وبحسب موقع بارس اليوم، كتبت صحيفة طهران تايمز الدولية في مقال تحلل فيه سلوك وسائل الإعلام الغربية في الأخبار المتعلقة بالعميد اسماعيل قآاني الحياد والصدق هما الركيزتان الأساسيتان للصحافة المسؤولة، أو على الأقل يقال ذلك، ومع ذلك، في وسائل الإعلام الغربية، فإن المحسوبية العلنية للنظام الإسرائيلي والالتزام الذي لا جدال فيه بمصالحه، بأي ثمن، أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى.
يذكر ان وسائل الاعلام الغربية أصبحت جهات فاعلة في تبييض وجه نظام يرتكب أعمالا لا يمكن تصورها ضد الإنسانية. وهذا الاتجاه المخزي، الذي كان محدوداً في السابق على الأقل بقدر ضئيل من الأخلاق الصحفية، تحول الآن إلى تزييف تام للأخبار. وحتى المبدأ البسيط المتمثل في تجنب الأكاذيب الصارخة والمتكررة تم التخلي عنه في العام الماضي.
في البداية، ترددت أنباء عن استشهاد اللواء إسماعيل قاآني في غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني جنوب بيروت، ما أدى إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم 5 مهر. وأكد الحرس الثوري الإيراني أن أحد كبار قادته، سردار نيلفروشان، استشهد أيضاً في هذا الهجوم.
وبعد التعرف على جثث ضحايا هذا الهجوم الإسرائيلي، نشرت وسائل الإعلام الغربية موجة جديدة من المعلومات الكاذبة. وزعموا أن اللواء قاآني أصيب بجروح خطيرة في هذا الهجوم لكنه نجا. ثم تم تعزيز هذه الأخبار الكاذبة من خلال الادعاء بأن قائد فيلق القدس عاد إلى طهران على متن طائرة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي قام برحلة قصيرة إلى بيروت.
وعندما رد مسؤول رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني أخيراً على الشائعات حول صحة قاآني ونفى بشكل قاطع استشهاده أو إصابته، اضطرت وسائل الإعلام الغربية إلى اختلاق كذبة أخرى. هذه المرة، جاءت القصة الخيالية من الموقع الإخباري Middle East Eye، وهو موقع مقره في المملكة المتحدة ويقال ان الحكومة القطرية هي التي ترعى هذا الموقع.
وذهبت وسائل إعلام أخرى إلى أبعد من ذلك وادعت أن قاآني أصيب "بأزمة قلبية" أثناء الاستجواب. لكن القائد، الذي وردت أنباء عن مقتله وجرحه واعتقاله خلال أسبوعين فقط، ظهر في حفل عام يوم الثلاثاء الماضي.
وشارك قاآني في مراسم دفن الشهيدة نيلفروشان مع زملائه في الحرس الثوري ومسؤولين آخرين، وبدا بصحة جيدة وهادئاً تماماً. وشوهد وهو يصلي ويتحدث مع جمهور آخر، ونفى كل مزاعم وسائل الإعلام الغربية في الأيام الأخيرة.
ماذا يفعل الإعلام الغربي؟
ومن المعروف أن اللواء قااني، مثل سلفه الشهيد سليماني، أقل ظهورا في الأماكن العامة ولا يتفاعل مع وسائل الإعلام. عادة ما يتم رؤية الأشخاص مثله فقط في المناسبات الرسمية التي يتواجد فيها المسؤولون الإيرانيون على جميع المستويات. لذلك كان من السخافة منذ البداية أن تحاول وسائل الإعلام الغربية التشكيك في مكان وجوده من خلال تسليط الضوء على "غيابه الطويل عن الرأي العام".
من جهته قال الخبير في شؤون غرب آسيا رضا صدر الحسيني: "أعتقد أنه بالإضافة إلى محاولة إضعاف معنويات قوى المقاومة، فإن وسائل الإعلام الغربية، بالتعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، حاولت تتبع إسقاط قاآني وأنشطته، لأن جمع المعلومات عن قادة قوات المقاومة في القدس أمر بالغ الصعوبة".
وحذر هذا الخبير من أن مثل هذا التعاون الوثيق والمتكرر مع وكالات التجسس سيضر بشكل لا رجعة فيه بمصداقية وسائل الإعلام الغربية؛ وهي العملية التي بدأت بالفعل.
إن ثقة الجمهور في وسائل الإعلام الغربية تتآكل بسرعة، مثل رويترز ونيويورك تايمز، التي كانت تعتبر ذات يوم مصادر موثوقة للمعلومات، تواجه الآن شكوكاً متزايدة بسبب ميلها الواضح إلى تشويه الحقيقة. إن أيام القبول الأعمى لرواياتهم تقترب من نهايتها مع تزايد عدد الأشخاص الذين يبحثون عن مصادر بديلة للمعلومات.
المصدر: pars today