وأشار امام الجمعة في بغداد إلى أوضاع العراق، قائلا: يوجد فساد في السلك المالي والإداري في العراق، موضحا أن المواقع والمناصب المختلفة في العراق أبتليت بمشكلة الفساد والسبب الأساسي وراء هذا الأمر هو عدم وجود عقيدة راسخة لأن الأمة التي تريد بناء وطن يجب أن تمتلك عقيدة تفوق المصالح الشخصية، فالنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بدء في المدينة مع عدد قليل من المسلمين وتمكن من بناء تلك الحضارة الكبيرة والتي اليوم يعد المسلمين اكثر من ميلياري انسان مسلم.
وأضاف آية الله المجاهد السيد ياسين الموسوي أن هذا حصل بسبب أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أراد أن يبني أمة وليس بناء شخص او حزب او قبيلة، محذرا المسؤولين في العراق بأن البلد على شفا حفرة من الهاوية فإن لم تغيروا طريقة ادارتكم للبلد وتبقوا على حسابات شخصية فإن البلد ينهار.
وأشار الى التطورات العالمية، قائلا: أن هناك مؤشرات تؤكد أن البلدان الأوروبية يمكن أن تدخل في حرب بعضها مع البعض حيث شاهدنا التحركات التي تحصل على حدود كوسوفو وصربيا.
وفي سياق شرح أوضاع منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط) أوضح أن أمريكا في الماضي شكلت تحالف للدفاع عن الخليج حسب تعبيرهم إلى جانب اسرائيل والسعودية والإمارات وبعض الدول الأخرى، لكن قبل يومين سمعنا أن الإمارات إنسحبت من التحالف ووردت أنباء عن تشكيل حلف يشمل ايران والسعودية والإمارات وتم إبعاد أمريكا واسرائيل عن هذا الحلف ومنطقتنا.
وأكد آية الله السيد ياسين الموسوي على أن هذا التحالف يرمز إلى تغيير كبير في موازين القوى في العالم ولذلك ينبغي على الساسة العراقيين أن ينتبهوا إلى هذا الأمر ويعيدوا حساباتهم وتحالفهم الستراتيجي مع أمريكا ويبتعدوا عن حالة التابع والمتبوع.
وأشار إلى تدخلات السفيرة الأمريكية لدى بغداد، موضحا أن هذه السفيرة هي التي تحكم الوزارات وتلتقي بكل الوزراء وشيوخ العشائر وغيرهم، متسائلا: هل العراق في حالة انتداب أو دولة ذات سيادة كاملة؟، مطالبا مسؤولي العراق بالخروج من المصالح الضيقة وتحرير العراق بشكل كامل.
كما أشار إلى موقف المركز من اقليم كردستان العراق، مصرحا على الحكومة العراقية أن توضح موقفها من الإقليم حيث يقوم الإقليم بأمور تخالف قوانين العراق منها التطبيع مع الصهاينة ووجود مراكز استخباراتية وعسكرية لإسرائيل هناك ولا يتبعون بغداد بتاتاً ويستلمون 12 بالمئة من ميزانية العراق ويسرقون أموال النفط المصدر من كردستان وتتحكم عدد من العوائل بالإقليم وفق مصالحهم الشخصية.
وفي جانب آخر من خطبة الجمعة أشار السيد الموسوي إلى ذكرى رحيل الامام الخميني ـ قدس سره الشريف ـ متسائلا: أنتم كعراقيين ماذا تعرفون عن الامام الخميني رحمة الله عليه؟ عاش الامام الخميني خمسة عشر سنة في العراق هل تعرفون عنه شيئا؟
وأشار الى المشروع الصدامي لتسقيط الامام الخميني ـ رحمة الله عليه ـ موضحا أن الإعلام الصدامي قبل انتصار الثورة في ايران كان يمجد الامام الخميني ويصفه بآية الله العظمى المرجع الديني المجاهد عندما كان يصدر بيانات ضد الشاه الإيراني لكن بعد انتصار الثورة تغيرت الأوامر فصاروا يسقطون الامام الخميني رحمة الله عليه.
وتابع أنه بعدما خرج الامام الخميني ـ رحمة الله عليه ـ من العراق واستقر في فرنسا، سئل احد الصحافيين صدام عندما كان نائب لرئيس الجمهورية عن سبب استقرار الامام الخميني ـ رحمة الله عليه ـ في فرنسا المسيحية بدل العراق المسلم، فارتبك صدام في الجواب وقال أن ايران لو كان عنده خميني واحد نحن لدينا مئة خميني، وبعدها خرج توضيح من مكتبه يقول: أنه يعني أن هناك مراجع كثر في العراق فإذا العالم كله مرتبك في مواجهة الخميني نحن ماذا نفعل بالحوزة العلمية في النجف.
وشرح آية الله السيد ياسين الموسوي، قائلا: أن المعركة اليوم مع شيعة العراق وليس الامام الخميني ـ رحمة الله عليه ـ فهؤلاء بمجرد انتصار الثورة شنوا حربا على ايران وكان صدام هو المعتدي وهو الكافر وهو المجوسي وهو الذي قصف العتبات، افتحوا عيونكم أيها الشعب العراقي.
وأوضح أن هؤلاء حكموا العراق مئات السنين ولكن الخميني ـ رحمة الله عليه ـ غير المعادلة، وجعل المسلم الشيعي الذي كان دائما مقتولا مذبوحا يمنع من زيارة الحسين عليه السلام، جعله يشعر بالقدرة والعنفوان والاستقلال وببركة الخميني حصل المسلم على مكانته السياسية وتشكلت القوات الأمنية والحشد الشعبي وغيرها من مصادر القوة.
وختم السيد الموسوي خطبته قائلا: أيها الشعب العراقي أنتم مخيرون بين العبودية والاسترقاق والذبح على أعواد المشانق وبين أن تكون العراق عاصمة المهدي عجل الله فرجه الشريف.