التسويق والتصدير الرقمي فحسب، بل وجدن أيضًا نظرة جديدة لأنفسهن واحترامهن لذواتهن.
يعد الوضع المستقبلي وظهور التقنيات الجديدة وتأثيراتها على أنماط حياة المرأة ووظائفها من المواضيع التي يجب التفكير فيها في عالم اليوم، كما أوضحت أردبيلي في هذا الصدد: يوفرعالم المستقبل الذكي فرصا جديدة للنساء، خاصة في مجالات العمل عن بعد والتوظيف الشخصي. وتتيح هذه المساحات الجديدة للنساء إنشاء أعمالهن الخاصة دون الدخول في القوالب النمطية الوظيفية التقليدية.
وأشارت إلى تأثير التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي في مجال ريادة الأعمال، وقالت: إن هذه التطورات يمكن أن تساعد في النمو الاقتصادي والتنمية في البلاد إذا حصلت المرأة، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، على المعرفة والتدريب اللازمين.
المرأة في المجال الاقتصادي؛ مثال على ريادة الأعمال الاجتماعية
ومن المواضيع المهمة الأخرى التي تمت مناقشتها في هذا الحدث هو المرأة في المجال الاقتصادي وأمثلة على ريادة الأعمال الاجتماعية. وأشارت "فرح عربلو"، عضو نقابة الناشطين الاقتصاديين في العالم الإسلامي، إلى تجاربها في مجال ريادة الأعمال وقالت: حاليا، رائدة أعمال مثالية، قمت بتوظيف أكثر من 530 ربة أسرة في خمس محافظات في تعاونياتي.
وأكدت أنه لا يوجد في إيران أي عائق أمام وجود المرأة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، وأعربت عن رأيها: يمكن للمرأة أن تشارك في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وفقا لخصائصها الجسدية والمعنوية.
وتجدر الإشارة إلى أن أولوية الأمومة هي الخطوة الأولى لريادة الأعمال. وكما قالت "عربلو" في هذا الصدد: يجب أن تكون أولوية المرأة أن تكون أماً أولاً ثم تدخل المجال الاقتصادي والاجتماعي. ويجب على المرأة أن تؤدي دورها الأمومي بشكل جيد حتى تتمكن من النجاح في الأنشطة الاقتصادية في المراحل القادمة.
اقتصاد إيران؛ بحاجة إلى مزيد من التدريب والمعرفة في مجال التجارة
وفي هذا المجال لا بد من الاهتمام بأهمية التعليم في مجال التجارة والتبادل التجاري. وكما قالت المرأة الناشطة في المجال الاقتصادي: إن الوعي والتثقيف في هذه المجالات يمكن أن يلعب دوراً فعالاً في نجاح المرأة في المجال الاقتصادي.
وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي للاقتصاد الإيراني أن يجد مسارات جديدة للنمو والتنمية وفقاً لظروفه المحلية والخاصة.
وكان دور المرأة في الدول النامية موضوعا آخر ومحل اهتمام في حدث "دور رائدات الأعمال في خطة التنمية للبلاد" والتي تحدثت "عربلو" في نهايتها عن دور المرأة في الدول النامية وقالت:
إن دور المرأة في إدارة واقتصاد الدول النامية، وخاصة في مجالات الإنتاج والتجارة، أقوى بكثير من دور الدول المتقدمة.
وأظهر هذا الحدث، الذي يؤكد على أهمية تمكين المرأة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، بأنها لا تستطيع فقط اتخاذ خطوات نحو تقدم البلاد، بل يمكنها أن تلعب دورًا في تشكيل مستقبل أكثر نجاحًا للبلاد من خلال تغيير المواقف والمناهج الثقافية.