وأوضح عباس، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أنّ استخدام واشنطن "الفيتو" يشكل عدواناً سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى تاريخه، وأرضه، ومقدساته، وتحدياً لإرادة المجتمع الدولي.
وأضاف أنّ "الولايات المتحدة تستمر في دعمها الاحتلال، ولا تزال ترفض إلزام "إسرائيل" بوقف حرب الإبادة، وتزودها بالسلاح والمال، وتقف ضدنا في المحافل الدولية، وتتخذ مواقف لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
وأوضح أنه تم العمل مع المجموعة العربية، وعدد من الدول الأوروبية، على خلق مناخ يؤدي إلى وقف الحرب، وإيجاد رؤية مشتركة، تُنهي عدم الاستقرار والتوتر، لكن الموقف الأميركي لم يكن سوى الاستخفاف والرفض لكل رؤية لا تلائم "إسرائيل".
وشدد على ضرورة أن تدرك الولايات المتحدة أن الشرق الأوسط لن يستقر من دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وأن القدس، بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، خط أحمر، لن يُسمح لأحد بتجاوزه.
وأوضح أن مواقف الإدارة المعادية خلقت غضباً غير مسبوق لدى الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، على نحو يمكن أن يدفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار، وتعزيز الفوضى والإرهاب.
وحذر عباس من أن حرب الإبادة المستمرة على الشعب الفلسطيني، بالترافق مع حملة مسعورة على "الأونروا"، هادفة إلى تجويع الشعب الفلسطيني، سوف تدفعان المنطقة إلى شفا الهاوية.
وشدد عباس على أنّ القيادة الفلسطينية سوف تعيد النظر في العلاقات الثنائية بالولايات المتحدة، على نحو يضمن حماية مصالح شعبنا وقضيتنا وحقوقنا.
وحذّر من أن كل المنطقة في مهب الريح من دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وفق المفاهيم الفلسطينية والعربية والدولية، محمّلاً الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في المنطقة.
وثمّن الرئيس الفلسطيني مواقف جميع دول العالم التي تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتعترف بها، مشيراً إلى موقف جمهورية باربادوس، التي اعترفت بدولة فلسطين، "متمردةً على الروح الاستعمارية الأمريكية".
يُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية أسقطت قراراً يدعو إلى قبول عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، مستخدمةً حقها في النقض "الفيتو"، في أثناء جلسة مجلس الأمن الدولي، الخميس، مانعةً صدور قرارٍ يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الأممية.
مشروع القرار، الذي قدّمته الجزائر، حظي بتأييد 12 عضواً من أصل 15، وامتنعت كل من بريطانيا وسويسرا عن التصويت، بينما عارضته الولايات المتّحدة، إذ استغلت امتلاكها حق "الفيتو"، كونها إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، لتمنع صدور القرار.
ويُوصي القرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بـ"قبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة"، وأكد مندوب الجزائر في الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بعد "الفيتو" الأميركي، أنّ "فشل مشروع القرار سيُلحق عاراً دائماً بالأمم المتحدة"، مُضيفاً أنّ عدم التصويت على القرار "عار أبدي، وخطأ جسيم لا يُغتفر".