وبررت الصحيفة ذلك بأنّ "إسرائيل" سبق أن دفعت الثمن الذي لا يُطاق، مضيفةً: "1200 قُتلوا في يوم واحد. و300 جندي سقطوا في المعارك في قطاع غزة، ونحن في مرحلة لا توجد فيها فرصة لتحقيق نصر شامل".
وفي مقالة للمعلق السياسي بن درور يميني بعنوان "إذا كانت اللحظة الحاسمة قد حانت بالفعل، يجب قول نعم"، رأت الصحيفة أنه بعد كل ما سبق لا يمكن اعتبار أي شيء انتصاراً، موضحةً أنّ أسابيع أو أشهراً إضافية من القتال لن تغيّر الصورة بشكل جذري، وأن تحرير الأسرى الذين تخلت عنهم "إسرائيل" هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجلب بعض العزاء للعائلات.
واعتبرت الصحيفة أنه "ما من سبب للاحتفال، لأن هذه ليست سوى البداية"، مشيرةً إلى أنه لو تم تنفيذ الاتفاق فقد يصل عدد من الأسرى إلى "إسرائيل" ويبقى عدد آخر في يد حماس، وبعدما استلزم الوصول إلى الصفقة الحالية عدة أشهر، قد تكلف صفقة أخرى معاناة أشدّ.
نتنياهو جعل "إسرائيل" أضعف
ورأت الصحيفة أن الجميع يجدون صعوبة في فهم قرارات نتنياهو، معتبرةً أنه "لم يجعل إسرائيل قوية، بل جعلها أضعف بكثير"، واعتبرت أن كل ما كان بإمكانها فعله بنفسها وكسب الكثير من النقاط اضطر نتنياهو إلى القيام به تحت الضغط، ولم يبادر إلى أي شيء، بل كان دائماً يُجَرّ.
وأكدت الصحيفة أنه "لا يوجد خطأ استراتيجي واحد تخلى عنه نتنياهو"، موضحةً أنّ "هذا مثير للغيظ أكثر، لأن على المرء أن يكون أعمى كلياً حتى لا يفهم أن الرأي العام الدولي لن يبقى غير مبالٍ بمشاهد الخراب والتدمير في قطاع غزة".
ورأت "يديعوت أحرونوت" أن "إسرائيل" فشلت في تحميل مسؤولية الدمار لحماس، وأن الرأي العام في العالم يتهمها، ولا يتهم حماس، وأن الأعمى وحده هو من لا يرى تأثير ذلك في موقف الإدارة الأميركية.
وتابعت: "نتنياهو لديه أذنان ولا يسمع، ولديه عينان وهو يرفض أن يرى، ولديه عقل وهو يرفض أن يفهم"، مشيرةً إلى تبدل الأدوار، "فبعد أن قيل عن جيراننا إنهم لا يفهمون سوى القوة. اليوم، نتنياهو هو الذي لا يفهم سوى الضغط".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن التقديرات تشير إلى أنّ موافقة حماس على الصفقة هي المفاجأة، في الوقت الذي تحصل على مطالبها من دون صفقة: "إسرائيل" في عزلة دولية، والتظاهرات المؤيدة لحماس مستمرة، ووجود "الجيش" الإسرائيلي في قطاع غزة بين صفر ورمزي، ومقاتلو حماس يعودون أينما يخلي "الجيش" الإسرائيلي.
وتابعت الصحيفة" "الوقت في مصلحة حماس.. فما الذي سيدفعها للاستعجال؟".