وصادف يوم 25 أيلول/سبتمبر الذكرى السنوية الـ 131 لـ “المجزرة” التي نفذت ضد الشيعة الهزاره في أرزغان ومناطق أخرى بأمر من عبد الرحمان خان، أمير أفغانستان آنذاك.
ويصف النشطاء الاجتماعيون للهزاره هذا اليوم بيوم “الإبادة الجماعية” و“المذبحة” التي ارتكبت ضد الهزاره.
وحيا المواطنون الهزاره من خلال هاشتاق “أوقفوا الإبادة الجماعية للهزارة” وكذلك السياسيون الهزارة من خلال بيانات، هذا اليوم.
وقبل 131 عاما وفي 25 أيلول/سبتمبر 1892، اقتحمت قوات ملك أفغانستان عبد الرحمان، آخر معاقل وخطوط المقاومة للهزارة الأفغان في منطقة ارزغان وأرتكتب “مجزرة” ضد الهزاره الشيعة حسبما تفيد الوثائق التاريخية.
ويظهر عدد من الوثائق التاريخية أن 400 ألف أسرة من الهزاره تعرضت للقتل والإبادة في الهجوم الذي شنته قوات عبد الرحمان التي اغتصبت أراضيهم ووهبتها للبشتون وسبيت نساؤهم وفتياتهم الشابات، جواري.
وألقى الكثير من ردود الأفغال في الذكرى الـ 131 لهذه الكارثة، الضوء على الوضع الجاري للهزاره تحت سلطة طالبان، نشير في هذا التقرير إلى بعض منها.
استمرار المذابح ضد الهزاره تحت سلطة طالبان
وبهذه المناسبة، تطرق الهزارة في أرزغان والمواطنون والسياسيون الهزاره وأكثر من أي وقت مضى، إلى الوضع الحالي الذي يمر به الهزارة الخاضعين لهيمنة طالبان.
وأشار العديد من النشطاء الثقافيين والسياسيين لمجتمع الهزارة إلى الحملات التي تشن ضدهم في مختلف مناطق أفغانستان ليقولوا أن “الإبادة الجماعية للهزاره” قائمة على قدم وساق في الوقت الحاضر أيضا.
وقال الدكتور محمد أمين أحمدي، الباحث والأكاديمي ومن السكان الأصليين لمنطقة ارزغان في هذه الذكرى: “أتذكر المقاساة الهائلة للناجين الذين تتعرض حياتهم على مدى 131 عاما لعدم المساواة وعذاب التشرد من الوطن، وباتوا كاللاجئين الفلسطينيين، مشردين في أصقاع الأرض ونازحين في داخل البلاد.”
وأضاف: “أتذكر النزوح والقتل المتكرر لتلك الفئة من الناجين الذين نزحوا منذ ربيع 1979 حتى 2009، وانتشروا وتبعثروا في هذه الأرض الشاسعة وفي وضع لا يُحسد عليه وهم يقاسون من عدم المساواة والتمييز الصارخ في أرض آبائهم وأجدادهم.”
وكتب داود ناجي، الناشط السياسي والثقافي للهزارة بهذه المناسبة: “إن الإبادة الجماعية للهزاره، تتكرر على مدى 131 عاما بين الفينة والفينة، في مزار شريف وفي يكه ولنغ وفي ميرزا أولنغ وأماكن أخرى.”
أما عارف رحماني، العضو السابق بمجلس النواب في الحكومة الأفغانية السابقة فقد كتب يقول: “المؤسف أن هذه الجريمة النكراء (مذبحة الهزاره) لم تتوقف البتة. ويواجه الهزارة حتى يومنا هذا، هجمات وأعمال عنف منتظمة. وفي عهد طالبان بالذات، داهم الرُحَّل عدة قرى في أرجاء هزارستان، ومارسوا السرقة ونهب وسلب المحاصيل الزراعية وإبادة الماشية.”
وقبل يوم واحد من حلول الذكرى السنوية لـ “مذبحة الهزاره” أصدر حزب الوحدة الاسلامية الأفغاني بيانا تناول فيه ما يجري حاليا في منطقة ارزغان وتحت سلطة طالبان في أنحاء البلاد.
وقال الحزب في بيانه أن ما يحدث في ارزغان هو “استمرار للإبادة الجماعية للهزارة” والتي استمرت “منذ “الماضي السحيق وإلى هذا اليوم، وهي تجري حاليا بشكل سافر تحت سلطة طالبان.”
وأضاف حزب الوحدة الاسلامية الأفغاني أن هذه الحوادث في ارزغان، تشكل جزء من مسار عام يخضع لإدارة طالبان، يواجه فيه الهزارة تمييزا ممنهجا ويحرمون من جميع حقوق المواطنة.”
الطلب بالاعتراف رسميا بإبادة الأجيال
وفي الذكرى السنوية الـ 131 لـ “مذبحة الهزاره”، طالب عدد من التيارات السياسية والمواطنين الأفغان الأمم المتحدة ودول العالم بان تعترف رسميا بوقوع “الإبادة الجماعية” ضد الهزاره.
وطالب حزب المؤتمر الوطني الأفغاني بقيادة عبد اللطيف بدرام، في بيان بالاعتراف بـ “الإبادة الجماعية للهزاره” و تسمية يوم 25 سبتمبر في التقويم الرسمي لأفغانستان ب”يوم الإبادة الجماعية للهزاره”.
وجاء في البيان أن “400 ألف أسرة من الهزاره، قتلوا بقسوة على يد جيش عبد الرحمان في أرزغان، ونهبت وسلبت ممتلكاتهم ووزعت أراضيهم على البشتون،”
وأضاف أن الهزاره في ذلك الزمان، رُحّلوا من أرض آبائهم وأجدادهم، وأن العديد من نسائهم وفتياتهم وشبابهم، سبيوا كأسرى وجواري وبيعوا في أسواق الرق في كابل وقندوز وقندهار وكويتة.
وأكد أن “الجريمة التي اجترحها الملك المجرم وحكامه بمن فيهم عبد القدوس خان، ضد الهزاره، هي مصداق حقيقي وغير قابل للرفض لإبادة الأجيال.”
كما طالبت مؤسسة تُعرف بـ “مركز الاتحاد الدولي للهزاره”، الأمم المتحدة بالاعتراف بـ “إبادة نسل الهزاره”.
وقال المركز أن مذابح مماثلة لما جرى من قتل جماعي للهزاره في أفغانستان، وقعت في جميع أرجاء العالم، واعتبرت إبادة جاعية، بيد أن العدالة لم تُطبق لحد الان على الهزاره.
وقد خرج الهزاره لحد الان في مسيرات حاشدة في مناطق مختلفة من العالم احتجاجا على الهجمات القاتلة التي تعرضوا لها، وطالبوا بالاعتراف بـ “الإبادة الجماعية للهزارة.”
لكن دول العالم والأمم المتحدة ورغم أنهم اعتبروا مرارا الهجمات التي تستهدف الهزارة بانها تقع على خلفية “عرقية” و “مذهبية” وهي “جرائم ممنهجة”، غير أنهم لم يعترفوا بعد بـ “الإبادة الجماعية للهزاره” في أفغانستان.