الصحيفة ذكّرت بتصريحات رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، الذي أكّد أنّ "أفريقيا لن تكون أبداً بيدقاً بين الشرق والغرب"، كما كانت خلال حقبة الحرب الباردة.

الصحيفة البريطانية قالت إنّ "رئيس جنوب أفريقيا يتطلّع الآن إلى منع إعادة هذه الحقبة من التاريخ من خلال قيادة وفد طموح من قادة القارة يسعى للتوسط في اتفاق سلام أوروبي وإنهاء الأزمة في أوكرانيا".

ووفق الصحيفة فإنّ "اتفاق السلام الذي يريد أن يبرمه قادة أفريقيا يستمد شرعيته من تأثير الحرب على أسعار الغذاء والأسمدة عالمياً".

وأشارت "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أنّ "القادة الأفارقة لديهم مواقف مختلفة بشأن العملية العسكرية الروسية، إلا أنّهم سعوا جميعاً إلى تأكيد حيادهم تجاه الحرب".

وتواجه جنوب أفريقيا انتقادات غربية منذ بداية الحرب في أوكرانيا بسبب قربها من موسكو، وموقفها المحايد من هذه الحرب.

وتؤكد بريتوريا أنها تتبنّى موقفاً "محايداً" و"ترفض الانضمام إلى الدعوات الغربية لمهاجمة روسيا"، مؤكدةً أنها تريد "تعزيز الحوار". 

وذكّرت الصحيفة بموقف رئيس السنغال، ماكي سال الذي صرّح بأنّ "أفريقيا لا تريد أن تكون مُتحالفة مع أيّ طرفٍ من أطراف هذا الصراع"، مضيفاً: "من الواضح جداً أننا نريد السلام، وهذا هو الموقف الأفريقي".

ومن المتوقّع أن يقود الرئيس السنغالي ماكي سال ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا وفداً سيتوجّه إلى كييف اليوم الجمعة ثم سان بطرسبورغ غداً السبت، وذلك في إطار جهود أفريقية للوساطة من أجل وقف الحرب.

ويضمّ الوفد قادة من زامبيا وجزر القمر ورئيس الوزراء المصري، ومن المتوقّع أن يجتمع الزعماء مع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين.

وفي 16 أيار/مايو الماضي، أعلنت جنوب أفريقيا، أنّ الرئيسين الروسي والأوكراني وافقا على استقبال بعثة أفريقية لبحث خطة سلام محتملة لحل الصراع في أوكرانيا.

وتأتي زيارة القادة الأفارقة في الوقت الذي تتطلع فيه روسيا بشكلٍ متزايد إلى دول "الجنوب العالمي" كمخرجٍ من العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو، وفق "فايننشال تايمز" البريطانية.

يُذكر أنّ روسيا تجمعها علاقات قوية مع العديد من الدول الأفريقية إذ يرجع تاريخ تلك العلاقات إلى الحقبة السوفياتية.

وقبل أيام، ناقشت الهند وجنوب أفريقيا هاتفياً مبادرة السلام الأفريقية بشأن الحرب في أوكرانيا.

وكان وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، قد أجرى زيارةً إلى عدّة دول أفريقية وبحث العلاقات المشتركة معها.