وأشارت الصحيفة إلى أنه "من الممكن أن تكون زيمبابوي أيضاً على وشك القيام بالشيء نفسه"، محذّرة من أن "الجفاف وصل إلى دول بوتسوانا وأنجولا من الغرب، وموزمبيق ومدغشقر من الشرق".
وأضافت: "قبل عام، تعرّضت معظم هذه المنطقة للعواصف الاستوائية والفيضانات القاتلة.. إنها في خضم حلقة مناخية مفرغة: أمطار غزيرة ثمّ لا تكون كافية.. إنها قصة الظواهر المناخية المتطرفة التي يقول العلماء إنها أصبحت أكثر تواتراً وأكثر ضرراً، خاصة بالنسبة للأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم".
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن هناك "أزمات متداخلة" من الطقس المتطرف في شرق أفريقيا وجنوبها، حيث تتأرجح المنطقتان بين العواصف والفيضانات والحرارة والجفاف منذ العام الماضي.
وبحسب ما تنشر الصحيفة في مقالها ففي الجنوب الأفريقي، "يحتاج ما يقدر بنحو 9 ملايين شخص، نصفهم من الأطفال، إلى المساعدة في ملاوي. وقالت اليونيسف إن أكثر من 6 ملايين شخص في زامبيا، منهم 3 ملايين طفل، تأثروا بالجفاف. ويمثّل هذا ما يقرب من نصف سكان ملاوي و30% من سكان زامبيا".
وقالت إيفا كاديلي، المديرة الإقليمية للـ"يونيسيف": "من المؤسف أنه من المتوقع أن يصبح الطقس المتطرف هو القاعدة في شرق وجنوب أفريقيا في السنوات المقبلة".
وأوضحت الصحيفة أنه "في حين أن تغيّر المناخ من صنع الإنسان أدى إلى مزيد من التقلبات المناخية على مستوى العالم، إلا أن هناك شيئاً آخر يصيب جنوب أفريقيا بالجفاف هذا العام".
ووفق "بوليتيكو"، فإن "ظاهرة النينيو، وهي ظاهرة مناخية تحدث بشكل طبيعي وتؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة أجزاء من المحيط الهادئ كل سنتين إلى 7 سنوات، لها تأثيرات متنوعة على الطقس في العالم. وفي الجنوب الأفريقي، يعني هطول الأمطار أقل من المتوسط، وأحياناً الجفاف، ويُلقى باللوم عليها في الوضع الحالي".
وتقول الصحيفة إن التأثير الأكثر خطورة سيكون بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في مانغوي، حيث تشتهر المنطقة بالجفاف. ويزرع الناس محاصيل الذرة الرفيعة والدخن اللؤلؤي، وهي محاصيل مقاومة للجفاف وتوفر فرصة للحصاد، لكنها فشلت حتى في تحمّل الظروف هذا العام".
وقالت فرانشيسكا إرديلمان، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في زيمبابوي: "محصول العام الماضي كان سيئاً، لكن هذا الموسم أسوأ". وأضافت: "هذا ليس ظرفاً عادياً".
ومع شطب محصول هذا العام، لن يتمكّن الملايين في زيمبابوي وجنوب ملاوي وموزمبيق ومدغشقر من إطعام أنفسهم بشكل جيد حتى عام 2025.
ويقدّر نظام الإنذار المبكر بالمجاعة التابع لـ"الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" أن "20 مليون شخص سيحتاجون إلى إغاثة غذائية في جنوب أفريقيا في عام 2025، والأشهر القليلة الأولى من عام 2024".
وذكرت الصحيفة أنه "لن يحصل الكثيرون على هذه المساعدة، لأن وكالات الإغاثة لديها أيضاً موارد محدودة وسط أزمة الجوع العالمية وخفض التمويل الإنساني من قبل الحكومات".