وبحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الخارجية الألمانية، فقد صدرت هذه الدولة نحو 94 مليون يورو (ما يعادل 101.5 مليون دولار) من المعدات العسكرية إلى إسرائيل في الأشهر الثلاثة الماضية.

وتظهر هذه المعلومات أن الحكومة الألمانية وسعت سياستها في هذا المجال من خلال الموافقة على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

ونشرت هذه الأرقام ردا على سؤال من حزب "Bundenis Sahra Wagenknecht" اليساري (BSW). وهذا المبلغ هو تقريبًا ضعف الرقم الذي أبلغته وزارة الشؤون الاقتصادية الألمانية الأسبوع الماضي إلى اللجنة الاقتصادية في برلمان هذا البلد.

ووصف ممثل حزب BSW سيفيم داجديلين هذا الإجراء الذي اتخذته الحكومة الألمانية بأنه "غير مسؤول" ودعا إلى وقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل.

وشدد في مقابلة مع وسائل إعلام محلية على أن "الحكومة الائتلافية الألمانية من خلال إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، تؤجج جرائم الحرب في غزة ولبنان، بدلا من مراعاة رغبة غالبية الناس في فرض حظر على الأسلحة".

واستأنفت الحكومة الألمانية مؤخرا بيع المعدات العسكرية لإسرائيل بعد حصولها على تأكيدات من تل أبيب بأن القوانين الدولية ستتبع في استخدام الأسلحة الألمانية.

وفي وقت سابق من شهر مارس، أوقفت ألمانيا مبيعات الأسلحة لإسرائيل في أعقاب الدعوى التي رفعتها نيكاراغوا ضد برلين في محكمة العدل الدولية بتهمة المساعدة في "الإبادة الجماعية" في غزة.

ودافعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن سياسة حكومتها في هذا الصدد، وقالت إن جميع صادرات الأسلحة إلى إسرائيل تتم بعد فحص دقيق ووفقًا للقانون الدولي. وأكد في مؤتمر صحفي في باريس: "لقد درسنا كل حالة بعناية وسنواصل القيام بذلك". هناك قواعد خاصة للصادرات العسكرية إلى أطراف ثالثة، بما في ذلك إسرائيل”.

وكانت ألمانيا لفترة طويلة حليفاً رئيسياً لإسرائيل، ولقد أكد المستشار أولاف شولتز مراراً وتكراراً على مسؤولية ألمانيا الخاصة عن أمن النظام الإسرائيلي بسبب ماضيه النازي. لكن النقاد يعتقدون أن دعم ألمانيا القاطع لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد عرّض مصداقية برلين الدولية للخطر وزاد من عزلتها على المسرح العالمي.

ومنذ بداية الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 43 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من 100 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال. وتواجه إسرائيل حاليًا قضية أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية المزعومة في غزة، حيث لا يزال ملايين الفلسطينيين يعيشون في ظروف مزرية مثل نقص الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية الأخرى.

المصدر: pars today