وقال علي باقري، القائم بأعمال وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، يوم الخميس بالتوقيت المحلي في تصريح للصحفيين في نيويورك: للأسف، في الظروف الراهنة بالمنطقة، مازالت الجرائم والإبادة الجماعية مستمرة من قبل الصهاينة في غزة وفي بعض الأوقات تتجلى هذه الجرائم بشكل أكثر كثافة.
وأضاف: هناك مسألة أخرى وهي التهديد الذي يشكله الصهاينة المعتدون والمحتلون على لبنان. فبين الحين والآخر، خلال الفترة الأخيرة، يثيرون تهديدات ضد لبنان، وأن هناك امكانية واحتمالا بشن هجوم عسكري على لبنان.
وقال: لذلك فإن الاوضاع في المنطقة هي اوضاع خاصة وحساسة للغاية. في هذه المرحلة، انعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، ونظرا لأهمية هذه القضية وقضية التهديد ضد لبنان وكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة تلعب دورا جديا وفعالا في المنطقة وتطوراتها وعملياتها الأساسية، فقد تم اتخاذ القرار بان نشارك في هذا الاجتماع لمجلس الأمن.
وتابع باقري: وفي الإطار نفسه، تمت مناقشة مواقف ووجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن ضرورة إرغام الكيان الصهيوني على وقف وإنهاء أعمال الإبادة الجماعية والجرائم في غزة بشكل فوري وغير مشروط، وكذلك تم تبيين العواقب والنتائج التي ستطال الصهاينة فيما لو ارتكبوا خطأ استراتيجيا بمهاجمة لبنان.
وأضاف القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: في هذا الاجتماع تم التأكيد على أن الصهاينة يقتلون ويجرحون 20 فلسطينيا مظلوما كل ساعة تقريبا، ولا ينبغي للعالم أن يبقى صامتا وسلبيا إزاء هذه الجرائم المستمرة وإلا ستصبح أمرا طبيعيا. ولأن الصهاينة يتصرفون بطريقة تجعل هذه الجرائم عادية، فطبيعتهم الاجرامية، يريدون أن يبدو الأمر عاديا أمام الرأي العام العالمي.
وأضاف: إن الدول الأخرى التي شاركت في هذا الاجتماع أكدت أنه في كل الأحوال هناك حاجة جدية لاستخدام كافة القدرات والأدوات من أجل إرغام الكيان الصهيوني على وقف الجرائم والإبادة الجماعية في غزة.
وقال باقري: في الإطار نفسه، جرت لقاءات مع بعض المسؤولين ، على هامش اجتماعات مجلس الأمن، وكانت لقاءات جيدة، وفي هذا الصدد، تم تبادل وجهات النظر وتبلور نوع من التآزر والتكاتف بين جمهورية إيران الإسلامية وهذه الدول من أجل بذل جهد أكثر ترابطا وتآزرا في هذا المجال.
وتابع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني أيضًا أنه: بالإضافة إلى هذا الاجتماع، عقد مجلس الأمن اجتماعًا آخر بعنوان التعددية.
وأوضح باقري: كما تعلمون، فإن الأميركيين اليوم، كزعيم للأحادية، فشلوا في ادعاءاتهم بأن الأحادية يمكن أن تحقق السلام والاستقرار والأمن في العالم، وعمليا عبّرت أميركا عن نفسها في مختلف القضايا الدولية، سواء فيما يتعلق بتطورات المفاوضات النووية لجمهورية إيران الإسلامية او القضية الفلسطينية او العدوان الصهيوني على غزة، أنها ليست فقط غير قادرة على أن تكون جزءاً من الحل، بل إنها تشكل العقبة الرئيسية.
واضاف القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: في قضيتنا النووية، الأمريكيون هم الذين انسحبوا من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وعطلوا المسار بالكامل، أو في قضية غزة، فان الأمريكيين بإرسالهم الأسلحة الفتاكة والمتطورة والمعدات العسكرية هم العنصر الاساسي في تقوية بل وتشجيع الصهاينة على ارتكاب المزيد من الجرائم في غزة، وبالتالي لا يمكنهم لعب دور الوسيط المحايد في هذه الساحة.
وأكد باقري: لذلك، وصلت الأحادية إلى طريق مسدود في طريق تحقيق السلام والاستقرار، فيما التعددية لها مظاهر أكثر وضوحا في هذا الوقت.
وتابع: بالنظر إلى إضفاء الطابع الرسمي على عضوية جمهورية إيران الإسلامية في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، فمن الطبيعي أن تظهر إيران في موقف أحدث وأكثر فعالية على الساحة الدولية في الوضع الحالي. وباستخدام هذه القدرات تحاول التعددية أن تكون قادرة على إيجاد حلول للقضايا والأزمات العالمية الهامة بالتعاون مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي واتخاذ تدابير جادة في هذا الاتجاه في مجال تحقيق الاستقرار.
وقال باقري: إن إحدى المناقشات الجادة التي تابعناها سواء في اجتماع فلسطين أو في اجتماع التعددية كانت أن المقاومة في منطقة غرب آسيا اليوم أصبحت فاعلاً وعنصر استقرار لا يمكن إنكاره، وهذا الامر لمسه الجميع بصورة اكثر جدية وموضوعية خلال هذه الأشهر التسعة الماضية على الغزو الصهيوني لغزة والجرائم والإبادة الجماعية التي يرتكبها.
وأضاف: لذلك بذلنا في كلا الاجتماعين جهداً جاداً لنوضح لأعضاء المجتمع الدولي الآخرين حقيقة أن المقاومة عنصر أساسي وفعال في المنطقة وعنصر يلعب دوراً أساسياً في خلق الاستقرار وفي ديمومة الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد بينت هذه الحقيقة، بان ما تقوم به المقاومة على المستوى الإقليمي هو منع الصهاينة من مواصلة عدوانهم وتكثيف الإبادة الجماعية في المنطقة، وفي هذا المجال تم اتخاذ إجراءات جدية من قبل تيارات المقاومة على المستوى الإقليمي؛ وهنالك على وجه الخصوص، امر لعب دورًا في هذا الوقت وهو تضافر جهود تيارات المقاومة في مواجهة الصهاينة الذين هم العنصر الأساسي لزعزعة أمن المنطقة واثارة التوتر والأزمات وممارسة الاحتلال والاجرام على مدى الاعوام الماضية، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى.
وتابع وزير الخارجية الإيراني بالإنابة: بالطبع أكدنا في هذه اللقاءات على العملية الباعثة على الاستقرار التي نفذتها الجمهورية الاسلامية الايرانية تحت عنوان "الوعد الصادق"، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستخدم كافة إمكاناتها لتعزيز الاستقرار في المنطقة وكان الدليل الرئيسي لدينا هو أن إيران، بغض النظر عن التوجهات التي اتبعتها بعض القوى في هذا المجال، ومن اجل ان تتمكن فقط من إعادة الاستقرار والأمن والسلام إلى المنطقة، تجاه العمل العدواني والإجرامي المتمثل بعملية مهاجمة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية (القنصلية الايرانية) في دمشق فقد استخدمت بشكل فعال مكونات قدرتها لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وذكّر باقري: على هامش هذين الاجتماعين (لمجلس الأمن الدولي) وأثناء تواجدنا في نيويورك، تم استخدام قدرة الدبلوماسية العامة بشكل فعال. في المقابلة التي أجريناها مع مجلة "نيوزويك" وأحد برامج شبكة "سي إن إن" الذي يتابعه جمهور كبير، تناولنا آراء وتوجهات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه القضايا الدولية المهمة، فضلا عن المناقشات حول قضايا إيران الداخلية في الرأي العام في الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بإجراء الانتخابات الرئاسية في جمهورية إيران الإسلامية، حيث قمنا بطرح هذه القضايا وشرحنا وجهات نظر الجانب الإيراني للجمهور الأمريكي والجماهير في أجزاء أخرى من العالم، وفي رأيي، كانت عملية الدبلوماسية العامة نشط للغاية خلال هذه الرحلة ولعبت دورًا فعالًا ومهمًا.
وقال: كما عقدنا لقاءات مع بعض مسؤولي المؤسسات الدولية ، الصليب الأحمر والشؤون الإنسانية، الذين تقدموا بطلب جدي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، نظرا للإمكانات التي تمتلكها على المستوى الإقليمي، لمساعدتها على القيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية، سواء في قضية غزة، أو في مناطق أخرى على المستوى الإقليمي، مثل أفغانستان أو اليمن.
وأضاف باقري: مثلما ذكر بصراحة من قبل، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستخدم بالتأكيد قدراتها لدعم المساعدة الإنسانية من قبل المنظمات الدولية وفي هذا المجال، ستكون داعمة ومساعدة لها لأن القضايا الإنسانية بالنسبة لنا ليست هدفا ونهجا سياسيا بل منظور حقيقي، وكان لهذا النهج والاهتمام من جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية أهمية كبيرة بالنسبة لمسؤولي هذه المؤسسات.
وأشار القائم بأعمال وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية إلى أنه التقى بالعديد من وزراء الخارجية الحاضرين في اجتماعات مجلس الأمن وقال: جرت مناقشات جيدة جداً مع الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي وزير خارجية المجر، سواء حول العلاقات الثنائية مع المجر أو مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى القضايا الهامة المتعلقة بأوروبا والشؤون الدولية، وخاصة قضية الحرب الصهيونية على غزة، فضلاً عن التهديدات التي يوجهها الصهاينة إلى لبنان.
وقال: أجرينا محادثات جيدة للغاية مع وزير خارجية الكويت، حيث أكد الأصدقاء الكويتيون رغبة الكويت الجادة في تعزيز علاقات بلادهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف المجالات.
وأضاف باقري: لقد عقدنا أيضاً لقاء مطولاً مع وزير خارجية لبنان، لأن علاقتنا مع لبنان تاريخية ومميزة على أية حال. تبادلنا الآراء في مجالات مختلفة، وكان هذا اللقاء جيداً جداً وفعالاً في رأيي.
وفي الختام قال وزير الخارجية الإيراني بالإنابة: آمل أن يكون وجود الوفد الإيراني في نيويورك لبضعة أيام قد أظهر القدرات الجديدة لدبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحقيق أهداف السياسة الخارجية، وان نكون قد تمكنا بصورة جيدة ومؤثرة من إزالة الغبار ونقاط الغموض لدى الرأي العام، خاصة الراي العام الاميركي حول مختلف القضايا مع إيران، وذلك عبر وسائل الإعلام خلال هذه الفترة.